أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نايف عبوش - الاحاطة الكلية للقران الكريم بحقائق الوجوحود














المزيد.....

الاحاطة الكلية للقران الكريم بحقائق الوجوحود


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5621 - 2017 / 8 / 26 - 23:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإحاطة الكلية للقرآن الكريم بحقائق الوجود
نايف عبوش
بمجرد أن تقع عين القاريء الحصيف المتدبر للقران على هذه الآية الكريمة (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) يلاحظ بوضوح، ان القران الكريم قد احاط بشكل مطلق بكل حقائق الأشياء في الوجود، المحسوسة منها،والغيبية،السالفة التحقق منها، والحاضرة التحقق بالآن،والآتية منها في المستقبل،وبذلك يشكل سبيل هداية لا يتناهى للإنسان،لتلمس من خلاله طريق الوصول إلى الحق،عندما تختلط عليه الأمور، وتلتبس عليه معرفة المجاهيل بكل أشكالها،من تلك التي لا قبل لطاقاته العقلية المحضة باستحضار حقيقة ما هيتها لأي سبب كان.
وإذا كان هذه هي حقيقة القران ،فان الأمر يتطلب من الإنسان أن يحرص على تدبره بوعي تام ، ويتأمل ما فيه من الآيات بعمق، وبعقل رشيد مفتوح النوافذ على افاق فضاء هذه الاحاطة القرآنية المدهشة،متناغما في هذا الصدد مع قاعدة ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ؟ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) ، لكي لا تغيب موضوعية هذه الدلالة المدهشة عن البال،وبالتالي فأنه ينبغي ان يتجسد التدبر في القرآن بالتأمل حقا بمعانيه،وإعمال الفكر فيه بعمق، وذلك بالحضور الفعلي للجوارح، والرغبة الصادقة في فهم نصوصه بمعيار( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)،الأمر الذي يتطلب استشعار عظمة الله بتلاوته، كأنه هو المقصود بالخطاب القرآني، حتى يتحقق عنده الإحساس المؤمن كأنه عليه نزل، وذلك بقصد التمكن من الإبحار بوعي في فضاءات إحاطة القران الكلية بحقائق هذا الوجود، والنجاح في تلمس ما يمكن تلمسه منها.
على ان من المفيد عند محاولة فهم معاني القرآن بجانب منهجية التدبر، الرجوع إلى المشهور من مراجع التفسير التي تهتم ببيان المعنى،بهدف التسلح بمعرفة كافية في علوم القران، بقصد المساعدة في الاقتراب المتجسد من مرادات النص على مقاصده،وبعكسه فان القراءة المشوشة،لا تحقق لصاحبها الغرض المنشود،حيث ستكون كحاطب ليل. ولعل ما ورد في الأثر من أحاديث بهذا الصدد من انه (سيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء،لا يجاوز تراقيهم)،يؤشر حقيقة هكذا حال،ويرسم صورة حية لواقع الكثير من القراءات المعاصرة،سواء منها غير المتدبرة،أو المفتئتة، التي لا تزيد صاحبها إلا ضلالا عن السبيل القويم المستهدف من وراء منهجية التدبر.
ولعل الوقوف على الحقائق المكتشفة التي اثبتتها الأبحاث العلمية المعاصرة أيضا ، والتي تعتمد على التجارب الحسية،تزيد اليقين،بإعجاز الاحاطة القراني،وتقطع بدقة آلية التوافق المتناغمة، التي تحكم العلاقة بين تلك الحقائق الكونية،مصداقا للقانون الالهي الضابط لهذه الإحاطة المطلقة، التي تأبى العفوية التي لا تتجلى تداعياتها إلا بالفوضى والتخبط،الأمر الذي يرسخ الإيمان المطلق بالإرادة المركزية الحرة للخالق،والقصدية الهادفة، والدراية المطلقة بهذه الإحاطة المعجزة، التي تتجلى بوضوح للإنسان بالبحث والتدبر معا،يوما بعد آخر، مصداقا لمعيارية التبيين والاستبانة على قاعدة (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)،حيث لم يحصل أبدا أن تقاطعت حقيقة كونية مكتشفة علميا، بعدما تبينت لمتدبر القران الباحث في الآفاق، مع حقائق احاطة القران الكلية بتفاصيل الوجود حتى الان.وبذلك يتحقق حصول اليقين التام في القلب بهذه الحقيقة على قاعدة(هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ)،وهذا ما يؤكد بالملموس العملي، أن هذا القرآن يهدي المؤمنين الذين يفهمون مراد الله على حقيقة مقصوده،إلى العلم اليقيني الصحيح بإلهية مصدرية القران،ويدفع عنهم الشك والريب الذي يساور معطلي حركة العقل السوي، عن ممارسة وظيفته الكبرى في تبين الحق، وكشفه في ثنايا احاطة القران الكلية من خلال البحث العلمي، والتدبر العقلي،حيث تترسخ بإعجاز الإحاطة القرآني المدهش،حقيقة الهية القران على وجه القطع المطلق على قاعدة(ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) من ناحية اخرى،من دون حاجة للدخول في مماحكات لا طائل من ورائها،مما قد يثيره المتنطعون للتشكيك المغرض في إعجاز يقينية إحاطة القران بحقائق الوجود،وبذلك يزداد الذين امنوا ايمانا فوق ايمانهم.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقة صادمة
- اجهزة التواصل الرقمي الذكية..المنافع والسلبيات
- قرية ايام زمان..قصة قصيرة
- الثقافة العربية..استلاب المعاصرة وتيبس الاصالة
- الرطانة تهدد فصاحة اللسان العربي بالمسخ
- شاي على نار حطب
- العمالة الوافدة في الخليج العربي..تحديات الحاضر ومخاطر المست ...
- ايقاع العصرنة ..تحديات الاستلاب وضرولرات التحديث
- سماحة الإسلام في التعامل مع الغير
- حسين اليوسف الزويد..وحسن الجار ونكتة اقتدار تكامل نظم الزهير ...
- في ذكرى النكبة
- شجرة الزعرور
- العرب..والتعددية القطبية الدولية الناشئة
- تداعيات الربيع العربي على الحركة العمالية العربية
- الاستاذ زهير جلميران في ذاكرة الجيل الاول من طلابه
- القمر.. والليل.. والسهر.. في ذاكرة ايام زمان
- الكمأ.. والربيع في ذاكرة الماضي
- في ظاهرة الحنين الى الماضي
- اقتيات على ذكريات الماضي
- الشاعر معد الجبوري.. وجدل التوحد مع درة المدن ام الربيعين


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نايف عبوش - الاحاطة الكلية للقران الكريم بحقائق الوجوحود