محمد الذهبي
الحوار المتمدن-العدد: 5619 - 2017 / 8 / 24 - 14:42
المحور:
الادب والفن
قل لي ولا تخشَ شيئاً أيها الخَرِفُ
محمد الذهبي
لم يبقَ يا قلبُ إلا بعضُ أُمنيةٍ.............وبعدها يا فؤادي قلْ متى تَقِفُ
قد كنتَ بالآه تُحصي ما تريد هوىً...... فمالك الآن قد تردي بك النُتَفُ
وقفتَ بالأمس تبغي أن ترى قدحاً..واليوم يا قلبُ قد سارت بِكَ الصَدفُ
وقل متى تبتغي أن تستقيل متى......... حتى اخبّرَ من ناموا ومن وقفوا
يا قلب إن الليالي آثرتْ شططاً............فكيف يا قلبُ من بلواك تَغْتَرِفُ
دقاتك الآن تغري الموتَ عَنْ قُرُبٍ..ارجف طويلا فراعي الوجد يرتجفُ
وقد أراكَ كطيرٍ صارَ في شَرَكٍ......... يعالجُ الجنحَ والطعناتُ تختلفُ
أصابكَ الخوفُ أم عشقٌ على هرمٍ...قلْ لي ولا تخشَ شيئاً أيها الخَرِفُ
صبراً على الشعر يا قلبي فربتما........قد يفعلُ الشعرُ مالا تفعلُ النُدَفُ
تلك الدماءُ شرايينٌ ممزقةٌ.................آفاتُها الوجدُ يا قلبي ونعترفُ
ليلُ التوحّدِ هذا شلّ ما تعبتْ.............. بأن تشُلَّ ليالٍ خوفُها عَسَفُ
وأنت مثل الذي راحتْ بوارقهُ...........تهديه كوفتها أو يُهْدِها نجفُ
ذاك الذي في الهوى راحت قصائدهُ...تطرّزُ الليلَ حيناً وهو يعتكفُ
يهوى التي لا تلاقٍ في مودتها...أُخت الخليفةِ فانصاعتْ له النُطَفُ
إيهٍ أبا الطيْبِ هل شاهتْ نواظرهم... أم يا ترى شاهتْ الأبدانُ والسُقُفُ
لا تعذلْ الوجدَ واعذلْ قلبَ مرتجفٍ...يصحو على الهمِّ أو للهمِّ ينعطفُ
أبوابك الآن تبغي من يغلِّقها..........أو قل يريحك منها فهي تنحرفُ
يا قلبُ يكفي فقد مادت بنا قدمٌ...من يرْجعِ اليوم من أزرى به الهدفُ
تلك السنون بواكٍ لاطماتُ لنا... يندبنَ ما شِئْنَ من ماتوا ومن خلفوا
أسهرتها الأمس ويحي أيُّ مكرمةٍ...أن تسهرَ العينُ والأحشاءُ تحترفُ
لا درَّ دري إذا ما الشوق الهبها..............وذا فؤادي لهذا الذنب يقترفُ
أصليهِ ناراً من الأشواق آتيةً........... تذيقهُ ويلَ من صاموا ومن هتفوا
قد شاقني الوجد حتى صرت في ولهٍ...أبصرتُ قلبي من الأحداق يغترفُ
ياليتني كنتُ نبتاً في حدائقها...............ولم أكنْ ما تداري مني الغُرَفُ
#محمد_الذهبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟