|
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 63
كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 5624 - 2017 / 8 / 29 - 01:31
المحور:
الادب والفن
ديوان لافتات انشداه ـــــــــــــــــــــ دفتر رقم - 63 ـــــــــــــــــــــــ
في حفلة عرس طبيعة هانئة يرفع الياسمين سيقان أبهة أجماته لتعرض لألىء ورودها البيضاء كنياشين مرصوفة على جيد تمليّ النظر - ويتركنا نعب كؤوس خمر شفيف الضوع من بزوغ الشذى -*/ 2 لايوجد ضوء قمر على سفح مشرف على الخلاء محطم الأرجل يتوكأ على عكاز لهيب شمعة ليمضي ضليل وهو يحملق باهتاً ليستجدي من قصور الظلام بصيص نور وعلى عجل - لأنه عندما بزغت الشمس فرت على إثرها كل الظلال الحالكة وتبددت العتمة كشعلة متقدة على صفحات الوضاءة -*/ 3 كنت من خلال المرآة أشاهد شغور أخيلة وهجوم وجوم أشباه الطيف على إنعكاس مرايانا - وأرى ملامح التجهم وهي تعقد الجبين بالتلبد على كل هيئات الاكفهرار - وألمح أياد أخرى غير ممدودة لتوقفني عند حدي وهي تحثني لتجبرني على أن آتبوأ مكاني كنكرة غامضة تجلس على كرسي شاغر أو كلغز محير يتخفى بمكان خال في توالي الأحداث الغامضة - ليضيع أثري بين حثيث خطى السابلة ودون أن يتركوا لي بصيص أمل إلا عصابة سوداء تكف بصري كي لا أرى ضآلة حقيقة أمري -*/ 4 من يأذن لسريرة أن تنام قريرة العين في عش مغزول من ريش الشدو نسجته أنامل هديل عذب التلويح على مسمامع الحفيف -*/ 5 يلزمنا أذاناً صاغية تميز بين غزل هديل يدور حول حمامة قلبه وهلع زقزقة عصافير بعد إطلاق نار من فوهة بندقية غاشمة على شجرة غافلة تردي عصفور محطماً ريشة -*/ 6 لقد لاحظتم كيف هاج الصدح من سرب عصافير المرح وهي تداعب الزقزقة خلف كل ورقة توت وتدور في دوامات رقصة مواعدة الزغردة تخلب الألباب في عربدة عذوبة الترنم -*/ 7 وقف عصفور على طرف غصن فوق منصة الترنم يراقص ريح هبت على حين غرة وهي تطرح من منقاره زقزقة شفاء طريح فراش النسيم العليل -*/ 8 عين قناص ترى بصيص حتف كلما صوبت فوهات بنادق على جناح طير - والقاتل يشد الزناد ليردي قلب إنساني ممزق تحت الصدور العارية -*/ 9 حصان مطارد يدب بقوائم الرعب كحفيف أوراق تتسلقط ولعاً على شغاف القلب ... ما يدور من لعاب تحت اللسان لمذاق إرواء الغليل يشفي مثل تفجر ينبوع ماء زلال عذب القراح بين جوارحنا -*/ 10 ضبطت شجرة عارية تستحم بمغطس برك ماء موحلة برغوة صابونة الثلج
ضبطتها ألحاظ طبيعة مختلسة للنظر وهي تخبئ براعم أغصانها المرتجفة بأوراق توت حفيف لطيف وتتحلى بنضوج الثمر في مواسم خير وفير -*/ 11 عدالة أصدرت حكم قاطع على صمت مؤبد وجندلته بسجن مطبق مع أن المجرم طليق والجريمة لم تقع بعد -*/ 12 ضوء منتشر مثل استدارة أفق رائع منهمك بسرقة طيف من أشعة شمس وعلى مرآى من ضياء يقلب المقل بمحراث النظر -*/ 13 سهاد يتقلى على شرفة أرق في ليال الوسن و سمر يتثائب فوق آرائك الكرى حتى مطلع الفجر -*/ 14 قادني غلام صغير بخيط واه مربوط بطائرة ورقية إلى تسلق عنان مخيلة ذكريات صبيانية -*/ 15 ألا يكفي كل هذا المواء من هر يحاصر زقاق في وجه قطة منكفئة على لذاتها -*/ 16 أعرف من أننا لسنا سمك خلفتها أمواج مد البحر في حفر المياه بين الصخور - ونحن ننفقئ على الرمال كزبد ملايين الفقاعات على الشاطئ -*/ 17 نبض قلب يدق كأجراس عنف كقصف الرعد في سماء ملبدة وهي تأتي بالرياح الغريبة على دك سكينة أديم الأرض -*/ 18 أعيدوا لنا الجهات التي تاهت عن ألحاظنا مع رجفات قلوبنا وساندوا تقصف ركب ظروفنا الصعبة وهي تحيك أزياء ارتعاد الفرائص لهلع نفورنا - عري الحطام يخلع عنها ملامس القشعريرة في كل هوية سوط على كاهل حقيقية إخلاء سبيلنا -*/ 19 عراء يستحم بمغطس ندى والأعشاب تفرد أشواكها في حمام طل وهي تنهض من على فراش النشب متوثبة للوخز لتلدغ الحلكة بليل مظلم حتى مطلع الفجر -*/ 20 حفيف الأوراق يقرع أجراس الشجر وهو يخلع الحجب الحريرية لليونة عن شرانق تقرع برنين الذهب الخالص ما يحز بنفوسنا من دواعي قلق -*/ 21 لغز محيّر يختبئ بتلافيف العقل ويتلاشى كوقع سيء أو كلاشيء يذكر ويثقب المخ مثل حبة مطر في وابل غيث - ويتجمع بأكف مثل جرعة ماء تسيل على لسان ظمآن - مثل خفر يتسلق الوجنات مثل حبيبة من حبيبات إراقة ماء الوجه - و يحتشد مثل حبة عرق تنضح من على جبين فلاح متعب - وتثمل مثل زرقة سماء محيرة تبدو على تطليعة أفق بعيد - ويقفز مثل عبرة تنفر من على رمش عذب - ويتماثل للشفاء مثل نواة غير مدركة توصل كل الأشياء ببعضها - ويرتبك مثل رشفة من كوب غير ملآن - ويخفق مثل دلو نصف فارغ ينقب في بئر شبه ناشف - وأنا واقف وقاعد ونصف جالس فوق الشبهات المحيرة -*/ 22 لا تجعل من تنصيب نفسك كلوحة إعلانات مخلخلة في مهب الريح تخلع مضامينها لكل هوى نفس - ولا كأنف مندس في ذروة رائحة مكب نفايات - وتعاني من فك ارتباط وتؤجر مؤخرتك المكشوفة للخواذيق المعلقة كإنارة درب مظلم كنقاط علام على الطريق -*/ 23 الشخص المدعو على وليمة إثبات الذات ليس بديلاً عنك ولا يشبهك وأنت ترتقي على منصة الإعدام مثل شبه لمخلص يقدم روحه ذبيحة لكل من تسول له نفسه على طلب الخلاص -*/ 24 إنهم يحاصرونك ومن كل جانب كلصوص خطى دب الدبيب مختلسي الوطء من على أرائك الوصال الواقفين كالهواجس على عتبات الأبواب والذين لا يدخلون عليك إلا من شقوق الألحاظ سارقوا الكحل من العين وفي غفلة عن خلع ردفات النوافذ وهم يحركشون في ثقوب الأبواب بمفاتيح صدئة للبحث عن نفائس غالية عليك رخيصة عندهم - ناقروا زجاج النوافذ محركوا أطراف الستائر المختفين عن الأنظار خلف الصرير ووراء رد ردفات الأبواب وتحت وطأة كل هاجس -*/ 25 شققنا نوافذ شغفنا العريض لتلج شمس الغوى من شقوق لمحات حرجة تنشب أنوارها بالتلذذ بتذوق حلوى العيش بخلع رداء شواظ عن جلو البريق
كمال تاجا
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 62
-
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 61
-
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 60
-
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 59
-
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 58
-
أناشيد مالدرور - لوتريامون - بصياغة شعرية كمال تاجا
-
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 57
-
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 56
-
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 55
-
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 54
-
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 53
-
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 52
-
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 51
-
فوائد المؤخرة
-
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 50
-
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 49
-
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 48
-
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 46
-
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 45
-
ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 44
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|