أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - دور الشعر في النقد الاجتماعي














المزيد.....

دور الشعر في النقد الاجتماعي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1459 - 2006 / 2 / 12 - 09:53
المحور: الادب والفن
    


تلعب نخب المجتمع الدور الأساس في الصراع الاجتماعي فالصراع هو صراع الصفوات في وجهه الباطن ووجهه الظاهر صراع بين الفئات الاجتماعية. وتعدد أدوار صفوات المجتمع يعود لتوجهاتها (السياسية، الاجتماعية، والثقافية....) ومصالحها، وتتقلص مصالح النخبة الثقافية إلى الحدود الدنيا قياساً بالنخب الأخرى كونها تنهل معظم توجهاتها من القيم الميتافيزيقية. ولاينحصر اهتمامها على تحقيق مصالح المجتمع حسب، بل المساهمة في رفع مستوى وعيه بمصالحه وتلك تتطلب تسليط الضوء على مكامن ضعفه واختلاله.
وأخذ بعض الشعراء على عاتقه رصد أوجه الاختلال ونقاط الضعف التي تنخر ذات المجتمع، ووظفها في خطابه الشعري سعياً لإنقاذ المجتمع منها أو تحريضه على التمسك بالقيم والأعراف الاجتماعية السوية وعدم إضعافها لتسهم أكثر في تقوية شبكة العلاقات الاجتماعية أو لنبذ القيم والأعراف المضادة لها، لما تشكله من أضرار على أفراده. يرصد ((الأمام جعفر الصادق-ع)) إحدى تلك الظواهر قائلاً:
"ذهب الوفاء أمـس الذاهب..........والناس بين مخاتل وموارب
يفشون بينهم المودة والصفا..........وقلوبـهم محشوة بـعقارب".
غالباً ما يتعرض الشعراء الساعين لرصد الأخطاء في المجتمع أو السلطة للنبذ أو الاعتقال، فالمجتمع الجاهل يرفض تعرية جهله والكشف عن أخطائه والسلطة الجائرة تمارس إرهابها على الساعين للنيل من توجهاتها. إن الشاعر الذي يعي مهامه باعتباره مثقفاً يساهم في تشكيل منظومة الوعي الاجتماعي ويمارس دوره المفترض لا يبالي بتوجهات المجتمع المتعارضة ولا توجهات السلطة القابضة على أجهزة العنف. كما أنه لايهتم بقدر ومستوى الأدوار الذي يمكن أن يلعبه الأفراد أو الجماعات في المجتمع أو السلطة ويسعى لفضح توجهاتهم وآرائهم المتعارضة مع التوجهات الإنسانية.
يلخص ((المتنبي)) تلك الرؤية بعدد من أبيات الشعر قائلاً:
"ودهر ناسه، ناس صغار...........وإن كانت لهم جثث ضخام
وما أنا منهم بالعيش فيهم............ولكن مـعدن الذهب الرغام
أرانب غير أنـهم ملوك.............منـفتحة عيـونهم نيـام".
تعرض على مر العصور نخب المجتمع للتهميش والإقصاء من قبل السلطة لأنها تعي مدى الضرر الذي يمكن أن تسببه لها في الكشف عن جهلها بشؤون الدولة والمجتمع، وتعري ادعاءاتها وممارستها المتعارضة مع المصالح العامة. تقع مسؤولية إعادة تشكيل منظومة الوعي الاجتماعي لتجاري متطلبات الحاضر على عاتق النخب العلمية والثقافية وغالباً ما تصطدم بالواقع الاجتماعي والسلطوي، فالأخيرة تسعى جاهدةً لعدم المساس بمنظومة الوعي المشكلة تاريخياً لأنها تعينها على التحكم بالمجتمع وأي تغيير يطرأ عليها يضر بمصالحها وتوجهاتها المتعارضة مع التوجهات الإنسانية. يعبر ((أبو العلاء المعري)) عنها قائلاً:
"فقـدت فـي أيـامـك العلماء............وادلهمـت عليـهم الظـلمـاء
ويقـال الكـرام قولاً ما فـي..............العصر إلا الشخوص والأسماء
غلب المين منذ كان على الحق..............وماتـت بـغيضـها الحـكماء".
إن عظمة الشاعر ليس بحجم نتاجه الشعري وأنما بقيمته وماهيته وما يحمله من رسالة إنسانية تعنى بشؤون المجتمع وتسهم في إعادة صياغة منظومة الوعي الاجتماعي. وتلك الرسالة الإنسانية لاتفقد قيمتها وأهميتها مع الزمن، وأنما تتألق وتزداد أهميتها كلما ارتقت منظومة الوعي الاجتماعي لمراتب أعلى لتكشف عن سماتها وتوجهاتها الساعية لتطور وتقدم المجتمعات البشرية.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر والدين
- الشاعر والسياسة
- زائرة بعد منتصف الليل
- شعراء الهجاء والذم
- شعراء المديح
- مهام الشاعر
- الشاعر ومكونات القصيدة الشعرية
- الخطاب النسوي بين الواقع والحقيقة
- تداعيات امرأة في الزواج والانجاب
- المرأة بين مورث الشتيمة والسباب
- المرأة بين النكات والأمثال الشعبية
- التحرش الجنسي بالمرأة
- الغيرة بين النساء
- آراء ذكورية في حقوق المرأة
- آراء دونية في المرأة
- العلاقات العاطفية للمرأة بين المورث والوقع
- دور القيم والأعراف في التربية
- دور المربي في المجتمع
- التربية الاجتماعية-الهدف والغاية
- مفهوم التربية


المزيد.....




- اختتام مؤتمر الاتّجاه النفسي في النقد باتحاد الأدباء
- قبل 24 ساعة على انطلاقه.. مهرجان كان السينمائي يحظر العُري ع ...
- مغني الراب شون -ديدي- كومز أمام القضاء بتهم الاتجار بالبشر و ...
- الصين بعيون مغربية: هكذا عرفتُ الصين.. مُشاهدات أول طالب مغر ...
- -عليهم البدء بتعلم اللغة الروسية-.. برلمانية أوروبية توجه ند ...
- فرنسا: كان تفرش السجاد الأحمر لكبار المخرجين والممثلين وتجدد ...
- الکويت يرفع التمثيل الدبلوماسي مع لبنان
- مدينة كان الفرنسية تستعد لافتتاح مهرجانها السينمائي يوم الثل ...
- الدموع في عينيه.. بوتين يتأثر بمشاهدة فيلم -غير مدرج في القو ...
- أمير الكويت يعلن رفع التمثيل الدبلوماسي مع لبنان


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - دور الشعر في النقد الاجتماعي