البحث عن الاصلاح ... الى اين..

خالد قمبر

الحوار المتمدن-العدد: 1460 - 2006 / 2 / 13 - 10:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

هل نحن بمملكة البحرين في حاجة إلى الإصلاح بمفهومه الشامل السياسي و الاقتصادي و التعليمي و الاجتماعي و الثقافي.. ..؟؟!!! أم نحن بحاجة إلى مجرد تطوير..!!!! عندما تطرح فكرة الإصلاح فهي نتيجة إلى وجود خلل ما أو فساد ما أو نقص ما...!!! أما إذا طرح التطوير.. فالأمر يختلف.. فالتطوير يوحى بأنه هناك إصلاح ما و لكن هذا الإصلاح في حاجة إلى متابعة و تجديد مستمر...!!! فمفهوم الإصلاح أو التطوير يقابله مفهوم البناء أو الترميم...!!!! فالأول وضع الأسس و الثاني مجرد رتوش و تزيين...!!!! فهل نطالب بالأول أم بالثاني...؟؟؟ّّّ!!!!
فحركة الإصلاح و البناء و التي من ركائزها الرئيسية العدالة و المساواة.. فأى عملية إصلاح تفتقد إلى العدالة و المساواة.. فهي عملية محكوم عليها سلفا بالفشل...!!! فاليوم نعيش في مرحلة جديدة تبناها جلالة الملك لمواكبة موكب الحضارة و التقدم و الازدهار و قد برزت هذه المرحلة في وثيقة الميثاق التي صادق عليها الغالبية العظمى من شعب البحرين... و مما لا شك فيه.. فان هذه المرحلة في حاجة إلى عملية إصلاح قائمة على أسس قوية.. و على استراتيجيات واضحة المعالم.. أساسها العدل و المساواة.. و تكون هذه الاستراتيجيات قابلة للتفعيل و التطبيق.. ومن المهم أن تكون بعيدة كل البعد.. عن الشعارات الرنانة و مفاهيم العلاقات العامة...!!!!
هل نحن حقا بحاجة إلى عملية شاملة للإصلاح....؟؟!!! فالجواب بالتأكيد نعم.. فكلمة صاحب السمو ولى العهد في ورشة العمل الموسعة حول سبل إعادة هيكلة و إصلاح سوق العمل في البحرين التي ابرز فيها ملاحظات في غاية الأهمية ومنها: " من الآن فصاعدا لا أريد أن اسأل أبدا عن مستقبل اقتصادنا فأتلقى إجابات مختلفة و لا أريد أن أرى النجاح الاقتصادي يمر على مواطنينا و لا يحضون منه بفرصة و لا نصيب و لا أريد أن اشهد مواهب الشباب تهدر لأنهم لم يجهزوا لمواجهة واقع الاقتصاد في بلادنا " و قال أيضا " عندما اسمع عن نجاح المشاريع التجارية اشعر بالاطمئنان و لكن بعد اى جولة أتفقد فيها أحوال مدن و قرى المملكة و التحدث مع الناس اشعر بعدم الرضا " و قال أيضا " لا يرضيني أن أجد من بين كل ثمانية بحرينين هناك شخصا عاطلا عن العمل.. لا يرضيني أن يكون كثير ممن نجحوا في الحصول على وظيفة يحصلون على رواتب ضعيفة أني اشعر بعدم الرضا إن متوسط الأجور التي يتسلمها البحرينيون قد انخفضت بنسبة 19% خلال السنوات العشر الأخيرة " و أردف قائلا " لقد أصبح من الواضح لي انه إذا استمرت البحرين على هذا المنوال فلن ننجح في تحقيق أمالنا و تطلعات الأجيال القادمة " و قال أيضا " إنني أتفهم شعور العديد منكم بِشأن الطريقة التي تم بها معالجة بعض المشاكل الاقتصادية من قبل بعض الجهات فغالبا ما اتسمت هذه الطريقة بالعشوائية و التضارب و كثيرا ما أدى حل مشكلة ما إلى خلق المزيد من المشاكل و هذا يرجع إلى تغيير التوجيهات دون استشارة أو عناية كافية.. “ هذه بعض المقتطفات التي ذكرها ولي العهد و التي وضعت النقاط على الحروف.. فهناك مشكلة اقتصادية و هناك مشكلة اجتماعية و هناك مشكلة تعليمية و هناك مشكلة إدارية و هناك مشكلة إعلامية.. و هناك مشكلة برلمانية..!!! فمن الناحية الاقتصادية فهناك بطالة و هناك ضعف في الأجور و هناك مشكلة اجتماعية متمثلة في الفقر و عدم تكافأ الفرص بالإضافة إلى عدم توفر السكن المناسب و هناك مشكلة تعليمية تتمثل في تدنى أساليب التعليم والتدريب بالتالي ضعف المخرجات و عدم موائمتها للواقع المعاصر.. و هناك مشاكل إدارية متمثلة في الأداء الحكومي الذي لا يخلو من البيروقراطية و المحسوبية ( الفساد الإداري ).. و هناك مشكلة إعلامية.. و هو نشر الجوانب الايجابية لوزارة أو الدائرة أما الجوانب السلبية فهي بعيدة أو غير قابلة للنشر...!!!! . غالبا ما تكذب و ينتقد من قام بنشرها....!!!! و هناك أيضا مشكلة برلمانية.. فالبرلمان بتركيبته و صلاحياته التشريعية و الرقابية الحالية الممنوحة إليه أيضا بحاجة إلى إصلاح..!!!
و يبقي السؤال.. هل نحن بحاجة إلى عملية شاملة للإصلاح...؟؟!! بالتأكيد نحن بحاجة إلى الإصلاح و الإصلاح الشامل.. فقد كشف صاحب السمو ولي العهد بعض الجوانب وان كانت تتركز على الجوانب الاقتصادية إلا إنها بلا شك لا يمكن عزلها عن باقي الجوانب الاخرى كالاجتماعية و التعليمية والحكومية.. واتلاعلامية .. لكن يبقي السؤال كيف..؟؟!! قد تكون ورشة العمل التي أقيمت بقصر الشيخ حمد بالقضيبية 23/9/2004 م أحدى الوسائل لتشخيص المشكلة... ولكن هذا التشخيص يبقي ناقصا إذا لم يواكبه وضع استراتيجيات واضحة المعالم مربوط بفترة زمنية محدودة.. و الأهم أن تكون هذه الاستراتيجيات تطبق مبادءى العدالة و المساواة و تكافؤ الفرص الكفيلة بتحقيق المصلحة العامة وليس لتحقيق مصالح شخصية أو فردية..!!! كلنا أمل.. في الإصلاح الشامل.. و ليس مجرد ترميم فقط.. فهل سيتحقق..؟؟؟!!!

#خالد_قمبر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات