|
البرغوث يضع قدميه في عين العملاق
سلام كاظم فرج
الحوار المتمدن-العدد: 5620 - 2017 / 8 / 25 - 17:06
المحور:
الادب والفن
البرغوث يضع قدميه في عين العملاق... سلام كاظم فرج.. صدمني , بل صفعني.. شعار غبي منشور في الفيسبوك.. يقول الشعار المكتوب بيد احد شعراء قصيدة النثر العراقيين المعروفين..( الطامة الكبرى ان شعراء القصيدة العمودية يعتقدون ان توفر الوزن والقافية في ما يكتبون يجعلهم يظنون ان ما يكتبونه شعرا..)..في سورة غضب حاد كتبت معلقا.( والطامة الصغرى ! ان بعض شعراء قصيدة النثر يعتقدون ان جورج جرداق ليس بشاعر..!!).. لكنني عدلت عن الضغط على زر الارسال ونسيت الامر تماما.. هذا الرجل المتشوعر ( اصطلاح جديد !!) يعاني من إضطراب بنيوي في تفكيره ..) فلو قال مثلا ان بعض شعراء قصيدة العمود يعتقدون .. كذا وكذا.. لاتفقنا معه ولمر الامر بسلام ولجنب ذوق القاريء أذى محتمل.. لكن جهله المعرفي منعه من التبعيض في قول رأيه.. فشمل هاشتاغه(لافتته او شعاره..) ــ وهو لا يعلم ــ شوقي والجواهري وكل عملاق في شعر العرب.. لقد رأيت قدميه الدقيقتين والجميلتين كأرجل البرغوث وهي تزحف صوب عين العملاق.. وهنا أقول لأصدقائي شعراء ما يسمى بقصيدة النثر العربية ان كل ما كتب ويكتب عربيا تحت ظلال قصيدة النثر منذ بواكيرها وإلى اليوم.. كل ماكتبه الكبير والرائع محمد الماغوط. كل ماكتبه الفيلسوف والمفكر الشاعر ادونيس. كل ماكتبه سليم بركات وأنسي الحاج.. وكل ماكتبه الرهط الذي جاء بعدهم. لايعادل في شعريته وجماليته وفي صوره الباهرة قصيدة قالها عمر بن ام كلثوم... ولا يعادل في ميزان الشعرية والجمال قصيدة غنتها ام كلثوم لجورج جرداق.. تعالوا معي لنتأمل هذا المقطع ونقارن.. يقول جورج جرداق // ياحبيبي طاب الهوى ماعلينا لو حملنا الأيام في راحتينا صدفة أهدت الوجود الينا وأتاحت لقائنا فالتقينا في بحار تئن فيها الرياح..ضاع فيها المجداف والملاح كم أذل الفراق منا لقاء.. كل ليل إذا التقينا صباح.. وكان قد قال قبلها : بعد حين يبدل الحب داره والعصافير تهجر الاوكارا.. وديار كانت قديما ديارا سترانا كما نراها قفارا سوف تلهو بنا الليالي وتسخر فتعال احبك الان أكثر.. تعالوا معي أيها الأصدقاء شعراء قصيدة النثر لنقرأ ما سطرته أنامل محمد مهدي الجواهري العبقرية :: يا (أم عوفٍ ) عــجــيــبـــاتٌ ليــاليــنا
يُـــدنـيـنَ أهـــــواءنا القصوى ويُقصينا
في كـــل يـــومٍ بلا وعـــيٍ ولا سببٍ
يُنزلن ناســـاً على حـــكـــــمٍ ويعلينا
يَدفن شــــهــدَ ابتسامٍ في مراشفنا
عــــــذباً بــعــلــقــم دمـعٍ في مآقينا
يا (أم عوفٍ ) ومــــا يُـــدريك ما خبأت لنا المـــقــاديــرُ مــــن عُقبى ويدرينا
أنَــى وكـــيـــف ســيرحي من أعنتنا تَطوافُنا .. ومــــتى تُلقى مـــراسينا؟
أزرى بأبيات أشـــعـــــارٍ تـــقاذفـــــنا بيتٌ من ( الشَـــعَـــرِ المفتول ) يؤوينا
عِـــشـــنـا لها حِـــقــبــاً جُلى ندلَّلُها فــتــجــتــويــنــا .. ونُعــلــيـها فتُدنينا
تــقـــتــات من لحـمــنا غضاً وتُسغِبنا وتـســتـقــي دمــنا مـحـضـاً وتُظمينا
يا ( أم عــــــوفٍ ) بلوح الغيب موعدنا هـــنا وعــــندك أضـــيافــــنا تَلاقــيـنا
لم يــبــرح العــامُ تِــلوَ العــامِ يَقــذِفنا فــي كــلِّ يــومٍ بـمــومـــاةٍ ويــرمــينا
زواحـــفاً نــرتــمــي آنـــاً .. وآونــــــةً مــصـــعِّـــــدين بأجـــــواء شــــواهينا
مُزعـــزعـــين كـــأن الجــــنَّ تُسلمنا للـــريح تـــنـشُرنا حـــــيناً وتـــطــوينا
حـــتى نـــزلنا بــســاحٍ منك مُحتضِنٍ رأد الضــحى والنــدى والرمل والطينا
مفيئٍ بالجــــواء الطـــــلق مُنصـــلتٍ للشــمــس تجـــدع منه الريح عرنينا
خِــلــتُ الســمـــاء بـها تهوي لتلثمهُ والنـــجــم يــســمـح من أعطافه لينا
فيه عـــطـــفنا لمــيدانِ الصِّــبا رسناً كـــاد التـــصـــرُّمُ يــلـويــــه ويــلــوينا
يا ( أم عـــــــــــــــوفٍ ) وما آهُ بنافعةٍ آه عــــلى عــــابثٍ رَخْـــــصٍ لماضينا
عــــلى خـــضيــلٍ أعـــــارته طلاقتها شـــمـــس الربــيــعِ وأهدته الرياحينا
ســـالتْ لِطـــافـاً به أصباحنا ومشتْ بالمـــنِ تــنــطِـــفُ والســلوى ليالينا وتعالو لنقرأ معا ما قاله شوقي : لم أدر ما طِيبُ العِناقِ على الهــــــوى حتى ترفَّـــــق ساعـــــــــدي فطـــــواك وتأَوَّدَتْ أَعطافُ بانِـــــــــك فـــي يــدي واحمرّ من خَفَـــــــــرَيْهمـــــــا خـــدّاك ودخَلْتُ في ليليـن فَرْعِــــك والُّدجـــــى ولثمـــــــــتُ كالصّبــح المنـــوِّرِ فــــاكِ ووجدْتُ في كُنْهِ الجوانـــــحِ نَشْـــــــوَةً من طيب فيك ، ومن سُــــلاف لَمَــــــاك وتعطَّـلَتْ لغــــــةُ الكـــــلامِ وخاطــــبَتْ عَيْنَىَّ فــــي لغــــة الهــــوى عـــــيناك ومَحَوْتُ كلَّ لُبانــــةٍ مــــن خاطـــــري ونَسِيتُ كــــــلَّ تَعاتُـــبٍ وتشـاكـــــــي لا أمسِ من عمرِ الزمـــــــــان ولا غَــدٌ جُمِع الزمــــــانُ فكــــان يــــومَ رِضــاك... ويقول شوقي أيضا : مضناك جفاه مرقده .. و بكاه و رحم عوده حيران القلب معذبه .. مقروح الجفن مسهده يستهوي الورق تأوهه .. و يذيب الصخر تنهده و يناجي النجم و يتعبه .. و يقيم الليل و يقعده الحسن حلفت بيوسفه .. و السورة أنك مفرده وتمنت كل مقطعة .. يدها لو تبعث تشهده جحدت عيناك زكي دمي .. أكذلك خدك يجحده قد عز شهودي اذ رمتا .. فأشرت لخدك أشهده بيني فى الحب و بينك ما .. لا يقدر واش يفسده مابال العاذل يفتح لي .. باب السلوان و أوصده و يقول تكاد تجن به .. فأقول و أوشك أعبده مولاي و روحي فى يده .. قد ضيعها ، سلمت يده ناقوس القلب يدق له .. و حنايا الأضلع معبده قسما بثنايا لؤلؤه .. قسم الياقوت منضده ما خنت هواك ولا خطرت .. سلوى بالقلب تبرده ان انحيازي لشعراء القصيدة العربية الفخمة الجزلة لا يعني تراجعا عن مواقفي السابقة في الدفاع عن ما سمي بقصيدة النثر العربية والتي هي نتاج مرحلة حاكمة اوجبت ولادتها ونموها وكان ذلك على يد نخبة من المجددين يأتي في مقدمتهم الماغوط الكبيرالذي قال عنه محمود درويش انك تربكنا...الموضوعية تدعونا لقول الحقيقة ان انبثاق قصيدة النثر ينم عن عجز في التواصل مع لغتنا الام وما تختزن من عبقرية ومراوغة وبلاغة .. ان شعراء قصيدة النثر العرب في يومنا هذا هم أبناء (والولد من تباعيض ابويه .. ابتسم ..!!) المتحدثين باللغة الهابطة الركيكة الناسية او المتناسية فخامة اللغة القديمة وعبقريتها.. ان طول الطريق وقلة الزاد اللغوي (وليس المعرفي..) ووحشة السفر الممتد من نهاية العصر العباسي ليومنا هذا.. وتنائي لغتنا عنا وتجافينا الذي ناب عن طيب لقيانا لها .. امنا العجوز التي ماتت مذ غزا هولاكو بغداذ جعل الشعر القديم صعب المجتنى.. ومن هنا يجب الاعتراف ان اللجوء الى قصيدة النثر والاحتماء بها ضرورة حاكمة لكنه ينم عن عجز في محاكاة أجدادنا القدامى سواء في النطق القويم أوالكتابة القويمة.. هو ضعف وعجز.. من هنا ينبغي الاحتفاء بقصيدة النثر دون التورط بالنيل من أولئك الكبار في الشعر والغنائية والفكر والحكمة..والجمال... المجمل في ما نقول ان صاحبنا وزميلنا العزيز الذي ظن وبعض الظن أثم ان مايكتبه يشرعن له القران من حسناء الوجود (القصيدة..) ويمنحه مباركة كهنة الشعر.. ويعطيه الحق في نسف منجز عباقرة الشعر العربي على مر العصور.. نقول له ان ما كتبته وتكتبه انت وجميع الرهط اللاهث خلف المفردات الغريبة لايعدو اكثر من طلق مؤلم لحبل (حمل ) كاذب..
#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن السينما الاميركية....
-
بضاعتنا ردت الينا ..( عن الاستشراق..)
-
أرق سببه صالح الطائي
-
الاستشراق والاعلام وما بينهما
-
همهمات زارا قبل موته
-
الاسس الموضوعية لانبثاق الحشد الشعبي ونهضته...
-
الإشتغال على إلا... قصيدة نثر
-
الجلاوزة والجلواز وعلي الوردي
-
لايوجد شيء ودي على الاطلاق
-
نص نموذجي لقصيدة النثر العربية المعاصرة (في ذمة المعري لأسعد
...
-
ضعفاء (قصيدة نثر )
-
دينا نبيل والسرد الرسالي الملتزم
-
تخبط المثقف العربي /وخطاب الدكتور حيدر العبادي الاجتماعي
-
المفكر حين يكون قاصا..(نقد)
-
سولة .... قصيدة نثر
-
متن صحيح ومقدمة خاطئة (رد على مقالتي صائب خليل وعبدالله عباس
...
-
الساعة تتقدم الى الامام حتما ..( نقد)
-
بعوضة في حساء حسن العلوي
-
كن نابح ليل... قصيدة..
-
ذوو الرؤوس السود (تهويمات سلامية في وقته الضائع )
المزيد.....
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|