صبية على ضفتي الاطلسي

هفال كتاني

الحوار المتمدن-العدد: 5623 - 2017 / 8 / 28 - 23:25
المحور: كتابات ساخرة
    

صبية على ضفتي الاطلسي

والدة جيمس فيلدز (سفاح شارلوتسفيل) تحثه على النهوض من النوم، فلا وقت للنوم ونحن في الشهر الثامن من عام 2017، قم يا ابن العشرين ربيعاً، قم وانظم ل (جماعتك، او حزبك، او تكتلك، او شيعتك...او اي شئ اخر لك!)، لا تتأخر.. فقد فاتنا الكثير من بدعة المساواة، بل إننا نوشك الغرق فيها!.
قالت له: هم يريدون عالماً بدون الوان، ونحن نريد الابقاء على نقاوته...
هم كسالى، ونحن مبدعون...
هم جاحدون ومتملقون ورعاع، ونحن عادلون ومنسجمون مع الطبيعة..
لا اريد منك حركات صبيانية، فأنت رغم عمرك الغَض لست صبياً عادياً، انت هِبة التأريخ ومستودع حكمتها، بك تتعدل المسيرة ويُصلح الخَطل ويُجبر الكَسر، لا اريد منك الهتاف بالضد، ولا رفع اللافتات الصماء، ولا حتى رمي الحجارة او الطلقات، فهذه جميعاً شغل (الصعاطيط )، انما اريدك ان تدهس كل من يقف في الطريق... الطريق الذي يجب ان يبقى خالياً الا من جماعتك، او حزبك، او تكتلك، او شيعتك..او اي شئ اخر لك!.
قم ولا تخف من التبعات، فصحيح ان لكل جرم تبعات وعقوبات، لكن ليس هذا الفعل من ذاك الجنس، سوف اختصرها لك: انك تقوم بالمقدس ولك بركات من الرب، وانك تقوم بالضروري ولك بركات الرئيس (أبو نجم)... بارك الله فيك يا ولدي.
وفي الضفة الاخرى من الاطلسي، كانت والدة يونس ابو يعقوب (سفاح برشلونة) تحثه هو الاخر على النهوض من نوم استغرق قرون طويلة، حركت كتفيه..صرخت في وجهه مراراً.. ركلت مؤخرته اكثر من مرة، لكنه لم يستفق الا على حُلم، قال له الحُلم: قم يا ولد...
أخرج من وَهدة الحياة وتشبث بسُلّم الاخرة..
اقفز الى برزخ الخلود..
اترك متاعك القذر، ملابسك، محفظتك، جهاز الاتصال، واترك معها حسراتك واحلام يقظتك وبرد الغُربة، فلن تتساوى يوماً مع (القطيع السعيد) في شوارع برشلونة، لأنك لم تخلق للسعادة!.
قدرك انك افضل منهم، وان تراء لك انهم الافضل!، وقدرك انك الاجمل، والاعلى، والاحسن، وان حادك بهرج الحياة فوجدت نفسك في حاجة لعلمهم ودوائهم ومسكنهم الآمن الدافئ.. قدرك انك موعود لك الحياة بالجنة وقدرك انك لن تنالها بدون دماء بريئة تسال على جنبات حدائق الاندلس!. ادهس مارة الطريق، واقلب خطط السياح الى ترتيبات للتشييع... أنا الحلم أمرك أن تحول الضحكات الى نواح طويل، وان تحول الأمن الى شك مستطير. أنا الحلم امرك بقتل جميع الاحلام.
كل ما تتذكره والدته انها قالت له: بارك الله فيك يا ولدي!

#هفال_كتاني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات