أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - هل تهيء مصر للصفقة الكبرى ؟














المزيد.....


هل تهيء مصر للصفقة الكبرى ؟


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5636 - 2017 / 9 / 10 - 19:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


وصول وفد من حركة حماس مكون من رأس القيادة في الداخل والخارج لجمهورية مصر العربية بعد زيارات سابقة متكررة خلال هذا العام مؤشر على أن تحولا استراتيجيا طرأ على العلاقة بين مصر وحركة حماس وأن التقارب أو التفاهمات التي جرت أخيرا ليس مناورة وتكتيك كما كنا نعتقد . فمن القطيعة واتهام الحركة بالإرهاب إلى علاقة مترددة واختبارا للنوايا من خلال القضايا الأمنية ،وأخيرا علاقة مباشرة ذات طابع سياسي وأمني وحديث عن محادثات تتناول كل القضايا السياسية حول القضية الفلسطينية وليس فقط الأمن ومعبر رفح ورفع الحصار ،وهي اتصالات تتزامن مع علاقات باردة بين القيادتين الرسميتين المصرية والفلسطينية .
قبل الاستطراد فقد استمعت بالأمس 9 سبتمبر في فضائية الغد لمقابلة مع أشرف أبو الهول نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية المقربة للنظام كما أن السيد أشرف أبو الهول قريب من أجهزة المخابرات المكلفة بملف قطاع غزة ،وقد سأل مقدم البرنامج الضيف هل إن علاقة مصر بحماس علاقة استراتيجية أم مؤقتة وتكتيك؟وكان الجواب واضحا إنها علاقة استراتيجية لأن حركة حماس تغيرت كثيرا ولا يمكن تجاهلها كطرف فلسطيني قوي ،بل إنه عبر عن تفهم مصر لعلاقة حركة حماس مع قطر وتركيا وإيران ما دامت تقتصر على تلقي المساعدات ولأن حركة حماس كما قال حركة تحرر وطني من حقها إقامة علاقات مع جميع الأطراف .
مما يسعد كل فلسطيني أن تتغير حركة حماس باتجاه الوطنية الفلسطينية وتقطع علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين لأن هذه العلاقة كانت أهم أسباب توتير العلاقة مع مصر الدولة والشعب ،وفي تشديد الحصار على قطاع غزة ، كما لا يمكن لمصر أن تتجاهل أن حركة حماس هي سلطة الأمر الواقع في قطاع غزة ، أيضا يمكن لمصر تبرير موقفها بالقول :لقد انتظرت عشر سنوات لتتوحدوا ولكن بدون فائدة ،ولمصر مصالحها القومية الأمنية التي لا تنتظر مصالحتكم ؟ .
لكن الأمور متداخلة بحيث لا يمكن الفصل بين الملفات السياسية والأمنية والإنسانية والدولية ،ويتضح ذلك من خلال ما يلي :
1- صحيح أن في يد مصر مفاتيح فتح معبر رفح وتخفيف الحصار ،ولكن فتح المعبر من خلال علاقة ثنائية بين مصر وسلطة حماس في قطاع غزة يعني اعترافا من مصر بسلطة وحكومة حماس في قطاع غزة .
2- فتح المعابر سيُمكن حماس من جني الضرائب على السلع الواردة للقطاع من غزة وهذا سيؤدي لأن تستغني عن أموال السلطة الوطنية و تثبيت سلطتها .
3- كما لا يمكن عزل التنسيق الأمني والاعتراف السياسي بين مصر وحماس عن التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل وهذه الأخيرة وحركة حماس ،لأن إسرائيل تتخوف من تقارب مصري مع حركة حماس يقوي حماس في قطاع غزة دون ضمانات أمنية لها ،بالإضافة إلى ملف الجنود الإسرائيليين عند حركة حماس .
4- هذا التقارب بين مصر وحركة حماس في الوقت الذي تتعثر فيه جهود المصالحة الفلسطينية الشاملة وفي ظل وجود ما تسمى (مبادرة الرئيس ) يعني أن مصر كحماس لا تعترف بهذه المبادرة وربما اعتبرتها مصر تجاوزا لدورها في المصالحة وتجاوزا لاتفاق المصالحة الذي رعته مصر .
5- يجب عدم تجاهل تزامن هذا التقارب مع تعثر عملية التسوية واستعداد الرئيس أبو مازن للذهاب إلى الأمم المتحدة ليُعيد المطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على أراضي الضفة وغزة وإنهاء الاحتلال .
كل ما سبق يدفعنا للقول بأن مصر تشتغل على صفقة كبرى تجمع ما بين تخفيف الحصار عن القطاع وفتح معبر رفح وتثبيت سلطة حماس في قطاع غزة ولو كمرحلة انتقالية ،مع مصالحة فلسطينية برؤية مصرية يتم فرضها على الأطراف الفلسطينية وتجاهل مَن لا يتساوق معها ،مع صفقة أمنية فيما يتعلق بحدودها مع القطاع وسيناء ومسألة الجنود الإسرائيليين عند حماس وتثبيت التهدئة على حدود قطاع غزة مع ترسيم للحدود بين إسرائيل وقطاع غزة ،بالإضافة إلى دمج حركة حماس في معادلة تسوية سياسية قادمة .
أمام كل ذلك تبرز تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الرئيس أبو مازن باعتباره رئيسا لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية ذات الولاية القانونية على قطاع غزة وكل من مصر و حركة حماس ،كما تثير تساؤلات حول مستقبل قطاع غزة وعلاقته بالسلطة وحكومة (التوافق الوطني) ؟وهل إن هذه الاتصالات والعلاقات الإيجابية بين مصر وحركة حماس ستعزز من فرص المصالحة الفلسطينية أم أن كل الأطراف وصلت لقناعة بعدم إمكانية انجاز المصالحة بصيغتها القديمة ؟.
في جميع الحالات نتمنى أن لا تؤدي العلاقات الجديدة والمتحسنة بين مصر وحماس إلى تكريس فصل غزة عن الكل الوطني ،وبذلك يكون ثمن تخفيف الحصار أكثر فداحة وخطورة من الحصار ذاته ؟كما نتمنى أن لا تدفع القضية الفلسطينية برمتها ثمن هوس حركة حماس بالتمسك بالسلطة ، وصراعات المحاور العربية ،وثمن تطلعات أنظمة عربية لتحسين علاقاتها مع واشنطن وتل أبيب .
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختزال الوطن في السلطة والوظيفة
- إسرائيل وسياسة تفكيك الصراع وتغيير طبيعته
- التباس مفهوم المصالحة الفلسطينية وزيارة ابو مازن لتركيا
- من سيملأ فراغ انحسار الإسلاموية السياسية ؟
- العودة لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد فشل كل البدائل
- لماذا لم يتجهوا شمالا بدل الاتجاه جنوبا ؟
- حتى لا ننسى : إسرائيل عدونا والاستقلال هدفنا
- هل أصبح قطاع غزة عبئا على القضية الوطنية؟
- مبادرات المصالحة الفلسطينية : ما عليها أكثر مما لها
- القدس وغزة الاختبار الصعب أمام قيام الدولة الفلسطينية
- يتغير الفلسطينيون اعتدالا ويتغير الإسرائيليون تطرفا
- البعد الديني للقدس لا يُسقط الانتماء والمسؤولية الوطنية
- ما يجري في القدس يكشف عورات الجميع
- مساندة مصر في محاربة الإرهاب مسؤولية قومية
- تفاهمات القاهرة والتلاعب بمصير وطن
- تصورات مغلوطة حول العلمانية والدولة المدنية
- لعنة السلطة
- لعبة الأمم مرة أخرى
- مبادرة الرئيس ،وتفاهمات حماس-دحلان-مصر
- أية تسوية سياسية الآن ستكون أسوء من تسوية أوسلو


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - هل تهيء مصر للصفقة الكبرى ؟