أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحال لحسيني - رائعة -عزوزة- للروائية المغربية الزهرة رميج: الرواية، الروائية.. والكاتب الراحل محمد البحتوري!















المزيد.....

رائعة -عزوزة- للروائية المغربية الزهرة رميج: الرواية، الروائية.. والكاتب الراحل محمد البحتوري!


رحال لحسيني
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5624 - 2017 / 8 / 29 - 21:39
المحور: الادب والفن
    


الراحل الأستاذ محمد البحتوري يحمل لي مجموعة من الكتب أحدها رواية "عزوزة" لـ "الزهرة رميج"؟
وبصيغة ما يقول:
- الزهرة رميج (باختصار شديد) كاتبة مغربية لها صيت قوي، روائية مرموقة تحظى أعمالها بنصيب وافر من المتابعة. تناولتها عدة بحوث ودراسات وطنيا و"بالعالم العربي" وتم تنظيم ندوات وحفلات توقيع كثيرة لأعمالها.. وتمت ترجمتها لعدة لغات (الفرنسية، الإسبانية، الإنجليزية.. وحتى البرتغالية).
- ...........
- ما رأيك .. أو.. يجب تنظيم حفل توقيع لأعمالها (هنا).. روايتها "عزوزة" ستحقق رقما قياسيا في القراءة. واسترسل بصوته الخافت (نسبيا) والعميق (كثيرا) يحكي...

ثم عرج على مشروعه الثقافي البهي المتمثل في التعريف بالكتاب والفنانين والمثقفين المنتمين للمنطقة أو جذورهم منها أو سبق لهم الانتماء إليها أو لديهم صداقات أو علاقات معينة مع مدينة الشهداء أو تاريخها أو أبنائها... والذي قام في سبيله بما أسعفه العمر أن ينفذ منه.

***

الراحل الأستاذ محمد البحتوري قام بالتعريف، وبمحاولات تعريف كثيرة، بعدد من الكتاب: روائيين، شعراء زجالين وفنانين تشكيليين، نحاتين،... وعمل على تسليط المزيد من الضوء على إبداعات "المعروفين منهم" كثيرا أو نسبيا وكذلك على إبداعات بعض "المغمورين"، منهم من كانت أو لازالت "مشاريعهم" لم تر النور.

كان لي نصيب من كرمه الثقافي والإنساني الوافر، رغم تفاعلي المحدود مع ورقته التعريفية (بي) وتكاسلي في الإجابة عن أسئلتها ومده بها في حينه. كما لم يتجاوب آخرون -من داخل وخارج المدينة- بالسرعة المنتظرة منهم مع مثل هذه الورقة الخاصة بالمعطيات الأولية، حتى يشتغل عليها أكثر !!

"من أين أبدأ ؟"
"ماذا سأكتب ...؟"

أسئلة محيرة (!) خصوصا مع انغماسي حينها في مجالات أخرى (محليا) تبتعد عن الإبداع في وسائل ممارستها وأهدافها الظاهرة رغم التقائها مع الإبداع ومنطلقاته وأفقه العام (ووسائله حتى..) إذ ظل محركا ومحفزا على الانخراط في كل تلك المجالات وفي التعاطي مع تقنياتها وتفاصيلها ومحرضا على المساهمة الدءوبة في تفعيلها وتطويرها.. - حسب المتاح -!

لم يترك معظم الذين سمع أو التقى بهم من المبدعين -تقريبا- إلا وحاول وعمل على التعريف بهم. ناهيك عن سعيه الحثيث لمد جسور التواصل بينهم. وخص بذلك ثلة من "المبدعين" في مستويات متعددة من خارج وداخل المدينة والمنطقة. فضلا عن مساهمته في بادرة لم شمل المبدعين والفنانين المقيمين بوادي زم "جمعويا" التي لم تر النور لأسباب متعددة.

بالموازاة مع ذلك استمر في إنجاز عدد من مشاريعه الإبداعية والثقافية الغزيرة بشكل متواصل، كأنه يسابق الزمن ولعله كان كذلك فعلا، لأن "العمر قصير جدا" !
***

" كيف لم أسمع من قبل.. وطيلة كل هذه السنين بهذه القامة الإبداعية الشامخة..؟ "
الجواب المنطقي والطبيعي هو:
" الانشغال المؤسف عن المواكبة والقراءة والإبداع في السنوات التي خلت !".
***

الصفحة ماقبل الأخيرة من "عزوزة"..
قمت بإيقاف القراءة لتعطيل زمن إنهاء الرواية لبعض الوقت لتفادي تأثير نهايتها التي حملتني في أثرها على إعادة قراءتها من جديد، خصوصا وأني لم أستطع اختراقها لأول مرة - منذ سبع سنوات خلت- بالسلاسة المنتظرة. بسبب الأجواء غير المساعدة على القراءة، الخارجة عن إرادة النص.

الأمر الذي لم يتأت إلا عندما "عاد الصديقان إلى الخيمة الكبيرة في ساعة متأخرة، تمددا فوق الفراش..." فانسابت مثل الشلال المنهمر، منذ تلك اللحظة، وأيضا، وبشكل أسرع عند بداية قراءتها من جديد.
ربما لأنها ستكون اللحظة الفارقة في حياة "عزوزة" رغم عدم علمها بتفاصيل ما راج بين أخيها وصديقه تلك الليلة بشأنها. لكنها ستكون بداية لحياة أخرى اختارتها رغم ماطبعها من قساوة وصراع وتحدي.. من الرماد إلى الرماد، من الرماد الذي تمرغت فيه ضد زوج مفترض رفضته.. إلى رماد الموت حزنا على زوج أحبته رغم كل شيء.

تفاديت قراءة ما توفر من قراءات نقدية منجزة حول الرواية إلا من بعض الانطباعات العابرة –كذلك تفاديت قراءة ماكُتب حول رواية "أخاديد الأسوار"- حتى لاتؤثر على قراءتي لها، لأكتشف بدوري السّر في كل هذا الإقبال عليها. فجاءت تحفة أدبية رائعة، سَلسة ساحقة للتعثر الناتج عن الابتعاد لفترات عن القراءة.
إضافة إلى أجوائها التي تُدون بشكل ممتع لحقبة من تاريخ البادية (والاستعمار، المقاومة، الحب، الوشم، المواخير، السحر المقزز، عبيدات الرما، العلاقة بالفرس... الخ) والخيمة التي قد لا أكون انتشيت بتفاصيلها إلا من خلال ذاكرة جماعية يفتك يها وبمثيلاتها وتدريجيا مع توالي الأجيال والسنين عدو جامح اسمه النسيان إثر تغيّر الاهتمامات والحقب.
***

ممتن لصديقنا المبدع الراحل.. هذا الإنسان الطيب والهادئ الذي غيبه الموت في لحظة تاريخية فارقة لم تسعفنا الانتباه لقيمة ما فقدناه في ثنايا وهجها.
لم أتذكر كيف أصبح "صديقا ثقافيا" ولم أعلم بخبر وفاته إلا بعد أيام منها، عقب التسرب البطيء لهذا النبأ المؤلم.
لكنه ظل محفزا على الحنين إلى المنبع، لأن .. "الإبداع أبقى !"

كامل التقدير لهذا المجهود الخرافي، الذي يختمر بالأمل في تدارك بعضا من التأخير المخجل المقابل لما يستحقه الفقيد -بعد ست سنوات ونصف على رحيله- من اعتراف وتقدير، كتتويج لمسار نضالي حافل على الواجهة الثقافية والإبداعية.. في أفق أرحب.

سبق لعدد من المنابر الإعلامية وبعض الفعاليات القيام بمبادرات قد تكون رمزية اتجاهه في حياته وإثر رحيله، لكنه يستحق الأكثر.
***

جميل هذا الاكتشاف الروائي الرائع بعوالمه التي تسرد وترصد فترة مهمة من تاريخنا وجوانب عميقة لشخصيات متميزة وعيّنات من أناس وعلاقات إنسانية بسيطة ومركبة متشابكة في نفس الآن، سادت مرحلة تاريخية أثرت ولازالت مؤثرة في جوانب من حاضرنا. ومستمرة بأشكال متنوعة ضمن متغيرات تبدو كأنها جذرية تامة قد طالت المجتمع باختلاف الظروف والمعطيات الاجتماعية والثقافية والسياسية..؛
على الأقل في هذه المنطقة التي ترصدها الرواية وتنسج وتعيد صياغة أبطالها وحكايتهم، وتدور أحداثها في أجوائها بلغة ممتعة تشد الأنفاس بتقنية سرد سينمائية رائدة تُمكن من مشاهدة وقائعها ساطعة تكاد الحروف والكلمات والجمل والفقرات أن تتوارى في حضرتها وتتوارى فعلا لفائدة العيش بَينَ وفيِ ثنايا وأعماق شخوصها.


(( قراءة ممتعة ........ يُـتبع !))

رحال لحسيني

الدار البيضاء، في: 12 غشت 2017


• هوامش:
1- رواية "عزوزة": الطبعة الأولى 2010
2- الزهرة رميج: كاتبة روائية مغربية تحقق أعمالها الأدبية أعلى نسب القراءة.
3- الكاتب والناقد التشكيلي المغربي الراحل الأستاذ محمد البحتوري: توفي مطلع سنة 2011 من مؤلفاته رواية "شجرة النجد" (1- وادي زم ثمة راس الهم).
4- "عاد الصديقان إلى الخيمة الكبيرة في ساعة متأخرة، تمددا فوق الفراش..": مقتطف من الصفحة 22 من الرواية.
5- "ضد الصمت والنسيان قراءات في رواية أخاديد الأسوار للزهرة رميج": كتاب لمجموعة من المؤلفين يضم عدد من الدراسات حول رواية "أخاديد الأسوار" للروائية الزهرة رميج.



#رحال_لحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب: اللجنة الإدارية الجهوية المنعقدة بالموازاة مع القافل ...
- المغرب: موظفون وفعاليات نقابية وسياسية ومدنية يطالبون برفع - ...
- المغرب: قافلة احتجاجية من بني ملال، خريبكة، خنيفرة، الفقيه ب ...
- المغرب: أسبوع غضب جهوي.. للمطالبة بوضع حد لشطط وتسلط الإدارة ...
- الريف،-20 فبراير-وغيرهما.. شرعية المطلب وشبهة الاحتجاج!
- دعم ومساندة الإضراب الوطني للممرضين المغاربة -لمدة 72 ساعة- ...
- وجهات
- اليوم العالمي للصحة (7 أبريل لهذه السنة 2017 بالمغرب) رصد وم ...
- 100 مسؤول نقابي -ة- من مختلف مناطق المغرب يستنكرون التضييق ع ...
- -تنظيم نقابي جهوي قوي ومكافح.. للدفاع على حقوق نساء ورجال ال ...
- بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 8 مارس 2017 الجامعة الوطنية للص ...
- من أجل إطار قانوني ومهام محددة لأخصائيي الحمية والتغذية بالم ...
- حاتم عمور.. -احسبني طماع وباغي من (فيديوهاتك) زيادة -!
- البارانو.. -رواية سينمائية- (انطباع أولي.. !)
- المكتب المحلي للجامعة الوطنية للصحة (إ م ش) لوادي زم يستنكر ...
- نسترجعك (ضد خرقة العدو في سماء الحمراء)
- البيان الختامي للجنة الإدارية والمؤتمر الجهوي للجامعة الوطني ...
- الذكرى 44 لاستشهاد غسان كنفاني
- الجامعة الوطنية للصحة MT تستنكر مؤامرة التصويت على القانون ا ...
- مراوغات مندوب وزارة الصحة بخريبكة تزيد من حدة تردي أوضاع قطا ...


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحال لحسيني - رائعة -عزوزة- للروائية المغربية الزهرة رميج: الرواية، الروائية.. والكاتب الراحل محمد البحتوري!