أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد حبش كنو - هل خالفت تونس حقا شرع الله ..؟؟















المزيد.....

هل خالفت تونس حقا شرع الله ..؟؟


محمد حبش كنو

الحوار المتمدن-العدد: 5621 - 2017 / 8 / 26 - 16:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الخطوة التي اتخذتها تونس بإقرار الزواج المدني والسماح للمسلمة بالزواج بغير المسلم وكذلك مساواتها مع الرجل في الميراث ليست مخالفة لشرع الله بقدر ما هو اجتهاد في الفقه حسب قواعد أصول الفقه وقد سبق لعلماء مسلمين كثر منهم المفكر الإسلامي السوداني الدكتور حسن الترابي أن أفتو بجواز زواج المسلمة من الكتابي قياسا على الرجل حيث لم يرد نص في تحريم ذلك بل ورد نص قرآني مبين بجواز زواج الرجل من أهل الكتاب .

العلماء الذين أفتو بمنع هذا الزواج ليست لديهم أدلة قوية وهم يستدلون بتحريم الزواج من المشركة في القرآن لكن القرآن خص أهل الكتاب بتخصيص معين ولو كان الحكم مطلقا بشرك أهل الكتاب لما سمح للرجل بالزواج منهم وعليه ينتفي القياس الفقهي بالنسبة للمرأة على المشركين ومن باب أولى أن يكون القياس على جواز زواج الرجل من الكتابية بما أن الشرع قد جعل لهم وضعية خاصة تختلف عن وضع المشركين .

الشرع الإسلامي سمح بالزواج من المسيحية واليهودية وهي باقية على دينها تربي أطفاله بنفس منهجها وما تربت عليه وتضع صليبها في بيتها وعلى صدرها وتأكل ما شاءت حسب شرعها ولو كان خنزيرا وتقيم جميع طقوسها كما تريد لأن الشرع حينما سمح بهذا الزواج لم يقل مطلقا بأن يتدخل الزوج في دين زوجته أو مأكلها أو مشربها أو ممارسة طقوس دينها أو حتى محاولة تغيير دينها بسبب الخوف على أولاده من أن ينجرو لدين أمهم ولم يتطرق الشرع أبدا لهذه الأمور بل أمر أن تكون هناك مودة ورحمة بين الأزواج مطلقا دون أن يخصص شيئا للمسلمين أو يمنع شيئا عن الآخرين .

إذا فهمنا ما سبق نفهم أن التشدد في الدين والنظرة الدونية للآخر المختلف دينيا هي فكرة مجتمعية أو مذهبية وليست دينية أبدا وبما أن القرآن سمح للرجل بأن يتزوج المسيحية واليهودية فيجوز ذلك للمرأة أيضا لأن الخطاب القرآني في مجمله موجه للذكور أو هو بصيغة المذكر لكن حكمه للجنسين وهذا يشمل أكثر من تسعين في المئة من الخطاب القرآني سوى آيات قليلة ورد فيها ذكر المؤمنات مع المؤمنين أو ذكر الزانية والسارقة أما ما تبقى فكله بصيغة المذكر من أحكام الصلاة والزكاة والصيام والحج وما إلى ذلك من الأوامر والعبادات .

حجة المعترضين بعدم جواز هذا الزواج أنهم يقولون أن هذا النص ورد للمذكر فقط ولو كان كلامهم صحيحا لانتفت غالبية الأحكام الإسلامية عن المرأة باعتبار أن أغلب الصيغ وردت باسم المذكر سواء المفرد المذكر أو الجمع المذكر و الحقيقة أن العلماء يقولون بأن الصيغ هذه وردت باسم المذكر وتشمل الإناث أيضا وعليه فذلك النص الذي يبيح للرجل الزواج من الكتابية يندرج تحت ذلك البند وحتى لو افترضنا أن النص للرجل فقط فأين النص الذي يحرمه للمرأة وإن لم يوجد فالأصل في الأشياء الإباحة كما هي القاعدة الفقهية المعروفة .

القضية الثانية التي أثارت الجدل وركزو عليها أكثر من القضية الأولى هي قضية الميراث واعتبرو أنها مخالفة صريحة لكتاب الله والحقيقة أن الميراث من حقوق العباد وليست من حقوق الله بمعنى أوضح فالشرع قسم الحقوق إلى شقين هي حقوق الله مثل الصلاة والصيام والحج وباقي العبادات وحقوق العباد وهي رد الأمانات والميراث و كل ما يتعلق بشؤون الناس ولذلك فإن حقوق الناس يمكن التفاهم عليها بين البشر عكس حقوق الله ولنضرب مثالا توضيحيا على ذلك فإذا افترضنا أن امرأة بعد أن أخذت حقها من الميراث حسب ما فصل الشرع ثم تنازلت عن ربع ذلك الميراث أو نصفه أو جميعه لأخيها لسبب ما كأن تكون غنية وأخوها فقيرا أو حتى بدون سبب فإن ذلك جائز شرعا وكذلك لو فعل الأخ ذلك وتنازل لأخته بجزء من حقه لتأخذ مثله النصف أو أكثر أو أقل فإن ذلك جائز شرعا ما دام برضى النفس والتفاهم بين الطرفين لأنها من حقوق العباد وليست صلاة أو صياما يتصرف فيها العبد كيفما يشاء .

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن المساواة في الميراث يعتير إعادة ترتيب لقسمة الميراث بحيث يصبح مثل القسمة الأولى كما حدد الشرع بمعنى أن المرأة حين تأخذ النصف كاملا فإنها بالمقابل لن تأخذ نفقتها من أخيها لأن الشرع حين جعل للذكر مثل حظ الأنثيين فإنه بالمقابل فرض النفقة على الرجل و عليه فإن المرأة تحتفظ بحصتها كاملة ثم يصرف عليها الرجل من قسمته وعند تحديد مبدأ المناصفة تنتفي النفقة إلا بالرضا ويصبح كل واحد حرا في ماله وترسيم خطوط حياته .

مبدأ التفاهم في الحالة التونسية هو أشمل حيث لا يكون بين أخ وأخته بل تتفاهم عليها الدولة باعتبارها سلطة تستمد شرعيتها من الشعب الذي انتخبها وهي أدرى بما يوافق طبيعة العصر حيث أصبحت للمرأة استقلالية أكثر وأصبحت تعمل وتشارك الرجل في جميع مناحي الحياة ولذلك كان لا بد من ترتيب حصتها في حقها وهناك مثال في التاريخ الإسلامي شبيه من ناحية الفعل بهذا حيث ألغى عمر ابن الخطاب سهم المؤلفة قلوبهم الثابت في القرآن باعتبار أن الإسلام قويت شوكته ولم يعد هناك داع لهذا السهم كونه من حقوق العباد التي أسلفنا ذكرها وليست من حقوق الله وعليه لم يكن يستطيع عمر أن يلغي الصلاة أو الصيام في عام المجاعة كما ألغى حد السرقة لأن تلك من حقوق الله وهذه من حقوق العباد وهذا دليل أن بعض الأحكام تتطور مع العصر بما يناسبها وهذا شأن يختص به العلماء وولاة الأمور .

في المحصلة فإن اعتراض مؤسسة الأزهر لم يكن دينيا بقدر ما كان سياسيا وأنا كأزهري عارف بخبايا هذه المؤسسة فإني أجد أن مصر تخشى من انتقال الداء التونسي إليها كما انتقلت الثورة سابقا و تكون هناك مطالبات بالزواج المدني باعتبار أن هذا الزواج خط أحمر لدى الطرفين مسلمين ومسيحيين وقد تؤدي لمشاكل طائفية خامدة تدمر البلد عكس تونس التي لا تتجاوز فيها نسبة المسيحيين خمسة وعشرين ألفا على أكثر تقدير ولو كانت القضية تتعلق بتطبيق شرع الله لطالب الأزهر بتطبيق الحدود الشرعية كحد السرقة في الدول الإسلامية بما فيها مصر نفسها بما أن الحدود قطعية الدلالة وقال فيها القرآن ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون عكس الزواج من الكتابي الذي لا نص بتحريمه وعكس ما يتعلق بحقوق العباد وما يرونه مما ينفع دنياهم ولكن للأسف أصبح علماء الدين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ويتكلمون عما يرضي السلاطين ويسكتون عما لا يرضيهم وقد بلغ الأمر بمعتوه مثل وجدي غنيم المقيم في تركيا بتكفير الشعب التونسي كله رغم أنه هو نفسه مقيم في دولة أشد علمانية من تونس ورغم ذلك يمتدحها ويمجدها هي ورئيسها على مدار اليوم .



#محمد_حبش_كنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تستطيع الهروب من الله ..؟؟
- إنتهت الأزمة و هذا ما يلوح بالأفق في سوريا
- العرس في الرقة والطبل في عفرين .. ماذا تريد تركيا من عفرين . ...
- شريف باشا باق ويتمدد ..!!!
- ماذا يقصد فورد بقوله سيندم الأكراد على ثقتهم بأمريكا ..؟؟
- الجذور الخفية لعلاقة بريطانيا بالجماعات الإسلامية المتطرفة
- الإسلام في زمن الكوليرا
- القاصر السوري مجرم أم ضحية المجرمين ؟
- من المسؤول عن تفجير الكنائس في مصر .. الدولة أم الإسلاميون أ ...
- أين كنتم يوم كانت باقية وتتمدد ..؟؟
- مهاباد أول جمهورية وأول علم وأول نشيد
- تصفية بشار الأسد
- الإخوان المسلمون جذر الإرهاب
- تأثير مفهوم الألوهية على شكل نظام الحكم
- الشيعة والسنة من يمثل الإسلام ..؟
- الإسلام الحقيقي بين الواقع والخيال
- قصيدة أبنة الشمس
- أبنة الشمس
- أزمة العقل العربي
- داعش داعرة الحي


المزيد.....




- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد حبش كنو - هل خالفت تونس حقا شرع الله ..؟؟