أنطونيوس نبيل
الحوار المتمدن-العدد: 5632 - 2017 / 9 / 6 - 22:00
المحور:
الادب والفن
1.
احمِلُوه إلى الشَّمسِ؛
فلمستُها الحَنونُ
قد أيقظتْهُ مِن قبلُ
في الوطنِ،
هامسةً لهُ بحقولٍ
تشتهي تَمامَ غَرْسِها.
احمِلُوه إلى الشَّمسِ؛
فهي لم تغفلْ يومًا،
حتَّى في ساحةِ الوغى،
عن أن تَمُدَّ أناملَها الرَّهيفةَ؛
لتنفضَ عنهُ غبارَ الغفوةِ.
إلى أن جاءَ هذا الصباحُ،
وبين كفيهِ ركامٌ
مِن أكفانِ الصَّقيع.
إن كانَ هنالك شيءٌ
بمقدورِهِ أن يبعثَه مِن رقدتِهِ،
فليسَ إلا هذي الشَّمسَ الرَّءُومَ
المُترَعةَ أثداءَها مُنْذُ الأزلِ
بحَليبِ الرَّحمةِ.
2.
تأملوا الشَّمسَ
كيف تُوقظُ البِذارَ بلا كللٍ،
تأملوها
كيف نفختْ مِن رُوحِها
في رَحِمِ الحَمإِ المسنون.
هذي الأطرافُ
المصقولةُ
بعنايةٍ بالغةٍ بليغة،
أيُعقلُ أن يستحيلَ على الشَّمسِ
أن تبعثَها مِن رقدتِها؟
هذان الجنبان
المُفعمان بالأعصابِ
والقابضان
على رَمَقٍ مِن الدِّفءِ،
أيعقلُ أن يستحيلَ على الشَّمسِ
أن تبعثَهما مِن سُباتِهما؟
أمِن أجلِ هذا الموتِ
صارَ للصلصالِ حياةٌ؟
آهٍ، في البدءِ كانَ الصمتُ،
فلِمَ تحمَّلتِ الشَّمسُ الرَّعناءُ
مشقةَ أن تُؤرِّقَ الأرضَ
بأظفارِ شُعاعِها
مِن غفوتِها؟
أمِن أجلِ هذا؟
#أنطونيوس_نبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟