فريد العليبي
الحوار المتمدن-العدد: 5627 - 2017 / 9 / 1 - 21:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في مثل هذا اليوم قبل ست سنوات وعلى مدى 42 عاما كان معمر القذافي يقيم عرضا عسكريا ضخما في الساحة الخضراء ويلقى خطابا يدوما ساعات مرددا غالبا طز اولى وطز ثانية في امريكا وبريطانيا متباهيا بانجازاته وعلى راسها جماهيرته والشعب الذي سلحه وقال عنه انه لن يقهر أبدا ولم تكن خطبه تخل من حكم وقيم واثارة .
بدأ معمر القذافي حكمه في أواخر الستينات من القرن الماضي بترديد شعارات جميلة اثرت في كثيرين ومنها ما هو اجتماعي مثل : وانتصرت عصا الراعي على تاج الملك وانتصرت الخيمة على القصر وما هو قومي مثل شعب واحد لا شعبين من مراكش للبحرين وبلغ بي عشق تلك الشعارات وانا لا أزال طفلا حد السفر الى ليبيا مشيا على الأقدام لمدة أسبوع قطعت خلالها رفقة أصدقاء المسافة الفاصلة بين مطماطة الجديدة في تونس وزلتن في ليبيا دون جواز سفر فقد كنت " فلاقا" وقتها .والمفارقة ان أول سجن دخلته في حياتي كان في طرابلس .
مع مر السنين انتهى حكم العقيد الى حكم عائلي اوتوقراطي ولم تتحقق الاهداف المرجوة في التطور العلمي والتقني والثقافي وظلت ليبيا تعيش على عائدات النفط ومع اول عاصفة حقيقية تهاوى ذلك الحكم وأصبح من الماضي في ظل ثقة غبية منحها العقيد للمستعمرين القدامي وخاصة الايطاليين والفرنسيين وبدرجة أقل الأمريكيين الذى مكنهم العقيد من برنامج ليبيا النووى بأكمله اما البريطانيين فعوض لهم خسائر طائرة لوكربي أضعافا مضاعفة وترك العرب لشأنهم واتجه الى افريقيا ليوهم نفسه انه أصبح ملك ملوكها بما يذكر بالامبراطور بوكاسا في افريقيا الوسطى .
انتهى العقيد نهاية محزنة مع أفراد من عائلته كأنما في عملية ثأرية لما لقيه قبل ذلك بسنوات نوري سعيد المسحول في العراق ، ومزقت ليبيا أشلاء وخسر العرب بلدا زاخرا بالثروة وربحت الامبريالية والصهيونية والرجعية جولة من الجولات ويواصل التاريخ سيره وهو ينثر الخبر والعبر ...
#فريد_العليبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟