حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 5629 - 2017 / 9 / 3 - 02:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية أتكلم عن وزارة التعليم العالي لأنها الأقرب لي، بدواخلها وأشخاصها. عادة ما يُثير تشكيل لجان جديدة في وزارة التعليم العالي جدلًا كبيرًا. الوزير يأتي في تخصصه، وبالوزارة عشرات التخصصات الأكاديمية البعيدة عنه، ليس مجرد علميًا ولكن أيضا بأشخاصها. وهو في أحيان يكون معذورًا عندما يريد تشكيل لجنة متخصصة. ليس أمامه إلا استشارة الوجوه المستديمة في الوزارة، الموجودة قبله وقبل من كانوا قبله. فتأتي الوجوه المُنضمة إلى تشكيل اللجنة الجديدة من المؤبدين في الوزارة، مؤبدٌ يرشح مؤبدًا آخر، ويضم إليهم الوزيرُ الحالي وزيرًا سابقًا !!
الكلامُ عن مصلحة التعليم العالي أو أي من شؤون الدولة ليس من باب الترف أو المَن، لكنها مصلحةُ الدولة ككل. المعيار العام في الاختيار ليس دائمًا الكفاءةَ ولكن تعرفني اعرفك، وتنفعني أنفعك!! أما ضم الوزراء السابقين ولو لم ينجحوا، فليس له من تفسير إلا المجاملاتُ، أو التبرُكُ !! وكله من جيب الدولة!! كم من وزراء أتت بهم الصدفة، أو ضيق وقت الاختيار.
مع الاحترام للجميع، هذا الدوران في دائرة مفرغة من المؤبدين الذين لا يرحلون إلا بالمشيئة الإلهية هو أحد أهم أسباب ركود الدولة. كيف تتقدم دولة والسنين تمُر وتمضي وتجري ونفس الأشخاص جالسون مُتمطعون، يتبادلون الكراسي والأدوار، ولو كانت ليست لهم !! حتى الجوائز من جيب الدولة والجامعات تكون لهم !!
أسلوب الاختيار هذا خَلَف إخفاقاتٍ، من ضمنها ما تمرُ به السككُ الحديديةُ والمحلياتُ والتعليمُ بكل مسمياتِه وغيرُه وغيرُه. الزعل ممنوع، لا حياءَ في مصلحة وطن،،
www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟