أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسماعيل خليل الحسن - ليست المسيحيّة فرّوجا دانمركيّا














المزيد.....

ليست المسيحيّة فرّوجا دانمركيّا


اسماعيل خليل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 1458 - 2006 / 2 / 11 - 09:46
المحور: كتابات ساخرة
    


يتحدثون عن صراع حضارات! و أن الرسوم الكاريكاتيرية الدانمركية السفيهة هي إحدى تجليات ذلك الصراع, ولكني لست أدري كيف تنسجم كلمتا حضارة و صراع مع بعضهما؟! فالحضارة تحاور ولا تصارع, و مجال عملها و مجلاه الفكر و ليس الحلبة, إن ما حدث أشبه بصراع حارات.
لقد أقام العرب حوارا مع الحضارة اليونانيّة عبر الترجمة, و كان لهم فضل نفض الغبار عنها, و الحضارة اليونانيّة تدين للفلسفات المشرقيّة التي كانت مزدهرة قبلها, و لو أنصف الغرب لاعترف بفضل علوم العرب و سائر الثقافات المشرقيّة على نهضتهم, و لكن يعترف بذلك من يتحلّى بأخلاق العلماء , و ينكر و يعاند الجاهلون و السفهاء, وهم يلتحمون اليوم بمن نصب للسيّد المسيح العداء و كاد له, و ينسون أو يتناسون أن المسيح و المسيحيّة هما ابنتا شرقنا أهداهما للإنسانية, كما أهدى بقية الديانات و كثيرا من القيم الأخرى, من علوم و فلسفات. فالمسيحية لم تكن يوما فروّجا دانمركيا ولا هي من شطائر ماكدونالد عسيرة الهضم, و لا هي ماركة مسجلة من نتاج الفبريكة الرأسمالية.
ولو أردت أن ارسم صورة للمسيح لكان وجهه و جه فلسطيني أسمر أجعد الشعر مفعم بالطيبة و المرارة لآن بلده محتلّ من الرومان و سطا على مقدساته أحبار يهود, أما ذاك الوجه الباروني الأشقر بعينيه الـّزرقاوين في أيقوناتهم, و بشرته الطافحة بالنعمة من شرب الحليب البقري على الطريقة الهولندية، فلا يمت للمسيح بصلة.
هذا إذا كانوا يديرون الحلبة باسم المسيحية, ولو وضعنا فكرهم المسيحي اليوم على محك القيم المسيحيّة الحقيقيّة لتبدى لنا أنهم أقرب إلى الوثنيّة, التي عادت و تسربت إلى العقل الغربي و سكنته, فهم أقرب إلى تعدد الآلهة من التوحيد, و المسيح أكبر من أن يفتدي ترومان و هتلر و رامسفلد و سائر آثمي أوروبا و يخلصهم من آثامهم بفدائه نفسه و هو الذي قال: خلص نفسك يا إنسان؟.
لست أنزه الحضارات من بعض السفاهات و الأدران السرطانيّة التي تعلق بها كالطحالب, و هنالك من مدعي الثقافة من يسفـّه هذه الحضارة أو تلك متصيدا سقطاتها, مضخما لهذه السقطات, مقزّما لفعلها الكوني, عاملا بقول أبي الطيب:
" و من يك ذا فم مر مريض .... يجد مرّا به الماء الزّلالا "
حين كان النبي محمّد (ص) يعلّم الأعراب كيف يغتسلون و كيف يأكلون, كانت الدانمرك موطنا لآكلي لحوم البشر. و لكنني أول من يعترف بفضل حضارتهم الماديّة و الإنسانية اليوم, بتنظيمهم مجتمعاتهم على أساس من الديمقراطيّة و حقوق الإنسان. في حين تخلّف شرقنا في هذا المضمار, و أصبح مرتعا للاستبداد و الجهل و أصبحت ردود فعله غوغائيّة رعائيّة بلا فعل حقيقي. ان مرتكب هذه الأفعال يخدع نفسه بأنه خرج منتصرا من المعركة, مصعدا من أهمية فعله, مضخما من قدر نفسه في حين كان أولى به أن يشعر بالتسفـّل.
الآن بعد انطفاء أنوار العرس, لنقوم بجردة حساب, و نتساءل: ماذا قدّم المسلمون دفاعا عن نبيّهم؟ حرق سفارة هنا و هناك!! استعراضات هستيريّة في الشوارع!!الاعنداء على كنيسة!! عرائض و توقيعات!!
و ماذا بعد:
لو جنح خيالي و تخيلت الرسول الكريم يمشي بيننا و يلاحظ, فانـّه سيقول بئس هذه الأمة فيما انحدرت, لقد رقصّها صاحب مجلة سفيه مدسوس من الصهيونية العالميّة, و كأنـّها في مخبر العالم " بافلوف" يجرّب عليها نظرية "الفعل المنعكس الشرطي". لقد ضخـّموا التافه و تفاهته و صنعوا, لكل فاشل ولكل صحيفة فاشلة في أوروبا لا تجد من يقرأها, مجدا ليست أهلا له.
و لكني لا أنصح الرسول الكريم أن يعود فلسوف يتصدى له المشايخ و فقهاء السلاطين و الغلاة حاملو السواطير باعتباره مدّع للنبوة فيستحلون دمه و يكيدون له كما فعلت قريش إبان الدعوة و لكن بمرارة أشد.
و لربما فعلت كلماته و عظاته فعلها في أوروبا فاستعذبتها فآمن بها كثيرون و قد يكون منهم صاحب الصحيفة الضال فينكب على وجهه تائبا معتذرا و لسان حاله يقول: لم يعرفنا أصحابك بحقيقتك فشوهوك لنا و شوهوا تعاليمك فاعذرنا على جهلنا بك.
ولكنني أحب أن يعود أبو الطيّب ليقول بأسى: " يا أمة ضحكت من جهلها الأمم" ثم يضحك و يردد قائلا:
" و ماذا بمصر من المضحكات ... ولكنـّه ضحك كالبكا "
و رحم الله من قال: شـرّ البليّة ما يضحك!! و الضحك أنواع يبدأ بالافترار ثم الابتسام (..) و ينتهي بالطخطخة كأن يستلقي المرء على قفاه فيصوّت: طيخ.. طيخ !!!



#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاريكاتير بالكلمات.. تنويعات شمولية
- زوار الفجر.. طالبو مشورة!!
- برزان التكريتي يحاضر في اللاقانون
- دفاعا عن شريعة الغابة
- الحوار المتمدن ألف لا بأس عليك
- ما بين الأستاذ و العريف بخصوص التعذيب في الجادريّة
- رجعي.. محافظ.. تقدّمي
- يحيى العريضي ومأزق البوليس الثقافي
- بأس فيأس ... فانتحار !!
- تلعفر تدفع تمن نيويورك
- اليعازرة يجتثون معارضيهم
- آن لوزير التقارير أن يرحل
- السطو على الإسلام باسم الإسلام
- جورج حاوي كان عليكم أن تؤمّنوا سيّاراتكم قبل أن تركبوا
- هيثم الخوجة, رضا حداد , جناحاي إلى قمة سيزيف
- سمير قصير لماذا لم تحفظ رأسك يا أخي العربي؟
- الذهنية الدينية العامية: الجزيرة السورية نموذجا
- انتبهوا الحرس القومي قادمون!
- الشعبوية و الديمقراطية
- هل نظام المجلسين هو الأفضل بالنسبة إلى العراق


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسماعيل خليل الحسن - ليست المسيحيّة فرّوجا دانمركيّا