حسنين السراج
الحوار المتمدن-العدد: 5623 - 2017 / 8 / 28 - 11:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هذا الانسان اطعمني من جوع وامنني من خوف ..
هذا الانسان لامست دموعه وجهي لانه كان يحتضنني باكيا علي بسبب معاناتي
اغسل يديك بعد ملامسته وطهر وجهك من دموعه .. لانه نجس نجس نجس .. اذا لامست كافر ويدك مبتلة فاغسلها .. لانه نجس .. بطبيعته نجس .. لا يشفع له شيء .. يبقى نجس نجس نجس
هذا المسلم سرق وقتل ثم صلى وابتهل ؟؟
طاهر طاهر طاهر لانه تشهد .. أنت محكوم ان تحكم على الظاهر .. مهما فعل مهما هتك يبقى طاهر طاهر طاهر لانه من حزبك فقد قال الطلسم السحري وتشهد
النجاسة والطهارة .. اول خطوة نحو الوسواس القهري والقلق الدائم والقهر الذاتي
النجاسة والطهارة .. اول خطوة نحو لوحة تقسم الناس على اساس عنصري
النجاسة والطهارة .. الناس فيها ليسوا اشرار وطيبين ابدا .. بل منتمين ولا منتمين .. متشهدين وغير متشهدين
مهما كان الملحد طيب يبقى نجس .. لانه ملحد
مهما كان الهندوسي مخلص يبقى نجس .. لانه هندوسي
بل مهما كان الكلب وفي يبقى نجس .. لانه كلب
الفقه التقليدي يقسم الناس تحت عنوان (مسلم وكافر)
تلك النجاسة يبرأها الماء من حيث انا ويبرأها التشهد من حيث الاخر .. يا للغرابة؟؟
تخيل ان الهندوسي السارق يصبح طاهر فقط لو تشهد الشهادتين !!
هذا في فقه الفقهاء .. ماذا عن فقه الضمير ؟؟
الملحد الطيب طاهر .. لانه طيب
الهندوسي الامين طاهر .. لانه امين
بل الكلب الوفي طاهر .. لانه وفي
المسلم القاتل نجس .. لانه قاتل
المسلم السارق نجس .. لانه سارق
المسلم المخلص طاهر .. لانه مخلص
الملحد السارق نجس حتى لو غير رأيه وتشهد الف مرة .. لانه سارق
تلك النجاسة لا يبرأها الماء من حيث انا ولا يبرأها التشهد من حيث هو .. بل يبرأها صحوة الضمير فقط
جوهر فقه الفقهاء هو (الدين) بغض النظر عن السلوك اما جوهر فقه الضمير فهو (السلوك) بغض النظر عن الدين
النجاسة في فقه الفقهاء تطهر ماديا (بالماء) لكن النجاسة في فقه الضمير لا تطهر بالماء بل بصحوة الضمير
فقه الفقهاء تجده في الكتب اما فقه الضمير فتجده في قلبك .. متربعا هناك .. قد لا تراه ولا تشعر به ليس لانه غير موجود
بل لانه محجوب من قبل من يدعون انهم ممثلي الله في الارض فطالما حجبوا عن ابصارنا رؤية النور الالهي المتربع في قلبونا .
#حسنين_السراج (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟