|
إذعان غربي ورجعي مذل لحقائق ميدان القتال في سورية
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 5627 - 2017 / 9 / 1 - 02:06
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
إذعان غربي ورجعي مذل لحقائق ميدان القتال في سورية بقلم : عليان عليان تتوالى تصريحات المسؤولين في الدول الغربية وأدواتهم، حول بقاء الأسد على رأس الحكم، إذ فرضت انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه وتحريره معظم الأراضي السورية من الإرهابيين، على المسؤولين في حكومات الغرب الاستعماري والرجعيات العربية والإقليمية بلع تصريحاتهم، بشأن رحيل الأسد في ما تسمى بالمرحلة الانتقالية، وباتوا يتحدثون عن بقائه على رأس الحكم في سورية وعن حقه الطبيعي في المشاركة في أية انتخابات رئاسية ، ويسلمون بانتصار أطراف محور المقاومة. وهذه التصريحات تعكس ما يلي : أولاً : تسليم الدول المتآمرة على سورية بحقيقة ، أن ما لم تستطع تحقيقه في ميدان القتال لن تحققه على طاولة المفاوضات في مؤتمرات حل الأزمة. ثانياً : تسليم الدول المتآمرة على سورية بأن الجيش العربي السوري تمكن من تحرير معظم الأراضي السورية من الإرهابيين ، وأن بإمكانه حسم بقية الجيوب في دير الزور وإدلب ، وأن مصير الإرهابيين في ريفي حماه وحمص الشرقيين بات محسوماً باتجاه هزيمتهم. ثالثاً: وهذه التصريحات تعكس أيضاً رضوخ الإدارة الأمريكية وحلفاءها وأدواتها لحقيقة أن الملف السوري بات في يد دمشق، وفي يد موسكو وطهران على صعيد الدعم والدور في إدارة الأزمة وإيصال فصائل الإرهاب إلى خانة الاستسلام. لقد عبر السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد – والذي لعب دوراً كبيراً في دعم المعارضة المزعومة في بداية الأزمة السورية في آذار 2011 وكان أشبه بالمايسترو لها في مؤتمر جنيف"2" – عبر عن هزيمة المؤامرة على سورية بقوله :" إن الرئيس السوري بشار الأسد قد حسم النصر في حرب السنوات السبع لإسقاطه لمصلحته ، وأن الحكومة السورية لن تسمح بصيغ من الفيدرالية واللامركزية ، وأن سقف التغيير المتوقع هو مشاركة بعض المعارضين كوزراء في الحكومة" وبالأمس القريب راح المبعوث الأممي الخاص بالأزمة السورية ستيفان دي ميستورا ، يشير في إيران أثناء لقائه مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى أن الظرف بات ملائماً لحل الأزمة السورية ارتباطاً بالوقائع الميدانية على الأرض التي فرضها الجيش العربي السوري وحلفاؤه. ودي ميستورا الذي تحول إلى الواقعية، كان على مدى جولات جنيف كافة منحازاً لمعارضة مؤتمر الرياض المزعومة على حساب منصتي القاهرة وموسكو، وكان منحازاً للجماعات الإرهابية التكفيرية في حلب قبل تحريرها، حين طالب بحكم ذاتي لهذه الجماعات في القسم الشرقي من حلب ، وحين قدم أرقام قليلة مغلوطة عن عدد إرهابيي جبهة النصرة فيها. وفي رصد لتصريحات مسؤولي الدول المتآمرة على سورية، التي تعكس التسليم بوقائع الميدان وبنتائجه نشير إلى ما يلي: 1-وزير خارجية السعودية عادل الجبير- قبل إقالته- أبلغ المعارضة المزعومة في جنيف بأن الأسد باق في السلطة، وعليها أن تتخلى عن هذا المطلب في أية مفاوضات لحل الأزمة السورية... 2-وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون أبلغ المعارضة المزعومة في الرياض" أنه لم يعد هناك أي جدوى لعرقلة المحادثات حول مستقبل سوريا بالإصرار على الموقف بأن على الأسد التنحي قبل انطلاق المفاوضات ، فالأسد باق في السلطة ،والخيارات مفتوحة أمام الأسد في حال أراد الترشح لخوض انتخابات ديمقراطية" 3-وزير خارجية فرنسا أبلغ المعارضة المزعومة بذات الموقف الذي تحدث به وزير خارجية بريطانيا. 4-تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل " بأن الأسد أقوى مما كنا نعتقد ". 5- الوفد الأمني الإسرائيلي عاد بخفي حنين من واشنطن ، بعد أن أبلغتهم الإدارة الأمريكية ببقاء الأسد في السلطة ، وأن الملف السوري بات بيد الروس وحلفائهم ، ما دفعهم للتهديد اليائس بقصف القصر الجمهوري في دمشق. وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قد نقلت عن مصدر إسرائيلي مطلّع أن لقاء الوفد الأمني الذي زار واشنطن مؤخراً كان أشبه بمراسم دفن السياسة الأميركية في سوريا. 6- رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو عاد مكسوراً من موسكو ، بعد أن أسمعه بوتين كلاماً حطم آماله الزائفة حول موقف موسكو من إيران ودمشق وحزب الله، حين أبلغه بوتين بأن تحالف روسيا مع إيران استراتيجي ، وأن حضور ايران العسكري في سوري أملته تطورات الأزمة السورية والمؤامرة على سورية. لقد باتت الأزمة السورية تقترب من محطاتها النهائية بعد تحرير ما يزيد عن 50 ألف كيلو متر مربع من البادية ومن محافظة السويداء ، وتحرير معبر نصيب مع الأردن وبقية المعابر والمخافر الحدودية في الجبهة الجنوبية ، وبدأت العديد من الدول التي انخرطت في الأزمة تعلن عن قرب عودة العلاقات مع النظام السوري. فالناطق باسم الحكومة الأردنية أعلن عن تطور العلاقات مع النظام السوري وقرب تشغيل المعبر الحدودي مع سورية ، ومصر بدأت بمغادرة موقع الحياد باتجاه الانفتاح على سورية ، حيث أعلنت على لسان وزير خارجيتها سامح شكري بالإعلان عن نية التواصل مع الحكومة السورية، تعزيزاً لدور الوسيط الذي تتولاه مصر منذ رعايتها اتفاق التهدئة في الغوطة ، ومشاركتها في مسارات الحل السياسي في سورية. وبتنا نشهد تحرر وزراء اللبنانيين من قيود المشاركة في الحكومة ،حيث أعلن عدد من الوزراء عن اعتزامهم زيارة سورية بمبادرات شخصية، دون تكليف حكومي رسمي متجاهلين ردات الفعل وانتقادات وزراء تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري ووزراء تكتل 14 آذار ، بعد أن تلقوا دعوات رسمية من جانب الحكومة السورية وسط انقسام سياسي حول الموقف من هذه الزيارات. ومن بين هؤلاء الوزراء وزير الزراعة غازي زعيتر من حركة أمل (شيعية) ووزير الصناعة حسين الحج حسن (حزب الله) ووزير المال علي حسن خليل (حركة أمل) وقد نشهد زيارات لمسؤولين غربيين لسورية بذريعة الاستفادة من التجربة السورية في مكافحة الإرهاب ، ما يذكرنا بزيارات وفود برلمانية أميركية وأوروبية لدمشق غداة انتصار حزب الله في حرب تموز 2006 ، عندما قلبت دمشق ظهر المجن للإدارة الأمريكية ولمؤامرات المدعي الزائف لمحكمة الحريري الدولية ، بدعمها اللامحدود للمقاومة اللبنانية في تلك الحرب. انتهى
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانتصار النهائي للجيش العربي السوري وحلفائه على الإرهاب بات
...
-
انتفاضة الأقصى -2- محطة نوعية على طريق دحر الاحتلال
-
من لم يثمن دور القوات العراقية في تحرير الموصل حاقد أو لم يس
...
-
الرد الروسي الحازم يجبر واشنطن على التراجع عن شن هجوم جديد ع
...
-
في عملية الفجر الكبير:الجيش العربي السوري يواصل مطاردة داعش
...
-
في ذكرى نكسة حزيران : ناصر تمرد على الهزيمة وعالج أسبابها في
...
-
قراءة متأنية في نتائج إضراب الحركة الأسيرة الفلسطينية
-
حماس تحصد نتائج تحالفاتها غير المبدئية بطرد كوادرها من قطر
-
في ذكرى ضم القدس: الحل الوحيد لإنقاذ المدينة وإفشال تهويدها،
...
-
الصراع بين حماس وقيادة منظمة التحرير على السلطة وليس على الب
...
-
عقبات جدية في وجه -اتفاق أستانة 4 لخفض التصعيد والتوتر- في ب
...
-
إضراب تاريخي للأسرى الفلسطينيين لاستعادة المكتسبات التي خسرو
...
-
العدوان الأمريكي على سورية لن يفت في عضد سورية ولم يحقق أهدا
...
-
في ذكرى يوم الأرض: تسارع وتيرة الاستيطان بغطاء رسمي عربي
-
الجولة الاولى في جنيف 4 لمصلحة النظام السوري ، وشرق سورية با
...
-
معارضة مؤتمر الرياض المزعومة تسعى في جنيف -4- لإعادة عقارب ا
...
-
في مواجهة القانون الصهيوني لسرقة ما تبقى من الأرض الفلسطينية
-
بيان مؤتمر الأستانة لحل الأزمة السورية في الميزان
-
السيناريوهات المتوقعة بعد انقلاب ترامب على ثوابت المؤسسة الأ
...
-
تنازلات أردوغان تكتيكية لم تغير مواقفه في دعم الإرهاب في سور
...
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|