أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - الحل السحري لإنهاء النزاعات العشائرية














المزيد.....


الحل السحري لإنهاء النزاعات العشائرية


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5631 - 2017 / 9 / 5 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




حدثني صديقي أبو فهد عن رحلته لإيران, للزيارة المراقد الدينية وكذلك ولجولة سياحية طويلة, وقد حدثني عن شيء عجيب جلب انتباهه, على طول رحلته التي استمرت شهر, يقول في إيران لا تحدث مشاجرات أو نزاعات بين الناس, ولا توجد أي مظاهر للعشائرية, وهذا الأمر يشمل كل مدن إيران, ويكمل أبو فهد أقصى ما يحدث هو شتائم فقط, فسئلت عن السبب فقالوا انه القانون الذي يلزم البادئ بالضرب بدفع دية كبيرة تقصم الظهر, بالاضافة لقانون العقوبات الذي يحاسب المتجاوز حسب القانون, وهكذا اختفت الشجارات من الوجود في مدن إيران.
أما مجتمعنا فغارق بالمشاكل والاعتداءات اليومية التي تحصل في كل مكان, نتيجة غياب القانون الحامي للإفراد, فالسلطة تجاهلت عن عمد تفعيل القانون وأهمها قانون العقوبات المعطل, ودعمت العشائر كي تكون الطريق الوحيد لحل النزاعات, وكلها تصب في عملية تسفيه الوعي الجماهيري وتكريس الجهل والذي يمكن أحزاب السلطة من الاستمرار في الحكم.
لكن من الممكن إيجاد حل لهذه المجتمع المتعب, وسنتكلم هنا عن الحل والعقبات:

● محنة المجتمع العراقي
يعاني المجتمع العراقي من سطوة القبيلة على الحياة المدنية, وعلة الأمر يعود لناحيتين: الأولى تشجيع الدولة العشائر, ودعمها ومساندها لإحكام العشيرة, حيث تعالج السلطة الحاكمة فشلها في إدارة الدولة, عبر إعطاء دور واسع للعشائر للقيام بمقام الدولة في حل النزاعات ومعالجة القضايا, التي فشلت الدولة في معالجتها نتيجة تعطيل القانون, وهو ثانيا: تعطيل القانون, حيث قصدت السلطة تعطيل القانون, لتجد من خلال التعطيل استمرار سطوتها على الحكم, فيكون بالمجموع أن محنة المجتمع سببها متابعة السلطة والأحزاب لشهواتها, بعيد عن قضية الوطن والقانون وإقامة العدل.

● العقبة العشائرية
النظام العشائري هو النافذ ألان, وله مكانة كبيرة بسبب ضعف السلطة, ويملك وضع مهم في كيان الدولة, بالتأكيد أن العشائر تجتهد في استمرار نفوذها, وتكرس هيمنتها في المجتمع, فتنصب نفسها محاميا لإفراد العشيرة, وقاضيا بين افراد المجتمع, فطريقا الوحيد لكسب الحقوق يمر عبر العشيرة, بعد أن مات الدور الحكومي, ولولاها لما وصل صاحب حق الى حقه, نتيجة غياب القانون الحامي للإفراد, فوجودها جاء لسد ثغرة كبيرة قي الدولة العراقية.
نعم نعترف بهذا الدور المهم للعشائر, لكنه تسبب بفوضى, فقد فتح باب النزاعات العشائرية, بل جعل الكثيرون يتجرؤون على فعل أي شيء قبيح, باعتبار أن هناك عشيرة خلفهم ستدافع عنهم, تحت عنوان نصرت ابن العم ظالما أو مظلوما, مع تقيد العشائر بأعراف لا تنسجم مع الدين ولا مع القانون, مثل حد الزانية وغياب حد للزاني, والديات العجيبة التي تدفع, ودفاع العشيرة عن اللص والمجرم والمعتدي, وكلها أبواب سمحت للفوضى بالتمدد.
دور العشيرة أصبح متداخل مع السياسية نتيجة النظام السياسي القائم على دعم العشائر واستنهاض قيم العشيرة, لذلك من الصعوبة أن يتم الغاء هذا الدور من دون إصلاحات سياسية كبيرة, فعلة الأمر انطلق من الطبقة السياسية الفاسدة.

● طريق العمل لإنقاذ المجتمع
الحل الممكن هو الأخذ بالتجربة الإيرانية وتطبيقها في العراق, فهي الأقرب لمجتمعنا, عبر سن ديات لكل اعتداء, مثلا للقتل دية, بل حتى للصفعة دية, وللركلة دية, والخ..وتكون هذه الديات كبيرة جدا, بالاضافة للشق القانوني باعتبار الأخذ بحق المجتمع من المعتدي, مع تفعيل دور الشرطة, عبر نشر دوريات في الشوارع والأسواق والمدن, بالاضافة للعمل بنظام كاميرات المراقبة, وهكذا يمكن السيطرة على النزاعات التي تحصل في الشارع, لان المواطن عندها سيصبح مدركا عواقب كل فعل يعمله, فيسكت ويبتعد عن المشاكل, ويتحول المجتمع الى مجتمع يبحث عن السلام.
عندما يفعل هذا الحل يتقلص دور العشيرة, ويصبح دورها شرفيا ومن الإرث, وتتعطل كذلك أعراف العشائر, ويصبح الدين والقانون هما الفاعلان في الحياة, والشعب العراقي يحتاج للسلام والأمن, فقد أتعبته الحياة في ظل حكومات جبارة, لا تهتم بما يعانيه, حتى تحول الى مجتمع غابة تحكمه قوانين القبيلة.

● الطبقة السياسية "الصخرة"بوجه أي حلم
هذا الحل الممكن أن يغير حياة العراقيين, ويكون خطوة كبيرة نحو مجتمع مسالم محب للحياة, محترم للدين والقانون, لكن لا يمكن أن يتحقق مع تواجد الطبقة السياسية الحالية, حيث هي فعلت وعن عمد كل الخطوات التي تمد بعمر الفوضى, فهي لا تريد للقانون أن يحكم, لأنها تجني مكاسب عظيمة في زمن الفوضى, فلجأت عندها لتضخيم دور العشيرة كي توفر الحد الأدنى من الحماية, لإفراد الوطن ورد الحقوق.
الحل ليس مستحيلا بل سهل ويسير فقط يحتاج لإرادة حكومية وبرلمانية, لكن تغيير فكر الطبقة السياسية هو ما يعد من المستحيلات, فهي لا تعمل الا عندما تشعر بان هناك ضغط عليها, وهنا ندعو الكتاب وأصحاب الأقلام الشريفة بالكتابة الدائمة حول هذا المحور, عسى أن تنفع ضربات القلم, في الدفع بالسلطة والبرلمان لفعل شيء ما, لهذا الشعب المقهور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وإعلامي عراقي



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى الرئيس
- قنبلة عالية وتخصيصات الحكومة للفساد
- حرصت أن أمارس كل المدارس الفنية الحالية... حوار مع التشكيلي ...
- خطوط مصلحة نقل الركاب وإطراف بغداد
- السينما والتلفزيون والمسرح تحارب المعاقين
- قصة قصيرة جدا_____ قبر الخيانة
- إياك أن تشتم حزب السلطة؟
- ليلة هروب محافظ البصرة الاسترالي
- احمد حلمي وانشطار الأحزاب السياسية
- بطاقة صحية مجانية لكل مواطن مسن
- صولاغ يفتح النار على عمار الحكيم
- ما سر اختفاء سيارات شرطة النجدة ؟
- أوهام عراقية
- العراق دولة من دون أهداف
- سبع مهام تدفع سبع مخاطر في الموصل
- بالهدف/ عندما يكذب الكاتب
- أزمة السكن وعبقرية الزعيم
- العيد في بغداد بلون رمادي
- ملف الظلم العراقي.. تفاوت رواتب الموظفين
- جدلية الغرب والشرق


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: معبر رفح لن يُفتح إذا تكررت -الفوضى- م ...
- أمريكي ينتشل أجزاء من طائرة منكوبة تحطمت في نهر بواشنطن
- كيم جونغ أون غاضب ويحاسِب.. إقالة عشرات المسؤولين تورّطوا في ...
- واتساب يتصدّى لعملية تجسس واسعة استهدفت صحافيين وناشطين
- الجيش الاسرائيلي يعلن تعرض قواته لإطلاق نار داخل سوريا
- ترامب يتعهد بالحديث مع بوتين لإنهاء الصراع في أوكرانيا
- ترامب: الأردن ومصر سيستقبلان سكانا من غزة
- -الشبكة- يرصد أثر مشاهد تسليم أسرى الاحتلال على البريميرليغ ...
- نادى الأسير يكشف عدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم السبت
- ترامب يكرر تصريحه عن -تهجير- سكان من غزة إلى مصر والأردن


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - الحل السحري لإنهاء النزاعات العشائرية