أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر حسين سويري - مدينة الصدر تختنق














المزيد.....


مدينة الصدر تختنق


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 5618 - 2017 / 8 / 23 - 01:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحقيق صحفي
أثناء تجوالنا في مدينة الصدر، شاهدنا كثير من التجاوزات على حقوق الإنسان والمواطن، ولقد أسائنا ذلك فأخذنا بإجراء حوار مع بعض سكنة المنطقة، لمعرفة أسباب هذه التجاوزات، وهل بالإمكان حلها؟
الدكتور عماد محمد البخيتاوي، ماهو رأيك بما يحصل وأنت إبن هذه المدينة؟
فأجاب: من المعروف أن رئة مدينة الصدر تكاد تختنق، بسبب الكثافة السكانية والتجاوزات الكثيرة على بُناها التحتية, فللمدينة ثلاثة شوارع رئيسة تربطها بقناة الجيش, هي شارع(الجوادر) وشارع(الفلاح) وشارع(الداخل), الشارع الأول: مقطوع منذ سنوات لوجود( سوق مريدي ) وتمدده المرعب على الشارع العام والمناطق المجاورة, وبسبب ذلك حصل زخم كبير على الشارعين المتبقيين؛ الشارع الثاني: والمنفذ الأهم وهو شارع( الفلاح ) مهدد بالقطع الآن أيضاً ، لأنَّ بعض الشباب قرروا فجأة إنشاء معارض لبيع وشراء الدرجات النارية و( الستوتات), الأمر الذي نتج عنه زحام شديد في الشارع مساءً, وعلى الرغم من الزحام الخانق والتهديد بقطع الشارع بسبب التوسع المتواصل لهذه المعارض، فإنَّ وجودها يُعد أيضا تهديداً أمنياً إضافياً، كونها هدفاً سهلاً يضم تجمعات حاشدة من الشباب.
ألا يوجد منفذ آخر للمدينة؟
هناك منفذ آخر مهم يربط المدينة بالقناة أيضاً، وهو شارع منطقة(الطالبية), الذي يضم( فلكة(ساحة) 83 ), وهذا المنفذ أيضاً مهدد بالقطع لأن أصحاب(بسطيات) الخضروات والفاكهة قد زحفوا من( علوة ) جميلة إلى أطراف الساحة، التي تعاني أصلاً من زحامات مزمنة.
ما دور أمانة بغداد إذن؟
إن أمانة بغداد والقائد الأمني للمنطقتين مسؤولان عن إنهاء هذه المهزلة, ومسؤولان أيضاً عن إزالة كل التجاوزات على الشوارع والأرصفة والجزرات الوسطية, يا سادة يا كرام الوضع لم يعد يطاق ولا أعلم ما الذي تفعله مؤسسات الدولة وأجهزتها, هل الجلوس وراء المكاتب سيحل مشاكل الناس، التي تحولت إلى أزمات عصية على الحل؟
فتوجهنا بالسؤال إلى السيد(أياد الوائلي( ، برأيكم لماذا لا تأخذ الجهزة المعنية الأجراءات اللازمة بحق المتجاوزين والمتسببين بهذا العمل؟
فأجاب: طبعاً المسألة في غاية الاهمية، وفي غاية الخطورة ايضاً، ولا ادري لماذا تغض النظر عنها مؤسسات الدولة، سواء في ذلك أمانة بغداد او الشرطة او الجيش العراقي المتواجد في أغلب هذه الشوارع والازقة، ولا تحرك تلك المؤسسات ساكناً، فالامر أصبح لا يطاق، ولا يتحمل الصبر عليه، فقطع الشوارع ليس بالأمر الهين، لما يترتب عليه من تبعات عديدة، منها الخطورة الأمنية وصعوبة التنقل فيها، عند الذهاب الى العمل والعودة منه، وكذلك النفايات التي تملأ الشوارع، إضافة إلى تجاوزات أصحاب المحلات والبيوت، على الأرصفة التي أصبحت مطاعم وأسواق وأكشاك، يصعب حتى على الماشي أن يمر بسهولة عليها، والمدينة أصبحت تعيش حالة من الفوضى والعشوائية، فكل شيئ أصبح غير قانوني وغير منظم، فأسواقنا أصبحت في وسط الشارع، غسيل السيارات في وسط الشارع، تربية الماشية في وسط الشارع، الكراجات في وسط الشارع، مجالس العزاء( الفواتح ) في وسط الشارع، وستأتيك عن قريب مواكب اللطم أيضاً في وسط الشارع، ولا يوجد أي واعز ديني أو عقلي ينهى الناس عن فعلهم هذا(لأن من أعظم الكبائر والمحرمات قطع الطرقات).
فما هو الحل برأيك؟
فأجاب وعلامات اليأس باديةٌ على وجهه: لا يوجد هناك حل ولا مغيث، بل ننتظر أن تنزل صاعقة من السماء على هذه المدينة كي تخلصنا من هؤلاء.
عندئذٍ توجهت بالسؤال إلى الإستاذ عماد العتابي: برأيكَ مَن السبب الرايسي للأزمة؟
فأجاب: أعتقد أن الأزمة المستديمة، هي في ذات الناس والمجتمع، الذي لم يعد يحترم أي حقٍ عام أو شخصي حتى، فباتت الأزمة نفسية مركبة، فالشعور بالغبن ملازم، وكذلك طلب الإنتقام من المجتمع، ونصرة الذات المتمردة غالبةً أيضاً، الأدهى من كل الذي ذكرته حضرتك وشاركتك فيه أن الويل والثبور لمن يقف ويقول أن هذا الفعل عيب أو حرام أو تجاوز على حقوق المجتمع، لأنه سيعرض نفسه للتهلكة... نحن في أعظم أزمة إجتماعية في التاريخ!
تأزم الوضع كثيراً وأخذت الإجابات تأخذ مأخذ اليأس والضجر، فبادئ الأمر حمَّل الأخوة مؤسسات الدولة عدم تطبيق القانون ثُمَّ سار بهم الحديث إلى أن ثقافة المواطن والمجتمع هي أيضاً شكلت السبب الرئيس في خلق تلك الأزمة...
إخترق الحديث الأستاذ(عباس تالي العبودي( بمداخلتهِ قائلاً: إخوتي هذا الموقف يذكرني ببني إسرائيل لما قالو لنبي الله موسى عليه السلام: نحن ندعوا والله ولا يستجيب لدعائنا فما نحن صانعون؟ فقال النبي: إن الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم؛ الجميع اليوم ساكت أمام هذه التجاوزات التي ذكرتها إضافةً إلى إلى إنتشار بقع الماء الأسن في وسط الشارع، الذي يُحدث تخسافات وطسات في الشوارع، وكل ذلك بسبب تجاوزات من بعض المطاعم والأكشاك، التي غطت جميع الأرصفة تقريباً، وسؤالي دائماً وأبداً: لماذا تضعف الدولة وتسكت أمام هذه التجاوزات؟!
لكني اليوم عرفتُ بعد أن رأيتُ بعيني أن بعض التجاوزات تُرفع دون أُخرى، ثم تعود التجاوزات المرفوعة إلى العمل بعد دفع المبلغ المُعيَّن؛ إذن فأجهزة الدولة ليست ضعيفة، وإنما فاسدة!
بقي شئ...
إنَّ جميع ما يحصل وسيحصل هو بسبب الفساد المالي والإداري لا غير...
.................................................................................................



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كَلبٌ وحَكيم
- الوطن والانسان
- غابريل غارسيا يكتب ل عادل إمام
- حكمةُ حكيمٍ أم تدبيرُ زعيم
- عندما يَغدرُ الصاحب
- دماء الشهداء تُطالب بإلغاء الأستفتاء
- تحرير الموصل: رَمَقُ أرملةٍ وصراخُ أيتام
- لماذا نَحنُّ إلى الماضي؟
- مؤتمر بغداد: هل هو إيمانٌ أم كُفرٌ وإلحاد؟
- إلا المصلين
- قَدَرٌ
- عزيز العراق بس بالإسم!
- المناهج التربوية وإنعدام الهدف!
- الحكيم والسيسي: زعيمان في الوقت الأضافي
- وكم عَلَّمتُهُ نَظمَ القَوافي!
- (إلا طحين) صار طحين
- رؤية في بناء إتحاد كرة جديد
- (علي) قراطية
- الفنان العراقي بين مهنة الفن والبحث عن مهنةٍ أُخرى
- خيانة الأباء


المزيد.....




- اصطدمتا وسقطتا في نهر شبه متجمد.. تفاصيل ما جرى لطائرة ركاب ...
- أول تعليق من العاهل السعودي وولي العهد على تنصيب أحمد الشرع ...
- بعد تأجيله.. مسؤول مصري يكشف لـCNN موعد الإفراج عن فلسطينيين ...
- السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق ...
- حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا ...
- مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقب ...
- الديوان الأميري القطري يكشف ما دار في لقاء الشيخ تميم بن حمد ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويق ...
- بعد ساعات من تعيينه رئيسا لسوريا.. أحمد الشرع يستقبل أمير قط ...
- نتانياهو يندد بـ-مشاهد صادمة- خلال إطلاق سراح الرهائن في غزة ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر حسين سويري - مدينة الصدر تختنق