|
البشرية بحاجة الى نظام امن جماعي جديد
عبد الرحمن تيشوري
الحوار المتمدن-العدد: 1460 - 2006 / 2 / 13 - 10:06
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
ان الامن في العلاقات الدولية هو انتفاء الخطر الاساسي الذي يهدد الدولة او مجموعة الدول والذي يدقق اليوم فيما يجري في العالم كيف تهدد امريكا وتمنع بعض الدول من تحقيق التقدم والتطور يلاحظ انه لابد من اعادة النظر بنظام الامن الجماعي واستبداله او تطويره بنظام جديد يحقق سلامة الدول القومية ووحدة اراضيها واستقلالها السياسي ومصالحها العامة مفهوم الامن الجماعي ان الامن الجماعي هو نقيض لتحقيق الامن عن طريق العزلة والانفراد وهو المبدا الذي يقضي في العلاقات الدولية بان يجعل كل واحد من نفسه حارسا على غيره انه ترجمة دولية للشعار الفرد للكل والكل للفرد وقوامه ان لجوء أي دولة الى استخدام القوة ضد اية دولة اخرى يقاوم بالقوة الجماعية من جميع الدول الاخرى لكن الذي يحدث اليوم ان امريكا تعاقب الدول على كيفها وكما يملي عليها المحافظون الصهيونيون الجدد في امريكا بطريقة ادت الى خرق وانهيار نظام الامن الجماعي الذي تم وضعه بعد الحرب الكونية الثانية ومفهوم الامن الجماعي عملية واسعة تتضمن مايلي: • تطويق الازمات الموجودة • التخلص من مصادر الخطر المستمر في المجتمع الدولي • اجراء تغيير جذري في العلاقات الدولية يتضمن اقامة علاقات نوعية جديدة في اطار المجتمع الدولي • الامن مطلب مطلب دولي وعالمي وهدف وغاية • الامن جماعي ويتصف بالجماعية نتيجة تعدد الدول • ان الامن الجماعي يرتبط باجهزة قانونية قادرة على تحريم العدوان حيث منح التنظيم الدولي سلطة فرض الاجراءات المطلوبة
لكن الذي يجري اليوم ان العالم اصبح بلا امم متحدة وان نظام الامن الجماعي تم اختراقه وان مجلس الامن الدولي اصبح مجلس طغيان وظلم دولي وظلم امريكي للشعوب التي لا تسير في الفلك الامريكي والصهيوني والتي تدافع عن شعبها وتسعى للكرامة والسيادة والاستقلال صفات وعناصر نظام الامن الجماعي • ان نظام الامن الجماعي وجد من اجل تحقيق الامن والاستقرار في المجتمع الدولي ولكن باسلوب جماعي • ان الجماعية في تطبيق مفهوم الامن تجعله بعيدا عن امكانية خرقه • ان الامن الجماعي يركز على الاسس الايجابية في التعامل الدولي وليس الغطرسة والعدوان والاحادية واحتلال الدول دون رضى الامم المتحدة كما فعلت امريكا في العراق • الامن الجماعي عمل دولي جماعي يهدف الى تطور وتقدم المجتمع البشري وليس تطور وسيطرة دولة على الباقي • ان نظرية الامن الجماعي تستهدف ايجاد توازن بين مصلحة الدولة ومصلحة المجموعة التي تدخل الدولة في اطارها وفي النهاية مصلحة المجتمع الدولي
باختصار شديد ان الامن الجماعي هو بناء نظام جديد للعلاقات الدولية لا تسيطر فيه امريكا على المنظمة الدولية وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية بل نظام يتصف بالمشاركة الدولية والجماعية والفعالة والايجابية الهادفة الى انهاء مظاهر الاعتداء وتطويق استخدام القوة وتقوية العلاقات الدولية القائمة على السلام والتعاون وحوار الحضارات وعدم الاساءة الى الاديان بحيث نصل الى اجواء تعاونية تعاضدية لخدمة تطور المجتمع البشري بشكل عام وليس خدمة امريكا او دول اوربة الغربية لوحدها وعلى العرب والمسلميين اليوم والمنظمات الدولية الاقليمية تبني حملة كبيرة في هذا الاتجاه لانقاذ نظام الامن او اقامة نظام امن جديد يشعر فيه جميع سكان العالم بالا من والاستقراروالحياة الهادئة الهانئة لجميع الشعوب من مختلف الاجناس والاديان والقارات والامم
مظاهر الامن الجماعي اليوم • المنظمات الدولية المختلفة اهمها هيئة الامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة الدول الامريكية ومنظمة الوحدة الافريقية والوكالات المتخصصة للامم المتحدة • التحالفات السياسية العسكرية والتي لم يبقى منها سوى حلف الاطلسي الذي تسيطر عليه امريكا • حركة عدم الانحياز وهي التعبير المنظم للدول الفقيرة وعلى هذه الدول ان تكون اكثر فعالية لتعديل الانظمة الحالية المعمول بها في المجتمع الدولي التي ترسخ افقار شعوب الدول العالمثالثية وتقوي وتطور شعوب اوربة وامريكا • الاتحاد الاوربي ومؤتمر الامن والتعاون الاوربي • الشرا كة الاوربية المتوسطية • محكمة العدل الدولية • النظام العام لتسوية النزاعات الدولية بالطرق السلمية
لكن ما يحصل اليوم وخاصة تطورات الملف النووي الايراني كانت الحا فز الرئيسي لكتابة هذا المقال حيث يلاحظ المرء انتقاص لميثاق الامم المتحدة وتطويق لمهامها واحتلال دول ومنع دول من امتلاك طاقة سلمية بينما دول اخرى تمتلك ترسانات نووية ولا احد يتحدث عنها او لا يتجرا احد على مطالبتها بخضوع برامجها النووية للتفتيش الدولي لذا نرى ان نظام الامن الجماعي ونظام الامم المتحدة تعرض للفشل ولابد من انقاذه او نظام جديد او امم متحدة جديدة او تنظيم دولي جديد قادر على حماية البشرية من الغطرسة والقرصنة الامريكية الحالية القوة الامريكية تصنع القرارات في العالم ان امريكا اليوم هي الدولة الاقوى وهي تستغل هذه القوة لتحقيق مصالحها وتنفيذ مخططاتها ومخططات الدولة الصهيونية على حساب غيرها من الدول الاخرى القائمة في المجتمع الدولي التي لا تمتلك القوة الكافية لتردع امريكا او حتى تعارضها وهذه الظاهرة هي السبب في انهيار نظام الامن الجماعي وانهيار الامم المتحدة فلابد اذا من خلق وايجاد ودعم قيام نظام امن جديد لمصلحة البشرية لتخليص العالم والشعب الامريكي من غطرسة بوش واليمين المتطرف المتصهين الذي يحكم امريكا اليوم ويقود البشرية الى مصير اسود قاتم لاحد يعرف ماهي نتائجه
#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل تطور النقل البحري السوري وفق المعايير الدولية ؟؟؟
-
الرقاية القضائية على اعمال الادارة - قضاء الالغاء
-
الرقاية القضائية على اعمال الادارة - القضاء الكامل -
-
فرع مكافحة البطالة الطرطوسية امكانات متواضعة وانجازات جيدة
-
شروط البيئة الاقتصادية المستقرة
-
الفساد الاداري صور وتجليات اسباب وحلول
-
الاصلاح الاداري وتكنولوجية المعلومات
-
عوائق وصعوبات الادارة السورية واقتراحات حلها ومعالجتها
-
متى نضع ونستثمر نظم المعلومات الادارية ؟؟؟
-
ليس دفاعا عن هيئة مكافحة البطالة
-
هل نحن ذاهبون الى الخصخصة بعد فشل اغلب مؤسسات القطاع العام ؟
...
-
تجربة الاستثمار الاجنبي في الصين هل نستطيع تقليدها ؟؟؟
-
حاضنات الاعمال في هيئة مكافحة البطالة السورية
-
هل تستطيع هيئة البطالة السورية خلق سبل واليات جديدة لمحاربة
...
-
متطلبات المنافسة من اجل القرن الحادي والعشرين
-
كيف يمكن ان تكون مديرا جيدا وناجحا ؟؟؟
-
مقومات الدولة الحديثة ونصيب سورية منها
-
الصادرات التنافسية قلب ومحور اي اصلاح اقتصادي
-
الاسئلة الصعبة والمعقدة التي يطرحها الالف الثالث
-
من يجذب الموظفين المتميزين يصنع المستقبل المتميز
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|