نبيل الخمليشي
الحوار المتمدن-العدد: 5634 - 2017 / 9 / 8 - 00:22
المحور:
الادب والفن
كم كنت جميلا ودودا في الصبا
بلا ربطة العنق و حذاء الجلد اللامع
وكنت بهية بلا مساحيق
من دون حمالة الصدر و الكعب العالي
نلهو بكامل عشقنا كالفراشات
نحط هنا ونطير بفرحتنا هناك
كبر الزمان من حولنا
ترك تجاعيده على الخدود
لم تخفيه المساحيق و لا ربطات العنق
خصلة الشعر التي فقدت خلال الطريق
نمت كثيفة فوق شفة الكرز
لتخفي ما خلفته السجائر من زرقة
خلال شراب الأمسيات القادمة مع الآهات
النابتة بين الحسرة و الحسرة في رحم الغسق
وتظل الهالات السوداء حول العينين شاهدة
على ما خلفته الليالي الحبلى بكل أصناف الأرق
احبك حين تخرجين من البحر حافية القدمين
طليقة بلا أساور ولا خلخال الغواية
سالمة من ضربات شمس الظهيرة
ومن لسعات قناديل البحر ومن الغرق
احبك أكثر حين تعدين مائدة المساء
كأسان مصحوبان بمقبلات صوتك
أغنية أنيقة فريدة ما تملقت لحن أحد
فنترك الزمان منهارا حطاما من وراءنا
ونغرب على مهل في اتجاه الشفق
لك البهاء كله و علي الإيمان بك
فاعني على المستقبل بالذكريات
لنلهي العمر بالهدايا البسيطة حتى لا نفترق
و لينمو الود أحراشا من العشق وحشيا
لعلنا نروضه فوق الصفحة الأخيرة
نشيده مزارا للحب جنب مقبرة المنسيين
نسيجه ببقايا الزجاجات الفارغة مختلف ألوانها
خصما من ممتلكاتنا وما يرث الأبناء من بعدنا
رصيدا شجيا من الكلام تحشرج في حلقي
قبل أن تخرج روحه مدادا فوق الورق
#نبيل_الخمليشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟