احمد مصارع
الحوار المتمدن-العدد: 1459 - 2006 / 2 / 12 - 09:53
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
الديمقراطية الفلسطينية وضعف الوعي السياسي ؟
ضرب الهمجي بالأكثر همجية منه ؟ هذا مبدأ لمن لا مبدأ له ؟
لا الحماس من الديمقراطية , ولا الديمقراطية من أجل حماس ,هو العنصر الفاعل أو المقرر , في أي انتخابات قسرية , كانت قد ولدت بشكل قيصري , وحيث لا قوة دافعة محلية لحدوثها , على أقل تقدير كما تصنع الأعراس المحلية لتحدث أكبر قدر ممكن من البهجة والفرح و وتأتي بصباح مسالم وسعيد ؟ فكل ما يحدث من الطبخ المستعجل , وعلى النار الحامية , من شياط شيطاني يشيط له الفخار ؟
يحضرني عبر تجارب الحياة , والعبرة فيها والعبره , ومن تجربة التأميم ( الاشتراكية ) , سحقا لكل اشتراكية منافقة ولئيمة ,وكانت قد مسخت مسخا , وصدرت الى بلادنا المنكوبة للأبد , عبر ناصر العرب , بحيث تم تأميم المحل الصغير , إن كان يحمل اسم ( مصنع ,معمل , مزرعة ) , ولوكان عدد سكانه واحد بني آدم , وهذا يعني أن حكومة ( الثروة لا الثورة ) كانت من الفوق ألاهية , في تكليفها غير الرباني لمعالجة الخطيئة الأولى .
كان مدير المزرعة ( الإقطاعية ) , أرمينيا , أو كرديا , حين تم الاستيلاء العصا بي على المزرعة وفقا ل ( غانون ) التأميم , وما كان من مدير المزرعة الخائف من الوباء ( الاشتراكي ) سوى المطالبة بحقه بالبذلة ( القاط والرباط ) , وربما السيباط ,ومن بعد ذلك بأقفاص الطيور , وأشتل الزهور النادرة , وكان الشهر شباط المتقلب المتغير من غير رباط ؟
لقد تم التأميم الشامل والكامل , وحكومة ( إقطاع نهب الثروة ) شاملة وكاملة , لم تحسب حساب الطيور ولاحساب النباتات الغريبة أو الغربية الصنع ,لأن الأهم هو التحول والمسخ بلا عقل أو دين أو مذهب ؟
ماتت الطيور النادرة , نفقت النباتات النادرة , تمزق نسيج البذلة الحريرية , فالأهم هو تطبيق ( الغرار ) , لأن لا قرار من دون غرار , وليسقط ( الاستعمار ) ؟ , تصحرت الأرض , والأنفلونزا كانو قد تنبأ وا لها قبل عقود , فالحزب أولا وأخيرا , وديمغراطيته فوق الجميع ,لأن لا شئ يمكن له أن يبقى خالدا للأبد بدون وطنية لا تدمر كل كائن حي ؟
في قراءة خاصة لنتائج الانتخابات الفلسطينية , لم يكن للبرنامجيات السياسية مكانتها اللائقة التي يمكن لها أن تعبر بصدق عن الوعي السياسي الفلسطيني , صاحب المصلحة الحقيقية , لما قد يصدر عنها من نتائج , وبافتراض أنه استغل العملية الانتخابية , وفقا لإرادته الحرة المستقلة , ولم تحمل النتائج مفاجآت غير متوقعة , سوى للسلطة الفلسطينية , وعلى الأخص حركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) , بوصفها كانت قد قبلت التحدي الديمقراطي , بثقة تامة , بل وعملت على المراهنة المفتوحة على الخيار الشعبي , في حال إعلان صدق نيتها في إجراء انتخابات ديمقراطية بحق , بل وهروبا من أزمة الفساد التي شهدتها في الفترة السابقة , اعتقادا منهم بأن عملية رمي الكرة في ملعب الشعب , سينتج عنها تجديدا شرعيا تاريخيا ونضاليا , من جهة , ومن جهة أخرى تحقيق الفائدة المعنوية في تجديد وحدة السلطة بعد موجة الفساد , واللا حل لأزمة الحركة حتى قبل الانتخابات بفترة وجيزة .
السلطة الوطنية , وحتى منظمة التحرير الفلسطينية ( كممثل ) شرعي تاريخي نضالي وطني ,
وهي الثورة ( سابقا ) , وحين تلقى الثورة الفلسطينية الى الشعب , فلسوف يحتضنها الشارع
وسيعطيها الدفع اللازم عن طريق التحول الديمقراطي , لتجاوز أزمات فسادها , بينما المسألة الوطنية للسلطة الفلسطينية من الناحية التاريخية , أو النوايا فلا غبار عليها , ولكن المراهنة كانت خاسرة بكل المقاييس ؟
ابك عند قبر ياسر عرفات تبك لوحدك , لأن الدنيا لن تضحك لك أبدا ...
ما علاقة الوعي السياسي بالديمقراطية الفلسطينية ؟
قيل , والله أعلم , أن الشعب الفلسطيني من أكثر الشعوب ( العربية ) أو ( الإسلامية ) , وأزيد عليها من عندي ( العالم الثالث ) , الأكثر وعيا وثقافة , وشهادات ؟
أكاديميا , وجهاد يا , وشهادات أخرى ؟!. طز , طزين ؟
إن الدرس الذي أستخلصه في مقالتي المتواضعة هذه , أن لاشيء من ذلك صحيح على وجه الإطلاق , نعم هناك حالة ذكاء شعبي , من نوع لتنجح حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ), ومن بعد ذلك لنضع الفاسدين أمام الأمر الواقع , لاحبا بحماس , بل كراهية لفتح , مثلا , بافتراض خاطئ يعتقد بعدم قدرة القوى الديمقراطية الأخرى على مواجهة حالة التجييش الفاسد للسلطة الفلسطينية ؟ والأهم فساد أصحاب ربطات العنق , في بدلات حريرية قبل الأوان ؟
وقد ساهم الإعلام ( العربي ) في فضح شخصياتهم , قبل أن يساهم في إيضاح عبقر ونية أفكارهم المستهلكة فيما قبل الحرب الباردة للغاية ؟
كأنني أفجر مشكلة مصطنعة تفرق بين الذكاء العام , والقفة المترعة لمدة أسبوع لا أكثر , وتم بيع الصوت الأمانة في العنق , والحساب أمام الله , ولا أحد قام بشتل ورده , ولم يسأل المحتاج غصبا عليه , وماذا بعد الشط والشطط ؟ مع الوعي السياسي الذي أفترضه , ووفقا لما أتصوره , فالشعب الواعي سياسيا هو من يقوم بتوزيع ثقله على محتويات الانتخاب الديمقراطي , بشكل يمكن الأطراف الثلاثية أو الرباعية إن وجدت لمناجزة شريفة متعادلة , وهذا لم يحدث على الإطلاق , وما حالة نتائج التعبير الديمقراطي الحر , سوى التعبير عن التخلف السياسي الثنائية , من نوع - أسود فقط , أبيض فقط - وفي مثل هذه الحالة من الاختيار , فان شعبا يختار ديمقراطيا , هلاكه بدون وعي , بل وبدون عدالة , فأين مكان القوى الديمقراطية الفلسطينية ؟!.
لو تصورنا فلسطين قد انتخبت بوعي خارج معطياتها الحالية , القوى الوطنية الديمقراطية , ومنها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين صاحبة إيديولوجيا السلطة الوطنية المستقلة على الأرض المحررة والجبهة الشعبية الفلسطينية , وكذا حزب الشعب الفلسطيني , وغيرها من الشخصيات الفكرية والوطنية بل والقومية والعالمية , هو الكفيل وحده ديمقراطيا , بسقوط كل الأقنعة , فهل سقط القناع ؟ أم سقط القناع عن القناع بشكل مركب ؟!.
الذكاء حاد للغاية كشفت قناعه ديمقراطية من مستوى التحدي الكامل للنفس , ولكن بحثا عن معجزات , ولم يعد فيه مكان للمعجزة السياسية على الأقل ؟.
الوضع السلبي نتاج القراءة الخاطئة للوضع المحلي والإقليمي , بل الدولي , وإذا أخذنا العبرة , والدرس من النتائج , فقد عدنا لقرد النجار الذي يلعق دمه , متلذذا بدمه , بينما كان بالامكان توزيع الأثقال , بشكل ميكانيكي تقليدي , يتيح للناجح حقا هامش مناورة , من باب الحفاظ على الوجود , يفوق بمقدار كبير مفارقة العجز في رسم الحدود ؟!.
ليس الوضع الديمقراطي الفلسطيني , بشكل مؤقت استثنائيا , فهو محكوم بالتخلف المحيط به حكما , وهو غير حر في اختياراته , بحيث تضيع بسهولة كل برامج وعي سياسي محتمل , الأمر الذي يعيدنا للمربع الأول , لا ديمقراطية أبدا بدون وعي سياسي حققي غير افتراضي , مهما عظمت التضحيات , ومهما تفذ لكت الإحصائيات ؟!.
كان أحد القادة الديمقراطيين , وكان عرفات البطل المفترض , ولكن ليس على حساب ما بعد الحياة يستمع بإمعان لكل حرف ينطق ؟ قد استقبلني في وضع حرج , وهو يتساءل بصدق ظاهر , هل يعقل لمثلي ولست فلسطينيا , أن أكون الملبي الوحيد لنداء التطوع الفلسطيني , ومن مجتمع يوجد فيه مئات الآلاف من الفلسطينيين ؟!.ويقصد فلسطيني الكويت والخليج ,
كان أبو عمار فذا في ضحكاته , والديمقراطي أبو خالد - نايف حواتمة - فذا في تحليلاته , فلماذا أصر أنا العبد الفقير على التجييش في مواجهة المتطوع (الشارون) الأول ؟ وماذاك إلا خوفا مني من نهاية سطحية على شاكلة المغدور يوسف النجار, أو كمال عدوان , وفي ملابس النوم ؟. أو بذلة أنيقة لوجوه السلطة الفلسطينية غير المستقلة , وليست اللحى الكثة والوجه الجهم بديلا عن الأناقة السابقة لأوانها , فأين غادرنا العقل السليم من دون رجعة ؟
توقف العقل عن الفكر , وتوقف الضحك عن الفعل , كما يفعل المهزوم معنويا أمام قبره , ولكنني حققت كل ما أريده , في جيش أبو خالد , وصولا لقيادة كتيبة عز الدين القسام , وفي فترة وجيزة للغاية , وخلال شهور قليلة بدأ التآمر العاطفي يلعب لعبه ( العب بينا يابوسميره )
لا يجوز لمقاتل حربي شرس للغاية أن يبقى بعيدا عن موطنه , وعن حبيبته العراقية , متناسيا أننا بشر , لا نسمح لأنفسنا أن نكون ممن يشيع في الدنيا القهر ؟
كل لحظات احتضان آلاف الأطنان , من المتفجرات , كما تحتضن الطيور البيض , وأعقابها بأمر الله ولكي تبقى الحياة سرا منيعا , كنت ذلك المجهول حقا , والمحاط بالإسلام الشيعي , وهو المحب للغاية , الى درجة النسبة والتناسب , فمن في خيبتي الكبرى اليوم , سوف أعيش بل أعاتب ؟ ولست عن الحب والحقيقة دوما , متواضع أو راغب ؟.
وللاعترافات بقية هي وحدها التي تحمي الحياة , رغم براكين النار التي لا تبقي ولا تذر ؟
كلنا في الشرق العظيم , أنبياء ورثوا العز كابرا عن كابر - مرحبا تخلف - فلاشيء نصدره للآخرين غير الحضارة والعلم والعلماء,والخطب العصماء , وفتاوى السلم للأبد من غير تسلط أمني , بل من غير طغاة , وسيوفنا زيتون , من عبق الزيزفون ؟
وعلى المحبة نلتقي ...
#احمد_مصارع (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟