أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - لماذا نقتل أطفالنا














المزيد.....


لماذا نقتل أطفالنا


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5623 - 2017 / 8 / 28 - 10:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



للجواب على هذا السؤال نحتاج إلى فرز حقائق كثيرة مر بها العرب والمسلمون بشكل عام وإنتهت بأن يقفز العربي والمسلم من مرحلة الطفولة إلى الرجولة أو الأنوثة ويصبح فرداً بالغاً تُطبق عليه قوانين الكبار وتُرفع عنه حقوق عدة منها حق الرعاية وحق الحماية وحق إحتواء الدولة والمجتمع له وقيادته نحو الطريق الأسلم وتأهيله للدور الأمثل للمجتمع وإذا أخطأ فله حق التسامح والتربية والإرشاد وتصفيته من الشوائب التي علقت بشخصيته والتي تعود أسبابها لأخطاء عائلية أو مجتمعية .
إن قلة الخبرة والوعي الإجتماعي قد تدفع بالطفل إلى أخطاء صغيرة وأحياناً كبيرة ، وبتوسع العمليات المعرفية والقدرة على الإدراك والفهم والتحليل والإستنتاج تصبح إحتمالية الخطأ أقل وتصبح ردود الأفعال السريعة والتلقائية أقل بكثير وبهذا تقل إحتمالية الأخطاء في السلوك وإحتمالية تقدير النتائج .
تضع الدول المتحضرة الأطفال السلبيين أو الذين يمارسون السلوكيات الخاطئة في مؤسسات التصحيح السلوكي وتحيطهم بالرعاية الكاملة والحس الإنساني لمخلوقات تنقصها التجربة والخبرة والنظرة الواضحة والسليمة للأمور .
إن ما نلاحظه اليوم من زج الأطفال في الجيوش النظامية وغير النظامية وفي جيوش الحركات السياسية والإرهابية ، وهم منتشرون في الكثير من الفرق المسلحة في سن الرابعة عشر أو السادسة عشر في سوريا والعراق والصومال واليمن وأفغانستان وإيران ومن يحاول الهرب منهم من فوهات البراكين يجد نفسه غارقاً على السواحل الأفريقية والليبية والتركية ويتعرض الكثير منهم للإستغلال والإتجار في البشر ، ويبحر الكثير مهنم بدون عوائلهم مما يعرضهم إلى أبشع أنواع الإستغلال ومنها الإستغلال الجنسي ، وقد يُعرضون للبيع كعبيد وخدم أو كأعضاء فاعلين في تجارة الجنس أو قد تتلقفهم الحركات الإرهابية كأرخص المقاتلين وأكثرهم طاعة .
إن جرائم الأطفال في كثير من الدول العربية والإسلامية توضع في حيز جرائم الكبار وتجد لها نفس العقوبة ، حيث تُمارس عقوبة الإعدام على أطفال إرتكبوا جرائم القتل وكثير من الأحيان يُستحصل إعترافهم بعد التعذيب والتهديد . لقد أعدمت إيران طفلاً في الخامسة عشر سنة ٢٠١٣ وقد بقي قبل ذلك سجيناً لفترة وعوقب لقتله طفل أصغر منه . وقد ذكرت المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمنظمة العفو الدولية ( ماجدلينا مغربي ) إن هذا رابع طفل يُعدم هذا العام في إيران ، وتعتبر إيران من الدول القليلة التي تنفذ حكم الإعدام بالأحداث ، وقد ذكرت منظمة العفو الدولية بأن عدد أحكام الإعدام للأطفال حتى ٢٠١٧ قد بلغ ٨٩ حالة مِن مَن تقل أعمارهم عن الثامنة عشر في إيران .
ذات يوم عرض التلفزيون العراقي بعض الأحداث الذين جندهم داعش في الموصل ، كان أحدهم واقفاً أمام أحد الضباط العسكريين معصوب العينين ومكتوف اليدين إلى الخلف ، كان بعمر يقرب من الرابعة عشر ، يقف مرعوباً وهو يجيب على أسئلة القاضي العسكري وكان منظراً محزناً ، فمن المؤكد أن هذا الحدث قد تعرض لضغوط وإرهاق شديد ، وقد أظهر الإعلام العراقي الكثير من الأحداث الهاربين من قبضة داعش وهم يشكون وحشية داعش وإرهابه لهم وتخويفهم بقتلهم وقتل عوائلهم إذا لم ينخرطوا في صفوفهم . لذا يجب أن يعامل مثل هؤلاء الأحداث بالكثير من التفهم والإنسانية ووضعهم في دائرة الإصلاح الإجتماعي .
لا يشمل هذا الوضع كل الدول الإسلامية ، وهناك دول مثل ماليزيا قد ضربت المثل الأعلى في رعاية الطفولة ورعاية الطلاب ، فقد حاربت عمالة الأطفال وعملت المستحيل لتقليل تسرب الأطفال من مدارسهم وتقديم مُنح مادية للعوائل الفقيرة حتى لا تضطر لتشغيل أطفالها ، كما أقامت نظام تعليمي وتربوي ممنهج علمياً ويقدم الكثير من الرعاية التربوية والنفسية للأطفال .
إن تقديم الإحتواء المجتمعي للطفل سيقابل في المستقبل بإحتواء الفرد البالغ لمجتمعه وتقديم الإحساس بالأمان والرعاية الإنسانية للمجتمع لاحقاً ، حيث أن ما نزرعه نحصده ، وإن جعلنا زرعنا هشيماً فنحن فقط الملومون .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجذور التحتية للقاعدة وداعش
- أمهات الدواعش
- واقع المرأة العربية المعاصرة
- قراءة نقدية لكتاب قواعد العشق الأربعون
- الولد الذئبي
- عرس الدم في الموصل
- لماذا تُختن المرأة في المجتمعات الشرقية
- لماذا يُدمن الشاب العراقي على المخدرات
- حينما يُظلِم المرء من الداخل هل يبحث عن البريق
- لماذا يضع الإرهابيون اللثام
- جيل الملاجيء
- لماذا لا يتخلص العرب المحدثون من سيف تأبط شراً .
- دور الإعلام العربي في تشكيل شخصية الفرد العربي ( 2 - 2 )
- دور الإعلام العربي في تشكيل شخصية الفرد العربي ( 1 - 2 )
- رسالة إلى الله من طفل محترق
- إزدياد ظاهرة العنف ضد المرأة بعد الربيع العربي
- هل يصبح التوحد ظاهرة عامة لدى الأطفال العرب
- حوارية عن الوطن والأدب
- ماذا تفعل أفلام ال Action العربية بالشباب العربي
- هل ينقلب الربيع العربي في العراق إلى خريف


المزيد.....




- ماذا يحدث في دمشق بعد عملية طرطوس الأمنية؟
- أذربيدجان تقيم يوم حداد وطني غداة مقتل 38 شخصا في حادث تحطم ...
- لقطات جوية لشاطئ دينامو في أنابا بعد كارثة بيئية
- سلطات البوسنة والهرسك تعتقل وزير الأمن
- إغلاق مضيق البوسفور أمام حركة السفن
- -كلاشينكوف- تختبر مسيّرة عسكرية ضاربة
- في اليوم الـ447 للحرب: الرضّع يتجمدون من البرد في غزة واليون ...
- القضاء الإداري يقبل طعن المبادرة ضد إلغاء انتداب موظفة بالمج ...
- -يجب علينا ألا ننتظر ترامب لإتمام الصفقة مع حماس- - هآرتس
- وفد استخباراتي عراقي يزور دمشق للقاء الشرع (صور)


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - لماذا نقتل أطفالنا