حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 5637 - 2017 / 9 / 11 - 15:03
المحور:
كتابات ساخرة
حلوة زحايكة
سوالف حريم
لا شماتة بمصائب البشر
من المتعارف عليه دينيا وأخلاقيا أن لا شماتة في المرض والموت والكوارث الطبيعية، ومن المذهل أن نرى شامتين من أبناء أمّتنا بالكوارث الطبيعية التي ضربت ولاية تكساس الأمريكيّة، وتضرب الآن ولاية فلوريدا، فضحايا هذه الكوارث هم من عامّة الناس البسطاء، ومن ضمنهم عرب ومسلمون، ولا علاقة لهم بسياسات الادارات الأمريكية التي تناصب شعوبنا وأوطاننا العداء. ومن المعروف أن للكوارث الطبيعيّة أسبابها العلمية التي لا علاقة لها بكفر أو إيمان، "فالخلق كلهم عيال الله"، وثقافتنا ثقافة انسانيّة تقدّس حياة البشر، ونحن "لا نعشق الموت"، ولا نتماناه لنا ولا لغيرنا، والشامتون منّا، بالأعاصير التي تضرب أمريكا يساهمون دون أن يدروا بتشويه صورتنا كبشر، وصورة ديننا عند الآخرين، وليس هناك من يستطيع منع أو إيقاف غضب الطبيعة.
يقول أبو العلاء المعري:
إذا ما الدهر جرّ على أناس حوادثه أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا سيلقى الشامتون ما لقينا
وهل نعتبر من الجمعيات الاسلامية في أمريكا التي فتحت المساجد لإيواء المنكوبين، وعبّأتها بالمواد التموينية لإغاثة المنكوبين؟
وهل نفرّق بين الشعب الأمريكي وبين سياسة حكامه المعادية لشعوبنا؟
وهل نعي أن الكوارث الطبيعيّة لا تفرق بين جنس ولون ومعتقد ضحاياها؟ وهل نتذكر "تسونامي" الذي ضرب احدى الجزر الأندونيسية قبل سنوات قليلة، ودمرها وقتل فيها أكثر من 300 ألف انسان غالبيتهم من المسلمين؟
11-9-2017
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟