أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - القدس في قلوب وعقول عشاقها














المزيد.....

القدس في قلوب وعقول عشاقها


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5620 - 2017 / 8 / 25 - 22:30
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
القدس في قلوب وعقول عشاقها
صدرت مجموعة "عشّاق المدينة" القصصيّة، باكورة اصدارات الكاتبة المقدسيّة نزهة الرّملاوي في الأيّام القليلة الماضية. وتقع المجموعة التي حمل غلافها لوحة للفنّان شهاب القواسمي، وصمّمته رشا السرميطي في 155 صفحة من الحجم المتوسّط.
يشكلّ هذا الكتاب إضافة متميّزة لما كتب عن المدينة المقدّسة، مع التّأكيد على أهمّيّة كلّ ما يكتب عن القدس الشّريف، بوّابة السّماء، وجنّة الأرض والسّماوات، معراج خاتم النّبيّين ومهد السّيّد المسيح.
وعودة إلى العنوان، "عشّاق المدينة" فهو عنوان لافت، فالمدينة وصف يطلقه أبناء الرّيف على أقرب مدينة إليهم، لكنّ القدس الشّريف هي عنوان التّمدّن في فلسطين التّاريخيّة، بل في بلاد الشّام كلها. وهذه المدينة التّاريخيّة مهوى أفئدة العرب مسلمين ومسيحيّين، ففيها المسجد الأقصى معراج الرّسول وأحد المساجد الثّلاثة التي تشدّ إليها الرّحال، وفيها كنيسة القيامة أشهر الكنائس المسيحيّة التي تحوي قبر السّيد المسيح حسب المعتقد المسيحيّ، إضافة إلى عشرات المساجد والزّوايا والتّكايا، والكنائس والأديرة والمقابر التّاريخيّة، إضافة إلى سورها العظيم الذي يزيد عمره على الخمسماية عام.
والقدس مدينة تاريخيّة يزيد عمرها على ستّة آلاف عام، بناها اليبوسيّون العرب، ولم ينقطع الوجود العربيّ فيها يوما، مع ما تعرّضت له من غزوات واحتلالات ومذابح همجيّة عبر تاريخها.
والقدس هي العاصمة السّياسيّة، الدّينيّة، الاقتصاديّة، الثّقافيّة، الحضاريّة لشعبها العربيّ الفلسطينيّ، وهي مدينة التّعدّديّة الثقافيّة التي شهدت تعاقب حضارات عليها.
من هنا فإنّ القدس عشيقة الفلسطينيّين خاصّة والعرب عامّة، مسلمين ومسيحيّين، يحضنونها بقلوبهم وعقولهم وعيونهم.
وواضح من خلال النّصوص التي كتبتها نزهة الرّملاوي، أنّ الكاتبة مسكونة بالقدس التي تسكنها، وهذا شأن كلّ من ارتاد المدينة متعبّدا أو زائرا، واستنشق نسيمها العليل، وتجوّل في حاراتها، أسواقها، أزقّتها، وشرب من مائها، واستنشق رائحة عبق تاريخها الذي لا يكذب.
ويلاحظ أنّ الكاتبة طرقت أكثر من موضوع يتعلّق بالقدس، فقد وصفت البيت والحوش المقدسيّ الذي تسكنه أكثر من أسرة، والأواني التي كانت تستعمل في هذا البيت، وتطرّقت إلى بيوت في القدس الغربيّة تمّ تهجير مالكيها منها في نكبة العام 1948، وأخرى في القدس القديمة هُجّر مالكوها في حرب حزيران 1967، وهدم البيوت ومعاناة المقدسيّين تحت الاحتلال، تجوّلت في حارات المدينة القديمة، ووصفت جوانب من واقعها المعاش في ستّينات القرن العشرين وما تلتها، "واستحضرت ذاكرة طفلة عاشت المرحلة، فشدها دفء الحارات، وحضن الجيران، ولمّة الأحباب، وأغان وتراتيل تنتشر كالبّخور في الأجواء" ص10، ويلاحظ أنّ الكاتبة طرقت أبواب الأعراس وسجّلت بعض الأغاني الشّعبية، ولم يفتها الحديث عن الحبّ العذريّ في مرحلة الصّبا بين الفتيان والفتيات في مرحلة عمريّة معيّنة، قد تكون بداية البلوغ والمراهقة، طرقت أبواب لقاء النّساء المقدسيّات وتجمعهنّ في بيت أحداهنّ يأكلن الحلويّات ويستمعن لأغاني مطربي تلك المرحلة. ولم يغب عنها أيضا حنين من هجّروا من المدينة بسبب ويلات الحروب، حنينهم لبيوتهم وأحبّتهم، واستذكار بعض من سقطوا إلى قمّة المجد شهداء وهم يدافعون عن مدينتهم.
المرأة في المجموعة القصصيّة: ركّزت الكاتبة في نصوصها على المرأة ومعاناتها بشكل لافت، فللمرأة الدّور الرئيس في هذه النّصوص، فهي الطفلة الحالمة، والزّوجة والجدّة التي تحمل همومها وهموم غيرها، وهي التي تضحّي من أجل غيرها. وكان لافتا في قصّة "ملكة" تلك الفتاة الجميلة التي عانت من إعاقة معيّنة، فاضطهدها الجميع، وفي مقدّمتهم أبوها، إلى أن توفيّت بصمت في كروم عنب الأسرة في الخليل، وقد تكون ماتت مسمومة بالمبيدات التي يرشّون بها أشجار العنب.
التّصنيف الأدبيّ: أطلقت الكاتبة على نصوصها "مجموعة قصصيّة"، والقارئ لهذه النّصوص سيجد بعضا منها قصصا، في حين أنّ البعض الآخر عبارة عن مذكّرات،
تستذكرها الكاتبة التي قد تكون هي نفسها تلك الطفلة التي كانت تحلم وتروي وتسرد وتحكي، وبعض من هذه النّصوص بوح يسكن دواخل الكاتبة المسكونة بالمدينة إلى درجة العشق والوجد.
اللغة: لغة الكاتبة فصيحة بليغة، وفيها الكثير من المقاطع الشّعريّة.
ملاحظة: سيجد القارئ لهذه القصص نفسه أمام متواليات سرديّة، لو تأنّت الكاتبة عليها قليلا، لقدّمتها على شكل رواية، ومن ينتبه لهذه السّرديّات التي لا ينقصها عنصر التّشويق سيجد أنّها مترابطة وقريبة كثيرا من السّرد الرّوائي.
25-8-2017



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- الهرولة إلى مزابل التاريخ
- بدون مؤاخذة- الأقصى والفرص الضائعة
- بدون مؤاخذة- الفلسطينيون وجحا وحماره
- تقديم د. خضر محجز لثقافة الهبل
- صدور ثقافة الهبل وتقديس الجهل
- بدون مؤاخذة-ارحمونا من المناكفات
- بدون مؤاخذة- عنجهية القوة خاسرة دائما
- سرديّة اللفتاويّة في ندوة اليوم السابع
- دعسوقة طارق المهلوس في القدس
- بدون مؤاخذة- الأقصى ليس بحاجة لحماية الاسرائيليين
- بدون مؤاخذة- أزمة الأقصى سياسية وليست أمنية
- بدون مؤاخذة- حكومة نتنياهو تشعل الحرب الدينية
- طير بأربعة أجنحة في اليوم السابع
- ريتا عودة والحب المباغت
- بدون مؤاخذة- الصلاة بالعبرية الفصحى
- -زهرة في حوض الرّب- في اليوم السّابع
- زهرة سعاد المحتسب في حوض الرّب
- وداعا أبا سميح
- وسادة جمعة السمان عش دبابير في اليوم السّابع
- بدون مؤاخذة- اللاجئون العرب بين دول الكفر والايمان


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - القدس في قلوب وعقول عشاقها