أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - المغناطيس-في الدّرب-2-















المزيد.....

المغناطيس-في الدّرب-2-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5634 - 2017 / 9 / 8 - 03:14
المحور: الادب والفن
    


لم نحافظ على النعم
طردنا من دارنا
نركب ثلاثة أفراس
ربطنا أحزمة التشرد
قدمنا للحياة أطباقاً من عبث
في الدرب سائرون
نعيدكم إلى مسارح كبيرة
مسرح التشرّد، أو مسرح الطريق، وربما مسرح دربنا.
ربما جمعتنا الصّدفة، وبيننا وبين الصّدفة بعض الخيوط المشتركة
غنّي لنا يا رفيق الدّرب
أغنية التّشرّد
أو أغنية الحنين
نحنّ إلى ماذا؟
فليس في حياتنا أيام ولا سنون
تائهون
غارقون في قدر غريب
تعالي يا فاطمة نثرثر علّ الوقت يمضي
ولماذا يمضي؟
دعه يعيش معنا
تعاليّ يا ختام
دعي وقتك ينضم إلى فراغنا
-اتركاني هنا. أجلس مع نفسي. لا أتوق إلى سماع ثرثرة من أي نوع.
-اتركها يا نمر، وعد إلى نمر، وأعود إلى سوزانا، نبني مملكة جديدة، فالقصر كان ماضينا، وسوف نصنع حاضرنا بأيدينا.
-توقفا عن الهراء، فصوفيا لا زالت قابعة هنا لم تغادرني. علينا أن نضع هدفاً. لا يوجد أهداف في الدنيا سوى المال. يجب أن نصبح أغنياء، ليكن هدفنا أن نسرق بنكاً كي نستمر. إذا وضعنا هدفاً كبيراً قد نصل إلى نصفه. هدفنا سرقة بنك.
-وهل تقتضي القيم السّرقة؟
-السّرقة هدف. قد لا نسرق. لكن على فرض استطعنا أن نفعل، فإنّ أهدافنا سوف تكون شريفة، سوف نبني مملكة لثلاثتنا، ونجلب أبناء القصر لخدمتنا.
-أو تفكرين في الانتقام يا صوفيا؟
-أبداً. هذا هدف نبيل. القصر سوف يتهدم قريباً فليس على رأسه شخص يستطيع الإدارة، وسيفر أبناؤه ، ونكون لطيفين معهم فيعملون عندنا بدرجات متفاوتة. لكنّها تحت مسمى عبودية.
-لم أكن أعرف أنّك شريرة يا صوفيا.
-كن طيباً وابق كما أنت سعدون. لو سرقنا بنكاً، وعملنا مملكة يصبح اسمك الأمير نمر. أنت غاوي سعدنة.
-أليس لأفضل أن نبحث عن الكنز؟
-هذا هو الكنز يا فاطمة. لا تكوني غبيّة. سوف نغيّر بمال البنك العالم بالتّدريج، ونجعله عادلاً وسعيداً. دعونا لا نتعاهد على البداية-أعني السّرقة- بل على جعل العالم عادلاً وسعيداً
فلنتعاهد على جعل العالم سعيداً وعادلاً.
موافقون؟
السكوت علامة الرّضا
. . .
عدت إلى التفكير بالانتقام من أبي وابن عمّي. أنا اليوم فاطمة من آل الفقير، ولست سوزانا ريتشي، وآل الفقراء هم أقاربنا مهما تباعدت أوطانهم. هم المواد الخام في العالم، فلو لم يوجدوا لما وجد الظّلم، والعبوديّة، والثورات، والمقاصل، والخيانة.
هل سوف أنتظر ختام لتجد بنكاً تسرقه؟ سوف أفجّر ثورة، وأجعل الفقراء يحكمون الأغنياء. لا. ليست سليمة. أي أنّ أبي، وابن عمّي سوف يحكمان . تبدو الفكرة تافهة. وربما أنا الأكثر غباء، فطوال كوني فاطمة آل فقير كنت متّهمة بقلّة الشّرف، والجنون من قبل المغتصبين. سألت صوفيا قبل أن تصبح ختام: الفقراء سوف يكونون في صفّنا لأنّنا نخدمهم. ضحكت كثيراً وقالت:
أرجو أن تصححي هذه المعلومة، فعندما تكونين جائعة سوف تشكرين أوّل من يقدم لك فتاتاً. العبيد تواطأوا مع أسيادهم على العبيد، والفقراء تواطؤوا مع حكامهم. أنت تتحدّثين عما تقرئين بشكل عابر على الفيس بوك. هؤلاء الفقراء الذين صنعوا الثورات ليسوا نحن. هؤلاء كانوا يعرفون المسرح، والسينما، ويعملون في المعامل. الفقر نسبيّ يا سوزانا، فهناك فقير لديهم، ويحصل على الحد الأدنى من الدخل، وعدد ساعات محدّد من العمل، ويستطيع أن يراقب العالم، وفقير لا يعرف من أين يأتي برغيف خبز.
أوقفتها يومها. قلت لها أنّها عنصرية تميّز بين فقير وفقير.
حذرتني من سذاجتي
فكان الفقراء الذين عرفتهم أبالسة، مثل أبي وابن عمّي.
قالت لي صوفيا يومها: احذري من يقول لك أنّ المال ليس كلّ شيء. يرغب في صرف نظرك عن أهمّ أمر وهو المال. المال كلّ شيء يا سوزانا. لا تنسي أنّ المال هو كلّ شيء.
لم أدرك نعمة المال إلى أن وقعت في التهلكة
الفقر أعماني عمّا حولي
فتلك الدائرة التي أحاطت بي
جعلت الدني تمرّ من حولي
بينما أنا في حلم يقظة
عرفت يا صوفيا الآن فقط أن المال هو كلّ شيء
بعد أن رحل
ولم يبق شيء
. . .
ما قتلني سوى الخجل!
كنت أرى بدلته، وربطة عنقه، أخجل أن أقول له كذّاب.
خجولة بطبعي، والحياء عندي عصاب يحتاج لعلاج.
كذاب، أقسم انّه كذّاب.
تعرفونه جيداً
لو فتحتم التلفاز في هذه اللحظة لرأيتم كيف ينعقد لسانه من الكذب.
ألا تصدّقون؟ اذهبوا إلى أقوال الصحف. يكتب مقالة كاملة من الكذب
هذه مقدمة لقصيدة كنت سوف أكتبها ، وأقول عنها" القصيدة الممنوعة" أي أسوّقها
-ماذا تكتبين يا ختام؟
-أكتب قصيدة. قطعت سلسلة أفكاري يا سعدون. تعال هنا. انظر إلى عينيّ. أجبني بكلّ صراحة. لماذا لا تقول الطرائف التي تتحدّث عن الجنس. أليست جميلة: أم أنّك لست رجلاً في حضور أنثيين؟
-حقيقة أنّني أشكّ في رجولتي، وأشكّ في أنوثتكما، لكنّك على صواب. ما قتلني سوى الخجل!
-سرقت فكرتي يا نمر.
-أقسم أنّني لم أسرقها. لو قلت لك أتمنى أن نقضي الليلة معاً سوف لا توافقين،
أخجل أن أقول لك أرغب أن أضمّك وأقبلك هكذا. أضمّك إلى صدري، تغمضين عينيك، وتذوبين كقطعة سكّر.
-أخشى أن أكون سلّمتك نفسي، وأنت تضحك عليّ، لم تكن خجولاً أبداً.
-لماذا تبكين يا صوفيا؟ كانت لحظة تقارب.
-يجب أن تتزوجني يا نمر حتى أشعر أنّني لا أمارس الخطيئة.
-أتزوجك يا ختام، وأنجب منك أطفالاً، لكن عن أيّة خطيئة تتحدثين، وأنت أم وعالمة؟
قلت لك ختام لأن نقاشك معي لا يشبه نقاش صوفيا. صحيح أنّني لست رجلاً كما يجب، لكنّني شعرت اليوم أنّني رجل، وسوف أكون مستعداً للتضحية من أجلك.
دعينا نتمتّع معاً فالعمر قصير.
-أحبك يا سعدون. لكنّني لم أكن أنا عندما عانقتني. كنت صوفيا، وعندما صحوت من العشق رأيتني ختام. المرأة الخاطئة على الدّوام، وبصفتي ختام أسألك: هل تنظر لي كزانيّة؟
-لا أعرف إن كنت سوف أضحك أم أبكي. تذكري يا عزيزتي أنني تربيت على يد الحيوانات، وليس لديهم تلك المفاهيم. إن كنت زانية، فأنا أيضاً زان.
-مع ذلك أرغب بزواج شرعي.
-حاضر. اجلبي شهوداً، وسأضرب أنا على الدلو فليس عندنا طبلاً.
أو أقول لك. اجلسي قربي. سوف نكتب صكّ زواجنا على جذع هذه الشجرة، وتشهد عليه فاطمة، وخمسة أشجار.
-أنا جاهزة للشهادة أيها العشاق. وقد سميت الشجرات الخمس، وسوف نسجل أسماءهم على صكّ الزواج.
هذا الطريق يعلّمنا الكثير
أعطيتك غطاء رأسي
أعطتك صوفيا الحياة
وبقيت أنا لا أفهم شيئاً من هذه الحياة
هل توقفت يا صوفيا عن الاستمرار في مشروعك لجعل العالم مكاناً أفضل للعيش؟
-أبداً يا سوزانا. الحبّ يصنع المعجزات. وعدني نمر بالتضحية لأجلي، وسوف نكون جاهزين لسرقة البنك.










#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنتريات
- مذكّرات متسوّل من الشّام
- المغناطيس-في الدّرب-1-
- المغناطيس-في القصر-3-
- المتفاخر الذي طال عدة بوصات
- -مجتمعنا محطّم -: ما الذي يمكن أن يوقف وباء الانتحار بين شعب ...
- مذكّرات قلم رصاص-الجزء الأخير-
- كيفية الحد من خطر التدهور المعرفي مع التقدم في السن
- المغناطيس-في القصر-2-
- طوكيّو
- المغناطيس-في القصر-
- الضّفدعان
- مذكّرات قلم رصاص-13-14-
- المغناطيس-بيت العائلة-3-
- في الواقع: نحن مسلّون .كيف ساعد الفيكتوريون في تشكيل روح الف ...
- العريس ذو اللحية الخضراء
- الممنوع، والمسموح في الكتابة الأدبيّة
- المغناطيس-بيت العائلة-2-
- مذكّرات قلم رصاص-11-12-
- المغناطيس


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - المغناطيس-في الدّرب-2-