نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5620 - 2017 / 8 / 25 - 14:03
المحور:
الادب والفن
"13"
الجامعةُ هي ذلك المكانُ الحلم. يفكّر به الإنسانُ منذُ طفولته، أمل وشاطر في الجامعة الآن .الطلاّبُ يروحون ويجيئون مستعجلين ، يبحثون عن المستقبل . ترى أمل شاطر بالصّدفة
-في أيّ كلية تدرسُ الآن ؟
- كلية الآثار .
- أدرس الجغرافيا، قد أتخصّص في الفلك .
- أتخصّصُ في باطن الأرض، وتتخصّصين في النجوم في السماء .
- أرى أنّ هذا المكان يشبهُ محميةَ الأحلام التي زرعنا فيها أقلامنا .جميع الطلاب الذين نلتقي بهم لديهم أحلام، وجوههم الباسمة تدفعُ إلى التفاؤل . معَ هذا أتمنى أن أعودَ للحظاتٍ لذلكَ المكان كي أتذكّر طفولتي ، أصبحت شجرة الأحلام تعانقني كلّ ليلة. مليئة بالأقلام من كلّ الألوان ، البارحةُ رأيتها في حلمي، طلبتُ منها أن تجلبَ لي قلماً بلون النار كي أرسم به النجوم .
- أحسدُك . أتمنى أن تزورني في الحلم . أنا حتى الآن لا أعرف شكلها . لكنني أودعتها أسراري ،سيأتي اليوم الذي تزورني فيه . في حلمي أو في الواقع. عندما أحصلُ على الشهادة ، وأبدأ حياتي العملية .
- أتذكرُ يوم غنينا معاً للمطر؟
- نعم . أذكرُ، نسيتُ أن أقولَ لك شيئاً : جلبتُ لك وردةً صغيرةً أخرى هدية من وردة قرب الشجرة ، جففتها في كتابي . هاهي .
- ما أجملها ! أحسُّ بروح الأحلام فيها .شكراً لك .
"14"
ما أسرعَ الزمن! يسابقُنا،ويرحلُ بنا إلى المستقبل . نكبرُ وفي قلوبنا يعيشُ طفلٌ . عندما تلمُّ بنا الصعوباتُ نتمنى لو نعودُ إلى الماضي .
شاطر يائسٌ بعدَ وفاةِ أمّهِ، ناقمٌ على العالم . تحاولُ أمل أن تهدئ من روعه :
- إنّهُ مصابٌ جلل .هذه هي الحياةُ .ليست كلّها هناء . والدتك عاشت حياتها ، وعليك أن تعيش حياتك أيضاً .
- أنا حزينٌ لأنني لم أرَها منذُ ستةِ أشهر. ذهبتُ في العطلةِ إلى رحلةٍ إلى الجبالِ ، رغبتُ أن أرى الثلجَ الأبيض. ماتتْ في غيابي .لن أنسى ذلك ما حييت .
- دعنا نذهبُ في عطلةِ نهايةِ الأسبوع إلى البلدة لعدّةِ ساعاتٍ . نزور قبرها . تقف عند رأسها، وتسألها أن تسامحك ،نزورُ شجرة أحلامنا .أم أنّكَ نسيتها ؟
- فعلاً نسيتها . موتُ أمي أوقف تفكيري . كيف سأدخلُ المنزلَ ولا أجدها أمامي .أفكّرُ أن لا أذهب أبداً، أو أنني سأذهب مادمتِ معي .
بعدَ زيارة القبرِ ، والوقوفِ قربَ مكان أحلام الطفولة. تعدُ الشجرة شاطر أن تجعلَ أمه تراه .
يعودان إلى العاصمة . ينامُ شاطر ودموعه تسيلُ على خديه .
ما هذا الضوء الذي يقتربُ مني ؟ أمي !
- نعم . جئتُ كي أقولُ لك: أحبّك
-أعرفُ ذلك. لماذا تركتني وحيداً ؟
- أنتَ لست وحيداً. روحي ترافقُك على الدوام .ألا تشعرُ بي ؟
- لا تتركيني ! ابقي معي ! قولي أنّكِ لن ترحلي !
- ليته لم يكن حلماً ! أشعرُ بوجودها فعلاً . . .
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟