|
صالح زيدان : على -حماس- تقديم برنامج سياسي اجتماعي محدد
صالح زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 1459 - 2006 / 2 / 12 - 09:50
المحور:
القضية الفلسطينية
صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على "حماس" تقديم برنامج سياسي اجتماعي محدد تشكيل حكومة ائتلاف وطني عريض يتم بالحوار والاتفاق على برنامج قواسم مشتركة سياسي:اجتماعي، واقعي وعملي وملموس حاورته: سمية درويش قال صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بان حركة حماس عندما تبذل جهدها وتكرر دعوتها لحركة فتح دخول الحكومة الجديدة ، فإن أحد استهدافاتها ليس فقط تشكيل حكومة قادرة على النهوض بالمهمات الثقيلة ، وحمل الأعباء الهائلة لهذه الحكومة ، وإنما كذلك إيجاد مخرج للعلاقة أو التفاوض مع الإسرائيليين. ولفت زيدان ، إلى أن نجاح حماس في الحصول على أغلبية مقاعد المجلس التشريعي هو انقلاب في حياة هذا المجلس وفي النظام السياسي ، مؤكدا بان حركة فتح خسرت الأغلبية في التشريعي بسبب استفرادها ، وعدم اكتراثها بكل الدعوات الوطنية المخلصة للشراكة الفعلية في صنع القرار الوطني. وفي ما يلي نص الحوار :-
1 - هل أنتم راضون على ما حصلتم عليه من مقاعد في البرلمان الفلسطيني؟ بالتأكيد ، فإن ما حصلنا عليه وما حصلت عليه القوى الديمقراطية في الانتخابات التشريعية هو نتائج متواضعة، ولا تنسجم مع الدور التاريخي والراهن للقوى الديمقراطية ، طبعا كان يمكن مضاعفة هذه النتائج لو تمت الانتخابات وفق قانون انتخابي عادل أي التمثيل النسبي الكامل ، ولكن أوضاع فتح لم تسمح بذلك ، بسبب المصالح الفئوية والذاتية الخاصة ، إضافة إلى ذلك هو الحصار المالي العربي والإسلامي ومن السلطة الفلسطينية.
2 - باعتقادك ما هي الأسباب التي جعلت التيار اليساري عاجزا أمام نهوض الحركة الإسلامية؟ أسباب تراجع التيار اليساري لا يعود فحسب إلى القانون الانتخابي الخاطئ وإلى الحصار المالي وإنما كذلك إلى واقع التشتت والتشرذم ، ونزول القوى الديمقراطية في عدد من اللوائح الوطنية ، وهو ما أضعف صورتها كقوى تغيير في أعين الجماهير ، خاصة عندما تنادي بالوحدة الوطنية ولا تبدأ بتوحيد نفسها ، وإلى جوانب قصور أخرى في المقاومة المسلحة وبناء المؤسسات الاجتماعية والخدمية والعلاقة مع الجماهير. وأضاف بان الحاجة الوطنية والتاريخية الفلسطينية للقوى الديمقراطية والنتائج التي حصلت عليها عل تواضعها ، تسمح لها بالنهوض من جديد ، شرط النظر بها ومراجعة ما حصل بروح نقدية فكرية وسياسية وتنظيمية ، والتقدم باتجاه وحدة اليسار والقوى الديمقراطية. ونحن في الجبهة الديمقراطية سنتقدم بمشروع لكتلة واحدة لكل القوى الديمقراطية في البرلمان على أمل امتداد هذه العملية في النضال الجماهيري ضد الاحتلال في الشارع دفاعا عن المصالح المباشرة للقطاعات الاجتماعية وجماهير شعبنا.
3 - كيف تقيمون النجاح الكبير الذي حققته حماس ، وهل فعلا هو بمثابة زلزال سياسي سيهز الأراضي الفلسطينية؟ نجاح حماس في الحصول على أغلبية المجلس التشريعي هو انقلاب في حياة هذا المجلس ، وفي النظام السياسي الفلسطيني ، حيث نقلت حماس من خارج النظام السياسي إلى رأسه ، وهذا النجاح فاجأ الكثيرين حتى بعض قادة حماس ، وقد أسهم القانون الانتخابي الخاطئ والقائم على المناصفة بين القائمة والنسبي، في مضاعف حجم حماس التي حصلت في القائمة النسبية على 44% من الأصوات ، ولكنها في المجلس التشريعي حصدت 59% من المقاعد ، كما لعبت الأصوات الاحتجاجية التي كانت ملتفة حول فتح التي صبت لمصلحة حماس في الوصول إلى هذه النتيجة. وأضاف إن ما ورد لا يهدف إلى تظهير أسباب هذا الحجم من الفوز وليس إلى تحجيم القاعدة الشعبية الواسعة الملتفة حول حماس والباحثة عن بديل للفساد، ودورها بناء شبكة واسعة من التقديمات الاجتماعية والتعليمية والخدمية أو تلك التي انتخبت على عنوان المقاومة، في مواجهة العملية السياسية التفاوضية المجمدة إسرائيليا وأميركيا.
4 - لماذا هذه الخسارة التي لحقت بفتح حسب رأيك؟ حركة فتح خسرت الأغلبية في المجلس التشريعي بسبب استفرادها، وعدم اكتراثها بكل الدعوات الوطنية المخلصة للشراكة الفعلية في صنع القرار الوطني بين جميع القوى الحية في المجتمع ، وما نتج عن هذا الاستفراد من فساد وازدواجية وفوضى الخطاب السياسي ، كما أمعنت مجموعات مسلحة محسوبة على فتح في الفوضى ، كما عكس شل فتح في البرايمرز التحضيري للانتخابات التشريعية، الخلل في وضعها الداخلي والناجم عن ضعف الديمقراطية وتأخر انعقاد مؤتمراتها العامة لأكثر من 16 سنة ، وهو ما أوجد ثغرات جمة في تشكيل لوائحها الانتخابية في القائمة والدوائر. كما انها استعاضت عن ذلك بشعارات عامة لم تجدي نفعا خاصة وان نظريات العمود الفقري فشلت، وأطاحت بأحزاب كبيرة في العالم ، كما أن فتح تعاطت مع إعلان القاهرة بمناورات التأجيل والتأخير للانتخابات، ولم تستمع كتلتها البرلمانية لدعوات إقرار قانون انتخابات قائم على التمثيل النسبي الكامل بحكم المصالح الذاتية والفئوية ، وما زال قرار إعلان القاهرة بتفعيل وتطوير م. ت. ف ، معلق على شجرة الانتظار.
5 - باعتقادك هل ستنجح حماس بتشكيل الحكومة؟ المسألة ليست النجاح في تشكيل الحكومة ، بل في تشكيل حكومة ناجحة في مهامها ولا توصل شعبنا إلى طريق مسدود ، لذلك على الإخوة في حماس صياغة برنامج متكامل سياسي محدد واجتماعي وأمني ملموس، يمكن تقديمه للأوضاع الفلسطينية والإقليمية والعالم ، وخاصة الإقرار بقرارات الشرعية الدولية ومنهج آخر للتفاوض بفتح الأفق لحلول سياسية وصيانة الطبيعة العامة للمجتمع وعدم عودته للوراء بشعارات دينية سياسية، تمزق المجتمع الفلسطيني.
6 - في حال طلبت منكم حماس المشاركة بالحكومة الجديدة هل ستنضمون إليها؟ سيكون جوابنا بناء وإيجابيا بالدعوة إلى حكومة ائتلاف وطني من خلال حوار وطني شامل بين جميع القوى والكتل البرلمانية، للوصول إلى برنامج القواسم المشتركة، ووضع شعار شركاء في الدم شركاء في القرار موضع التطبيق ، لان الهدف تشكيل حكومة تمكن شعبنا من التقدم لانتزاع حقوقه في الحرية والاستقلال والعودة ، وبناء سلام شامل يقوم على دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس وخالية من المستوطنات وبحدود عام 1967 ، وصيانة وضمان حق العودة للاجئين طبقا للقرار 194 ، وإنهاء الفساد والفوضى وحل مشكلات شعبنا خاصة معالجة معضلات الفقر والبطالة ، أي بصورة أخرى انتقال حماس من البرنامج الخاص والشعارات العامة إلى برنامج سوي ملموس تحت سقف قرارات الشرعية الدولية، وبناء مؤسسات وطنية على أسس ديمقراطية تعددية ، أي الوصول إلى إستراتيجية موحدة في مواجهة المشاريع السياسية والمدعومة أميركياً والتي تنتقص من حقوقنا الوطنية. وكذلك الاتفاق على إعادة بناء م ت. ف على أسس ديمقراطية باعتبار المجلس التشريعي هو القسم الممثل لشعبنا في المجلس الوطني الفلسطيني، واستكمال العمليات الانتخابية لتمثيل شعبنا في الخارج في المجلس الوطني الفلسطيني وعلى أساس التمثيل النسبي الكامل.
7 - برأيك يمكن لحماس دفة أمور السلطة في ظل الرفض العربي لها؟ في مواجهة الضغوط الأميركية والغربية والإسرائيلية، فإن المخرج هو بناء حكومة وحدة وطنية ببرنامج وإستراتيجية وطنية تراعي الأوضاع الداخلية الفلسطينية والوضعين الإقليمي والدولي، ويتصادم مع المخططات والمشاريع الإسرائيلية التوسعية، المعبر عنها بفرض الحلول من جانب أو الحلول الانتقالية طويلة المدى والتي تتقاطع مع الدولة بحدود مؤقتة، والهادفة لشطب الحقوق الوطنية الفلسطينية.
8 - هل ستشهد الفترة القادمة نهوضا للتيار اليساري؟ نهوض التيار اليساري مرهون بمراجعة نقدية حقيقية للنتائج الضعيفة التي حصل عليها في الانتخابات التشريعية ، واستخلاص الدروس وعلى كافة المستويات بمعالجة التقصيرات التي برزت فكريا وسياسيا وتنظيميا وبرنامجيا ، والتقدم بمعالجة شاملة تشمل بنية هذا التيار وبرنامجه، وبما يتقدم بعلاقاته مع جماهير الشعب ومعالجة النواقص في دوره وممارساته ، وفي مقدمة المعالجات، إيجاد صيغة تتقدم بوحدة هذا التيار، انطلاقا من وحدة كتلته البرلمانية في المجلس التشريعي على أساس برنامج مشترك، وامتدادا لتنسيق وتوحيد نضالاته في الشارع الفلسطيني، وتطوير دوره في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
9 - هناك أوساط في فتح طالبت الرئيس عباس بالاستقالة، باعتقادك هل يمكن إيجاد وسيلة توافق بين الرئاسة الفتحاوية والحكومة الحمساوية؟ الرئيس أبو مازن أعلن أنه باق في منصبه ولن يستقيل ، وأعتقد أن حركة فتح تدعم ذلك ، ولكن وصول حماس إلى رأس السلطة الفلسطينية، خلق ازدواجيات متعددة تحتاج إلى حلول ، فهو خلق ازدواجية بين مؤسستي الرئاسة ومجلس الوزراء ، وازدواجية أخرى بين م. ت. ف والسلطة الفلسطينية ، وكما ذكرت الحلول لهذه الازدواجيات تكمن في الوصول إلى برنامج مشترك من خلال حوار وطني شامل وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
10 - هناك تخوف من تطبيق حماس الشريعة الإسلامية بالقوة، ولعل بدايتها في البرلمان كإجبار النائبات على لبس الحجاب، كيف لكم ذلك؟ هذا تخوف مشروع ، لأنه سيخلق تناقضات عميقة في المجتمع ، بين طبيعته العلمانية، ومحاولة فرض طبيعة أخرى عليه ، كما أنه يمزق وحدة الشعب بمسلميه ومسيحييه، خاصة أننا في مرحلة تحرر وطني تتطلب صيانة الوحدة المجتمعية ووحدة القوى والتيار في مواجهة الاحتلال والاستيطان والعدوان الإسرائيلي الغاشم ،كما أنه يتناقض مع الحاجة الماسة لتوفير مقومات الصمود لشعبنا الفلسطيني.
11 - حماس أكدت بأنها ستشرع المقاومة من تحت قبة البرلمان، هل توافقونها على ذلك؟ المقاومة حق مشروع لشعبنا الفلسطيني ، ولكننا ندعو إلى ترشيد المقاومة وجعلها وجهة ضد قوات الاحتلال والمستوطنين، وتجنب المدنيين على جانبي الصراع من العنف ، وذلك لقطع الطريق على استغلال العدو للعمليات ضد المدنيين في بناء جدار الفصل العنصري أو تصعيد عدوانه الوحشي ضد شعبنا، وتعبئة الرأي العام الإسرائيلي والعالمي حول حروب العدو الإسرائيلي الدموية ، وجعل العدو الإسرائيلي عاريا في حروبه العدوانية ، هذا الحق يظل قائما بغض النظر عن التهدئة، أو تقديم حماس لمقترح الهدنة الطويلة زمنيا.
12 - باعتقادك تستطيع حكومة حماس منع أي من الوزراء أو القيادات الفتحاوية بالتفاوض مع الإسرائيليين؟ حركة حماس عندما تبذل جهدها وتكرر دعوتها لفتح دخول الحكومة الجديدة ، فإن أحد استهدافاتها ليس فقط تشكيل حكومة قادرة على النهوض بالمهمات الثقيلة، وحمل الأعباء الهائلة لهذه الحكومة ، وإنما كذلك إيجاد مخرج للعلاقة أو التفاوض مع الإسرائيليين، حيث أن هناك ضرورات لمعالجة مشكلات شعبنا المباشرة في التفاوض ابتداء من الكهرباء والمياه إلى أموال المقاومة المحجوزة إسرائيليا والحركة…. الخ. ولكن الأهم هو الاتفاق في إطار الحكومة على منهج تفاوض مغاير للقائم حاليا يقوم على أساس عدم الوقوع واستغراق المفاوضات في القضايا الجزئية ، أو إبقائه تحت الرعاية الأميركية المختارة إسرائيليا ، وإنما الدعوة إلى مؤتمر دولي يقوم على أساس قرارات الشرعية الدولي ويهدف إلى تطبيقها لضمان الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا.
#صالح_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسط
...
-
رؤية ثالثة
-
حكومة قريع حلقة من مسلسل النزاع الفئوي صراعات أجنحة السلطة ا
...
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|