أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الالفاظ القاسية في قصيدة -الخرافة- جواد العقاد














المزيد.....

الالفاظ القاسية في قصيدة -الخرافة- جواد العقاد


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5627 - 2017 / 9 / 1 - 12:51
المحور: الادب والفن
    


الالفاظ القاسية في قصيدة
"الخرافة"
جواد العقاد
في عالم غير سوي يعاني فيه الإنسان العربي الكثير، إن كان على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي، وانعكاس ذلك سلبيا على نفسيا لا بد أن ينعكس ذلك على الأدب، خاصة عند جيل الشباب، فأن يبدأ نص أدبي بألفاظ سوداء ليس بالأمر السهل، لا على الكاتب ولا على المتلقي، الذي يسعى للتحرر من واقعه والبحث عن عالم آخر في الأدب يخفف عنه ما يعاني منه.
افتتاح النص بلفظ "الضحية" يعبر عن تأثر الشاعر بالواقع، وليته اقتصر على فاتحة القصيدة فحسب، لكان من السهل تجاوز ذلك، فنجد العديد من الالفاظ التي تؤكد على طغيان السواد في القصيدة: "الضحية، الرصاصة، سخافة، حماقة، يموت، ببطء، عبث، المجهول، الخرافة، الضوضاء، اغتالوني، احتلالات، الدم، اغتيال، يحفر، ينهش، الهزيمة" هذا أفعال وكلمات توصف حالة الكآبة واليأس الذي يمر فيه الشاعر، فهي يجعل من نصه مرآة لواقعه، بحيث يجعل المتلقي يتوحد معه فيما يمر/يشعر به.
لكن هناك حديث عن الأسطورة والتاريخ في القصيدة، فيخبرنا عن "العنقاء والفينيقيين وبلقيس" وهذه المستخدمات كان من المفترض أن تخفف من حدة السواد عند الشاعر، لكننا نجده يستخدمها لتعطي قتامة أخرى للقصيدة، فيقول عنها:
" يموت الفنيق ببطء
ثم أسخر من عبث الأسطورة
يا وجه بلقيس يا نبوءة يا طفولة
لست أنا المجهول في جسد العنقاء
لست أنا الخرافة في إيقاع الضوضاء
اغتالوني مثلك" هنا كان من المفترض أن يخرج ويخرجنا الشاعر من القتامة، لكن واقع الاحداث عليه جعله يغرق في السواد.
فهل يكتفي الشاعر بهذا؟ أم عنده شيء آخر يقدمه لنا في عالمه الأسود؟
من ادوات الشاعر كتابة القصائد، والتي من المفترض أن تكون احدى وسائل الخروج من الواقع البائس إلى واقع آخر سوي، لكن حتى هذه الأداة تفقد مفعولها وتغرق معه في عالم السواد:
" كروح بلقيس في القصيدة
وبديهية علامات التعجب
حول اغتيال القصيدة
دع النسيان يحفر ويحفر
وينهش مفرداتي ويعلمني
الكتابة والكآبة والهزيمة" بهذا يكون الشاعر قد غرق تماما في عالمه الأسود بحيث لم يترك لنا أي خط أبيض يمكنه/يمكننا التشبث به لخروج من هذا الواقع.
هكذا يبدو ما جاء في القصيدة، فالسواد مواحد، ويجتمع في اللفظ والمضمون، في الشكل والفكرة، فهل يمكننا أن نستشف من هذا الواقع أمل، أو بياض؟ أعتقد أن هذا الكم الهائل من السواد والحاضر في القصيدة يعطي المتلقي دافع/محفز للبحث عن خلاص، فلا يمكنه القبول بمثل هذا الواقع، وهنا تكمن فكرة البياض، والتي جاءت خلف لليل القصيدة وقتامة الواقع، لهذا نقولك "لا يمكن أن يكون هناك نص أسود بالمطلق" مهما بدى لنا للوهلة الأولى، فلا بد أن يكون وراءه عالم جديد، يدفعنا للبحث عنه، ولكن علينا إيجاده بكل السبل والوسائل، هذا ما يريده "جواد العقاد" منا




#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيعية الشخصيات في رواية -مقامات العشاق والتجار- أحمد رفيق ع ...
- اللغة المتألقة والصوت الواحد في رواية -وداع مع الأصيل- فتحية ...
- استحضار النص الديني في ديوان -طفل الكرز- عدلي شما
- مناقشة -الاشتباك- في دار الفاروق للروائي الفلسطيني :سعادة أب ...
- المرأة والحرب في رواية -زبد الحديد- إيفان أوخانوف
- الهدهد الذي يرى في قصيدة
- أثر الواقع في ديوان -زفير- سعادة أبو عراق
- عالم السماء والأرض في قصيدة -مرايا العشق- جواد العقاد
- البياض والسواد في قصيدة -ذكريات وألم- منصور الريكان
- مناقشة بضع قصائد للشاعر مهند ضميدي
- نحن والاحتلال في قصة -الاشتباك- سعادة أبو عراق
- فاكهة الكتاب في -هذا ما أعنيه- سليم النفار
- المغالاة في رواية -رفقا بما تبقى مني- زينة إياد حلبوني
- اللقاء بين الإنجيل والقرآن
- حاجتنا إلى الإنجيل
- مصر والتحرر في كتاب -جمال عبد الناصر- اجار يشيف
- الخراب في كتاب -خريف الغضب- محمد حسنين هيكل
- الحكمة في كتاب -كهل وكهف وقول- نجاح الخياط
- حقيقة الاخوان في كتاب -سر المعبد- ثروت الخرباوي
- شعب لا يعرف كيف يفرح


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الالفاظ القاسية في قصيدة -الخرافة- جواد العقاد