|
يا (أبا رغال) إرفع عنك القناع
عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 5632 - 2017 / 9 / 6 - 01:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وضْعُ العراق هو الأكثر تعقيداً من بين سائر الأقطار العربية الشقيقة، بسبب تركيبته الاجتماعية الخاصة ، والمقسمة قسراً بفعل فاعلين، على رأسهم الإمبراطورية المتعفة (أمريكا) ؛ مذهبياً، طائفياً وقومياً. ويمر بمنعطفات خطيرة نتيجة ابتلائه بحرب ضروس، ضد أشرس تنظيم إرهابي تكفيري ، عرفه التاريخ المعاصر باسم (داعش) ، أهلك الحرث والنسل بوحشية وقسوة فريدة، فغيّر بذلك وجه العالم نحو الأسوأ ؛ وحتّمت علينا تلك الانتهاكات ، أن نضع هزيمته من أولويات أهدافنا الاستراتيجية؛ لإعادة فرض السيادة العراقية ، والعمل على وحدة الأراضي، ومطاردته إعلامياً وثقافياً واجتماعياً في كل المحافل ، وتجفيف منابع أفكاره التطرفية بلا هوادة. في هذا الوقت الحاسم والخطير من صفحات الحرب ، ونحن نقترب بهمة الغيارى من تشكيلاتنا الأمنية بمسمياتها المحترمة كافة ، من بوابات النصر المؤزر ، نتفاجأ حدّ الصدمة بتفاوض وصل مستوى الاتفاق والتنفيذ بين (حزب الله) اللبناني ، وبين عدونا اللدود منفذ جريمة العصر (سبايكر) بحق ثلة من الشباب بعمر الورود ؛ (داعش) الارهابي ، وتأمين الحماية لهم، وإطعامهم في أرقى المطاعم السياحية ، ونقلهم بأحدث الباصات المكيفة إلى الحدود السورية – العراقية، تحت غطاء جوي ممتاز للتحالف ، لأن إدارة الشر أمريكا هي من تدير اللعبة بفطنتها السياسية المعروفة ، وبشكل علني ، وأمام أنظار العالم دون خوف ، أو إعطاء أي اعتبار للعراق. إن هذا الاتفاق هو خطوة خاطئة ، وفضيحة من العيار الثقيل ، فاضحة لكل الخونة أمثال أبو رغال العصر ، وكشف ما هو مستور فأسقطت بذلك تلك الأقنعة المزيفة عن الوجوه الكالحة من خونة الأمة ، وإساءة متعمدة لمشاعر الملايين من أبناء الشعب العراقي الصبور المحتسب؛ ممن تضرروا من عصابات (داعش) التكفيرية ، ويريدون القصاص العادل منه ، وتنفيذ دقيق لأجندات دولية إقليمية تعمل على تصفية حسابات بالنيابة ، وهذا دليل ملموس على أن تنظيم داعش الإرهابي تدعمه دول كبرى ، لأن داعش صنيعتها ويدها الطولى ؛ لتحقيق أهدافها الشيطانية في نهب وسلب ثروات الدول ، وإركاع أممها مستغلةً بذلك الجانب الطائفي والقومي ؛ لشق الصف الوطني في تلك الدول ، منها العراق المحتل ، ليدفع بذلك ضريبة الاتفاقيات المشبوهة والمكشوفة على حساب أمنه واستقراره وسيادته الوطنية المنقوصة إلى يومنا هذا. من الجانب العسكري سيسمح هذا الاتفاق المشؤوم لعصابات داعش التكفيرية بإعادة ترتيب صفوفها ، وشن هجمات انتقامية جديدة على العراق ، فنكون بذلك ، وبعد كل تلك التضحيات الجسام قد عدنا إلى المربع الأول ، وهذا السيناريو هو تنكّر لدماء أبنائنا من السنة والشيعة ، بعربهم وكوردهم وتركمانهم وكل مكوناتهم وطوائفهم الأخرى ، وضحكٌ حد القهقهه على ذقون الشركاء في العملية السياسية ، ممن حاربوا كيان داعش الإجرامي ، ورخصوا الغالي والنفيس لمحاربته، وإلحاق الهزيمة به ، وتنكر لفتاوى مرجعياتنا الدينية الموقرة السنية منها والشيعية. لنا أن نسأل ، وبألحاح : من هو عدونا الحقيقي ؟ من نحارب ؟ ممن نقتص ؟ بسبب تلك التداعيات الخطيرة ، وانعكاساتها السلبية على مستقبل العراق المجروح ، لأننا برغم كل مصابنا سمعنا من هنا وهناك ، من شخصيات عراقية في سدة الحكم ، تصف ذلك الاتفاق الجائر على أنه استراتيجية المعركة ضد الإرهاب ، وإجراء تفرضه طبيعة المعارك ، ومحذرة بقوة من الانسياق خلف محاولات الإساءة، وإثارة الشكوك ضد حزب الله راعي الاتفاق المشؤوم، والمشرف على تنفيذه ، فهذا التصريح ، وذاك الصنيع هو صفحة من صفحات الغدر والخيانة ، ودليل قاطع على أن بعض الساسة العراقيين يفكرون دوماً بمصالحهم الشخصية قبل التفكير بمصالح الشعب العراقي الصابر ، وأن البعض ممن نعدّهم أشقاء صاروا خناجر في خاصرتنا ، ولكن لن يشفع في القادم من الأيام لأصحابه أمام الرأي العام العراقي ، جريمتهم وتنكرهم للأخوة ، فالجبناء لا يصنعون التاريخ. قال تعالى : (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) ، وليتعلموا قاعدة إذا سقط أحدنا سنسقط جميعاً ، ولكننا وبرغم الألم والصدمة سنمضي قُدماً كما عرفونا ، لأن الشجعان لا يستسلمون ، فالمواجهة والصمود طريقنا لرد الحق لأصحابه ، ولا تأخذنا الصدمة من غدر بعض ساساتنا ، وبعض أشقائنا، فقبلنا يوسف عليه السلام غدر به إخوته وهو أحد الأنبياء.. وللحديث بقية
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مايقولون الا غرورا
-
أخوةٌ أم مواجهة؟
-
(ترامب) يقرع طبول حرب سُنيّة شيعية
-
امراء التطرف يتصدرون المشهد السياسي الاوربي
-
مشكلات الشباب والمستقبل المجهول
-
(داعش) يجمعنا والمحبة تقوينا والأخوة تنصرنا
-
كذب الكذب عقوبة الجبناء
-
دور المراة في حل النزاعات وبناء السلام والتوافقات
-
محاربة الفساد فريضة وضرورة وطنية
-
داعش؛ فرانكشتاين أمريكي بامتياز
-
الواقع التركي ما بين سيناريوهات انقلاب العسكر وحراك الشعب
-
ديمقراطيتهم قتلت إنسانيتهم
-
شباب الأمة وتداعيات اللجوء والاغتراب
-
كامب ديفيد منتجع التسكع السياسي للخليجيين
-
الغرب وتجارة الشبهات
المزيد.....
-
لبنان يعلن الحداد 3 أيام على نصرالله.. وميقاتي يدعو لانتخاب
...
-
الحوثيون: قصفنا مطار بن غوريون أثناء وصول المجرم نتنياهو إلي
...
-
اغتيال إسرائيل لنصر الله.. مخاطر التصعيد الإقليمي
-
إيلون ماسك يظهر بفيديو ينتقد فيه الذكاء الاصطناعي بقسوة
-
طرابلس اللبنانية تستجيب لأزمة النزوح بحملة تطوع محلية
-
خبراء: الاغتيالات تعكس خرقا أمنيا خطيرا ورد الحزب لم يرق لحج
...
-
أيمن زيدان يعتذر عن عدم تكريمه بمهرجان الإسكندرية تضامنًا مع
...
-
من سيخلف حسن نصر الله؟
-
واشنطن تدعو موظفين في بعثتها الدبلوماسية في بيروت إلى المغاد
...
-
دول أعلنت الحداد على نصر الله
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|