أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - -عرعار- في ذاكرة التاريخ الجزائري...














المزيد.....

-عرعار- في ذاكرة التاريخ الجزائري...


السيد إبراهيم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5620 - 2017 / 8 / 25 - 00:37
المحور: الادب والفن
    




لم يكن الشهيد رمضان عرعار هو الشهيد الأول أو الأخير في تاريخ الجزائر الحافل بالبطولات والشهداء، ومن المؤكد أن ذاكرة المواطن العربي لن تتسع لكل تاريخ الشهداء الجزائريين الذين ضحوا بدمائهم من أجل جلاء الغاصب الفرنسي المحتل عن أراضيها، غير أن الشاعر الجزائري ياسين عرعار قد أحسن صنعًا حين تناول سيرة هذا الشهيد البطل في كتاب عنه، بعنوان: "الشهيد رمضان عرعار .. رجل من ذاكرة الجزاير"، من بحثه وتحقيقه والذي أصدره عام 2013م في طبعته الأولى عن دَار الكتاب الرقمي للبرمجيات والنشر، سوريا.

أحسن الشاعر عرعار صنعًا أيضًا حين عرَّفَ المواطن العربي في سطور يسيرة جاءت في مقدمة كتابه عن تاريخ الثورات الجزائرية، ليحدد له أي ثورة تلك التي شارك فيها الشهيد عرعار ونال فيها ثواب الشهادة، وليقدم بجلاء أن كِتَاب الشهداء الجزائريين من الكثرة والاتساع حين يضم أسماء شهداء كثر غير رمضان عرعار.

ومن هذه الكتب "سلسلة جهاد شعب الجزائر" لمؤلفه بسام العسلي الذي يقع في خمسة عشر مجلدًا، وكتاب "الثورة الجزائرية في عامها الأول" للدكتور محمد العربي الزبيري، وغيرها من الكتب التي لا يتسع المقام لذكرها.

كما أحسن الشاعر صنعًا حين صدَّرَ الكتاب بإهداء منه تمثل في قصيدة له كتب في تقديمها: إلى شهداء الوطن ورواد ثورة نوفمبر الخالدة بعد خمسين سنة من عمر الحرية البيضاء أُصلِّي، وعنوانها: "صَلاةٌ فِي مِحرَابِ الوَطَن"، قال في نهايتها:

وإلْيَاذةُ الفَخرِ فِينا تضِيءُ تسابِيحها مِن عمِيقِ الحنَايَا
فَرُوحِي فِداءٌ لِأرضِ الشهِيدِ لتحيا بِلادِ بِرغمِ البلايَا
لأنَّكِ أنتِ الجزائرُ قلبي أحِبُكِ حبًا .. عدِيمَ الخطايَا

استعرض الشاعر عرعار حياة الشهيد رمضان عرعار من خلال الوثائق، والوصف الجسماني، والسيرة الحياتية المتعلقة بالنشأة، والتربية، ونوع التعليم، والحياة الاجتماعية، والبيئة المحيطةبه، ثم انتقل إلى حياته السياسية التي بدأها بالانضمام إلى حزب "أحباب البيان والحرية" عام 1945م.
كما ربط الكاتب بين إجادة الشهيد لمهنة القنص والصيد في حياته العملية وبين الحركات الجهادية الأولى له من خلال عدة عمليات صغيرة قام بها منفردًا، ولم تنجح في اصطياد الهدف، بقدر ما كان لها تأثيرها في ردود الأفعال الفرنسية وما أصابها من فزع بين صفوفها، غير أن العملية الناجحة التي أكدت سعي سلطة الاحتلال الفرنسي في طلبه فهي ذبح الإيطالي "نياطسو" صاحب الطاحونة التي كان من خلالها يتجسس لصالح الفرنسيين باستقصاء وجمع المعلومات عن المجاهدين الجزائريين من خلال بعض المواطنين الجزائريين الذين يترددون على الطاحونة، وقد كان هذا العمل بحق عملًا استراتيجيًا هامًا من قبل الثوار.

يقدم الكتاب توثيقًا حول اتصال الشهيد رمضان عرعار بقادة الثورة الجزائرية في الشرق الجزائري، وعددًا من الشخصيات المعروفة، وعددًا من المجاهدين في سوق أهراس موطنه، كما قدم الشهيد ليس نفسه فقط بل منزله أيضًا ليكون مستودعًا للمؤن والسلاح للمجاهدين يلجأون إليه للتزود منه، كما يسجل الكتاب المعارك التي شارك فيها الشهيد عرعار.

لم يفت الشاعر عرعار أن يذكر المواقف الإنسانية من الأبوة الحانية للشهيد عرعار أنه كان يحمل الحلوى والملابس لأطفاله، وهو يأتي بالسلاح من الحدود الجزائرية التونسية، ولقد كان وصفًا صعبًا قاسيًا تهتز له النفوس، وتدمي له القلوب بحق، ذلك حين وصفت "أم الخير" ابنة الشهيد الأحداث الدرامية التي صاحبت استشهاد والدها منذ اللحظة الأولى التي رصدها عساكر الفرنسيين من عبوره للحدود ودخوله بيته بعد غيابٍ دام شهرين.

وكم كان اجتماعًا لم يغب عنه ضوء القمر المتسلل إلى غرفة الشهيد وهو في لباسه العربي وأولاده حوله فرحين بمقدمه وبما جلب لهم، ليباغته جنود الاحتلال بوشاية من بعض الجزائريين بعد محاصرتهم للبيت فترة ثم اقتحامهم لغرفته بكلابهم وجنودهم الكثيرة وبكامل أسلحتهم فيخرجوه أمام أطفاله وهم يودعون خمس رصاصات في صدره الطاهر الجسور، ولم يكن قد فارق الحياة بعد، فقد كان ــ رحمه الله ـ قوي البنية، ليجرونه خارج المنزل بعشرة أمتار ليتقدم القائد الفرنسي بكل خسة ونذالة وحقارة ليودع رأسه بخمس رصاصات أخرى في 23 نوفمبر عام 1956م، ثم يتكلمون عن حقوق الإنسان، وهم يتفاخرون بذبح العرب والمسلمين في كل الأزمنة والأمكنة بطول بلاد العرب والمسلمين دون أن يطرف لهم جفن.

كل ما أستطيع قوله أن الكتاب يستحق القراءة من كل عربي لأنه يلقي بعض الضوء على بعض التاريخ الجزائري الطويل، خاصة خلال الحقبة الفرنسية السوداء في تاريخ الجزائر، ويقف شاهدًا على أن المدنية التي يفاخرون بها قامت على جماجم وعظام ورؤوس العرب من الأطفال والكبار، وكنت أتمنى أن يواصل الشاعر ياسين عرعار مشواره هذا وأن يكون له عودة مع شهداء قدمتهم منطقته، على الأقل، لا كل الجزائر.

وأقول مع الزبيري أن ثورة 1954م كانت ثورة عملاقة بحق تستحق الدراسة حيث تعرضت للإهمال حتى من جيل الإستقلال نفسه، وليس في هذا وفاء للشهداء ومنهم الشهيد رمضان عرعار.




#السيد_إبراهيم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوهاَمٌ مُسْتعَارة
- الإسراء والمعراج .. المعجزة والقصيدة
- فَزَّاعَةُ العَامِّيَّة...
- عندما تتلمذ -الأعلم- على -الأدنى- .. السلجماسي والدباغ أنموذ ...
- طفلة الرؤيا
- تبرئة -ابن سبعين- من القول المشين ..
- عرعار: في ظلال القصيدة والثورة والحوار...
- قصة فانتازيا: ما زالت هناك تطير...
- قصيدة: -ثرثرة-...
- حين يبدع الصامت ... كلمات   حوار مع الأديب التونسي رضا سالم ...
- سامية بن قذيفة: شجيرة في ظل الأدب
- حَرَام
- تنوير محمد حسن كامل .. يبدأ من -اقرأ-..
- 2017 عام الثقافة والإبداع.. -مبادرة قومية لأعوام-
- -فلسفة حياة-... مقدمة الدكتورة رانيا يحي لديوان -رباعيات لما ...
- نِداَءُ الخَلِيلي للإنسان: -سيقررون احترامك-..
- النَثْرُ.. قَصِيدَةٌ تَأبَىَ الرَّحِيل...
- العروض رقميًا مكثفًا.. تمهيدٌ لا تقديم
- الصور والرسوم المسيئة للمسيح
- إقتصاد .. بلا مرجعية [دراسة تطبيقية]


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - -عرعار- في ذاكرة التاريخ الجزائري...