أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جبار غرب - قاع الشوارع















المزيد.....

قاع الشوارع


احمد جبار غرب

الحوار المتمدن-العدد: 5631 - 2017 / 9 / 5 - 16:01
المحور: الادب والفن
    


خرج أبو مسلم من صالة السينما الدور الاخير وأوشك الليل على الانتصاف كان الجو باردا هم مسرعا للوصول الى المأرب لكي ينقله الى مدينته كان متوترا وقلقا ربما تكون احداث الفلم المرعب الذي شاهده قد اثرت على احاسيسه وتفكيره استل علبة السجائر ليشعل سيجاره ليطفئ بها توتره لكنه تفاجأ بفراغ العلبة من السجائر حاول البحث عن باعة او محلات سوبر ماركت وهو يمشي مسرعا لم يجد احدا فقد اقفلت المحلات وغادرا صحابها ولازال مشهد قتل الزوجة بمقص وضربها في عنقها تدور في مخيلته وكيف ربطت بحبل وسحلت الى الحديقة رغم ان زوجها كان طبيعيا وقد امضى دقائق رومانسية حميمية مع زوجته..... لمح احد الباعة المتجولين
_انت يا هذا أعطني علبة سجائر
اعطاه البائع علبة سجائر فدفع المبلغ للبائع ولمح رجل غير طبيعي يحاول الشراء ايضا وتبدو عليه علامات التشرد والبؤس ..اخذ نوري علبة السجائر وأشعل واحدة منها على عجل ربما تشعره بالطمأنينة في جو بارد ومظلم ,ولازال شريط احداث الفلم تدور في مخيلته حتى انه لم يعد قادرا على السير لكنه مضى يمشي هادئا وتذكر كيف دخل بطل الفلم الى غرفته بعد ان كان في فراش زوجته في علاقة حميمة ليفتش في احدى الادراج ويسحب مقصا مخبئا اياه خلفه تقدم لاحتضان زوجته ليعانقها ويغرز المقص الحاد في عنقها فنزفت دما غزيرا كان ابو مسلم يفكر ما الذي جعله يفعل ذلك بعد ان عاش لحظات من النشوة مع زوجته ..سمع صدى خطوات ترن في اذنيه التفت الى الصوت وإذا به المشرد الذي رآه يشتري السجائر يسير خلفه ,أسرع في مشيه باتجاه رصيف الشارع المظلم لكن المشرد لاحقه وفي انعطافه الطريق اقترب المتشرد من ابو مسلم شاهرا سكين بوجهه وما كان من ابو مسلم الا ان يسير بسرعة اقرب للجري ولاحقه المتشرد كان يبدو مستهدفا من ذلك الثمل الذي يشحذ الاموال من المارة ليسكر ويهيم في الشوارع متعريا تارة ويأكل الفضلات تارة فكرا ابو مسلم بالأمر وقال لنفسه سأحاول ان افهم ما لذي يريده مني؟ بينما شريط أحداث الفلم لازالت تلمع في ذاكرته كيف سحل الزوج زوجته ورماها في حديقة المنزل ,وقف فجأة مخاطبا المتشرد وقد بلغ الليل الدجى وقل ضجيج السيارات وانقطع لغو المارة في الشارع
-اسمع ايها الرجل ماذا تريد مني اراك تجري خلفي منذ ربع ساعة ؟قل لي ماذا تريد ؟
_اريد عشرة آلاف دينار ....اعطني المبلغ ايها الغبي وألا مزقت احشائك ..هيا اخرج الفلوس ...انكم اغنياء جيوبكم مملوءة بالنقود لا اعرف كيف تحصلون عليها ..
حار ابو مسلم ماذا يفعل والرجل شاهر سكينا تلمع وسط الظلام امام وجه راودته لقطات من الفلم كيف ان الجيران سمعوا اصوات صراخ الزوجة وحدوث شيئا غير طبيعي في المنزل فاتصلوا بالشرطة ليبلغوهم بواقعة جرت عند جيرانهم ..
وهنا انتفض ابو مسلم قائلا للرجل المشرد
- حسنا سأعطيك المبلغ لكن اصبر علي قليلا فالأضواء خافتة والظلام يخيم على الطريق ..خرجا من المنعطف الى الشارع العام
وهنا بدى على المتشرد الثمل الترنح وعدم الثبات وهو يصرخ بوجه ابو مسلم
_اياك ان تخدعني سأقطع كبدك وأمعائك ..اياك ان تخدعني انت تفهم ما اقول ايها الحقير ..انا اشرف منك ايها القذر اللعين ..عليكم اللعنة جميعا ..انا هائم على فضلات الطعام واستظل بشجرة من قيض الحر .. عمري قارب السبعين وليس لدي اهل ولا بيت املك ..كلكم لصوص ..عائلتي ذهبت في انفجار السوق فصدمت وتعلقت بالشراب لنسيان مصيبتي ..اتفهم ايها الغبي
حاول ابو مسلم التماسك وضبط اعصابه والتصرف بهدوء ومحاولة ان يكون لطيفا قدر الامكان ويطمأن المتشرد بان المبلغ سيصله
_ابدا سأعطيك ما تريد فقط دعني ابحث عن محفظتي ...وهنا ارتعش المتشرد وبدى غاضبا ومتلعثما من اثر الخمرة
لا... انك تريد خداعي ايها المعتوه اين هربت محفظتك ايها النذل !
وهنا تذكر بعضا من احداث الفلم كيف اقتحم رجال الشرطة البيت الذي حدثت فيه الجريمة وإلقاء القبض على الجاني وتغطية الضحية بغطاء ازرق لاكتملت الإجراءات والتحريات حول الجريمة ....
-لمح ابو مسلم عن بعد سيارة مسرعة باتجاههم فكر في كيفية التخلص من هذا الثمل الارعن ومع اقتراب السيارة المسرعة من امامه حتى دفع المتشرد باتجاه السيارة لتسحقه وترميه بعيدا في وسط الشارع ومع ما حدث اطلق ابو مسلم ساقيه للريح هاربا كالغزال من معتوه غادر وثمل ومفلس داخلا بين الازقة المظلمة حتى شارف الوصول إلى المرآب واستقل سيارة ليذهب الى منزله بأسرع وقت ممكن وفي الطريق زاحمت الافكار خياله ما بين الفلم وما حدث له, تذكر ان القاتل بعد القاء القبض عليه تبين انه مريض بالفصام وانه معتل لا يستطيع السيطرة على سلوكه فتحول الى انسان آخر. وصل ابو مسلم الى بيته وهو يفكر ماذا جرى للمعتوه الذي دهسته سيارة الشرطة ؟هل اصابته خفيفة ام انه فارق الحياة ..رمى نفسه على السرير بعد خلع ملابسه حاول النوم لكنه مؤرق يفكر في ما سيحدث غدا وأخيرا أغفى أبو مسلم لأنه كان متعبا من الجري الطويل حتى اشرقت شمس الصباح فسمع طرقا على الباب نهض من سريره ليفتح الباب ليفاجئ بالشرطة تقتحم البيت وتضع القيود في يديه وهو يصرخ قائلا
-ماذا تريدون مني ...اني لم افعل شيئا ..الرجل كان ثملا ومترنحا ووقع على سيارتكم ... ولكن كيف استدلي تم على منزلي ؟ اجابه الضابط امر المجموعة
- نعم سقط امام السيارة وغدا ستكتشف التحريات هل هو وقع فعلا ام تعرض للدفع ..ألا تعلم ان ذلك جريمة اما كيف عرفنا مكانك فقد كانت سيارة اخرى للشرطة كلفت بتعقبك ومراقبة السيارة الى وصولك المنزل ولنطمئن انك لا تخرج من المنزل كنا مرابطين لحين ان ينبلج الفجر وتشرق الشمس لنلقي القبض عليك ..عليك ان تنال جزاءك اذا ثبتت جريمتك
وفي ظهيرة اليوم الثاني ومن خلال كشف البصمات تبين ان ابو مسلم قد دفع المتشرد بقوة الى السيارة لمحاولة التخلص منه وهذه جريمة يعاقب عليها القانون وحين اقتياده تذكر اخر احداث الفلم ان القاتل قد برأته المحكمة واعتبرت الجريمة غير قصديه وإنما نتيجة مرض نفسي فادخل الى المصحة ليعالج ,.....اما ابو مسلم فقد فقد حكمت عليه المحكمة بالمؤبد لأنه كان مضطرا للدفاع عن نفسه بطريقة سلبية لكن كان عليه ابلاغ الشرطة وليس التخلص من المتشرد بإزهاق روحه وهو في كل الاحوال انسان عانى كثيرا



#احمد_جبار_غرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقم الرؤيا في توظيف التشكيل روائيا
- الى صديقي الافتراضي مع التحية
- انفاس دافئة
- الصعلوك الصغير
- الوطن هوية ام انتماء
- متى تتحرر الموصل؟
- صقر بغداد ام حرامي بغداد
- الصدمة واختراق المشاعر
- اعتصام ام حصان طروادة ؟
- موتى على حافة الاسوار
- حوار صحفي
- مهرجان المربد .......الى اين ؟
- متلازمة انسحاب خضير ميري
- ( انجب )
- سجل انا عربي
- القداسة تخترق الحدود
- قوى التطفل السياسي
- شاعرالارتزاق والانزلاق
- د.احمد الجلبي ...وداعا
- قراءة شعرية في مجموعة الشاعر جواد غلوم حب امتناع لامتنا ...


المزيد.....




- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جبار غرب - قاع الشوارع