أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - تجحيش الديمقراطية














المزيد.....

تجحيش الديمقراطية


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 1460 - 2006 / 2 / 13 - 10:08
المحور: كتابات ساخرة
    


نظام التجحيش من الأنظمة المعمول بها في الفقه الإسلامي وفق عدد من المذاهب. وهو خاص بتوفير مخرج شرعي لإصلاح ما تعطبه حماقات بعض الرجال. يحصل أن يندس (الشيطان) في رأس أحدهم من بين عبارات الغضب والشتائم والفشار بحق زوجته، ويجعله يتلفظ بعبارة (أنت طالق) ناسياً أنه سبق له أن طلقها واستعادها مرتين على سنة الله ورسوله. ما بعد الطلقة الثالثة ستدخل الزوجة في دائرة التحريم الكامل على زوجها القديم، فيما لو أراد استعادتها، ولا يصلح الأمر غير هذا المخرج الفقهي، الذي يقترح أن يعقد عليها رجل آخر ولو لليلة واحدة ثم يطلقها في الصباح. عندها يكون الدرب سالكاً للزوج المركوب شيطانياً لاستعادة حلاله. قيل في رواية؛ أن الأصل هو العقد وليس الوطأ، بمعنى؛ على العريس الجديد أن لا يصدق نفسه أنه عريس، لكن في رواية أخرى قالوا أن الأصل هو الوطأ، لا يحق لذلك الأحمق استعادة حلاله إلا بعد أن يفترشه رجل آخر. والروايات كثيرة بعدد الفقهاء والمتفقهين الذين يحق لهم الإفتاء بأشكال وأنواع المخارج. والواضح أن المصطلح مأخوذ من (الجحش) الحيوان، ولا أدري ما علاقة الحيوان مرة أخرى بمشاكل الإنسان، وإذا كان هناك من جحش في هذه العملية يا ترى من سيكون؛ الرجل الذي ركبه الشيطان أم الرجل الذي سيمارس عملية التجحيش أم المرأة موضوع التجحيش..!!؟ أعتقد أن هذا سؤال فقهي متروك للفقهاء.
أما الديمقراطية التي تلهج بها ألسنة القوم هذه الأيام، فأعتقد أنها الآن في محنة تشبه محنة تلك المرأة المجحشة. من حيث المبدأ، اتفقت الروايات الحكومية والمعارضة ولأول مرة في تاريخ هذه الأمة، أن أمر الديمقراطية برمته ما هو إلا بدعة، حيث الإسلام والعروبة قد وفرا حلولاً لكل المشاكل بما فيها فتحة الأوزون، وجوهر المشكلة لا يكمن هنا، بل في الغرب وأمريكا الذين لا يريدون لنا أن نحل مشاكلنا بطرقنا الخاصة وعلى راحتنا. لكن، ولأسباب قاهرة تخص شبح يجول في أرضنا ويدوس على بطوننا، مرة مكشراً بأسنان لبنية وأخرى يكشر لنا بأسنان من الحديد وهو شبح العولمة، ولحاجتنا الماسة إلى قروض صندوق النقد الدولي، حيث لا يمكن مواصلة الحياة بدونها، على الأقل لتوفير الخبز لبطون الجياع المسلمين الذين عجزت أرضهم وزنودهم وعقولهم عن توفيره. ولأسباب مستحدثة تخص وباء مستطير أنتشر في أرضنا اسمه الإرهاب السلفي التكفيري، الذي لا يريد أن يبقي حجراً على حجر قبل استعادة الخلافة المفقودة وعلى أسنة الرماح والسيارات المفخخة. لكل هذه الأسباب قررت النخب الحاكمة والمحكومة، من الأخوان المسلمين إلى الأخوان البعثيين إلى الأخوان القوميين إلى الأخوان الشيوعيين إلى الأخوان التكفيريين لكن من غير الإرهابيين؛ أن، طيب سنرد على الغرب الكافر هذه المرة ونطبق الديمقراطية التي أهلكونا بها وهم يرددون أنها علاجنا الوحيد. لكن، سوف لن نطبق ديمقراطيتهم، بل ديمقراطيتنا. هنا، ظهرت روايات التجحيش.
والروايات كثيرة، لكن على كثرتها اتفقت على ما يسمى بنظرية الدرج. وهذه النظرية وجدوها صالحة لكل الأنظمة. تم بناءها على قاعدة أن الأمة جاهلة، غافلة، متخلفة ومن الخطورة بمكان زرقها بجرعة كبيرة من الديمقراطية، لأن الأمة بهذه الجرعة ستأكل بعضها بعضا بالسيارات المفخخة والأحزمة والعبوات الناسفة. الشكل الأمثل لتطبيق نظرية الدرج، هو إيجاد مجالس شورى أو شعب أو أمة سمها ما شئت، يقوم الملك أو السلطان أو الحزب الحاكم بتعيين نصفها وتترك الميمنة والميسرة لأحزاب وفقهاء يتم تصنيعهم بعناية من قبل الحزب الحاكم نفسه، لكن، في كل الأحوال ستكون هناك انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وبرعاية وزارات الداخلية والأمن الوطني. أما الرئيس أو الملك أو السلطان فوفق كل الروايات سيظل في دائرة البيعة، إذ على الشعب وكل خمس سنين أن يبايع رئيسه بكرنفال شعبي معتبر، حتى يفتكره عزرائيل ويبدله بواحد آخر. وبهذه المجالس المنتخبة والرؤساء المبايعون نكون قد حققنا ديمقراطيتنا الخاصة (المجحشة) وسنهري جلد العولمة ببيانات الشجب والاستنكار على الطالعة والنازلة وسندخل العصر من بوابته الواسعة ويا جبل ما تهدك ريح..!!



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قل لي ما لون قميصك قبل عشرين سنة.. أقل لك من أنت
- في جدل الروائي المؤرخ
- صحيح العراقي
- بين الملاكم (تايسون) و(فيصل القاسم) ثمة جثة..!!؟
- مرة أخرى عن الحصان والعربة..!!؟
- نحن والمشتبه بهم
- محنة قناة الشرقية مع المجهول..!!؟
- بين الجزيرتين..!!؟
- شبكة الإعلام العراقية ومحنة الهوية
- بين العراقيين العرب وعرب الطائفة المنصورة..!!؟
- ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا..!!؟
- من أفشى السر..!!؟
- ليس عندنا فساد.. عندنا تمويل ذاتي
- أسلم.. تسلم أيها السيد (القمني)..!!؟
- للحلاق رب يحميه..!!؟
- بين ثقافة الداخل وثقافة الجوادر..!!؟
- شؤون وشجون آخر امبراطورية للبعث
- لماذا يلاحقون لواء الذئب..!!؟
- الدنيوية بدل العلمانية..!!؟
- ماذا يريد اليسار..!!؟


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - تجحيش الديمقراطية