أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الهرولة إلى مزابل التاريخ














المزيد.....

بدون مؤاخذة- الهرولة إلى مزابل التاريخ


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5617 - 2017 / 8 / 22 - 18:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة- الهرولة إلى مزابل التاريخ
يبدو أنّ السّقوط الأخلاقي والسّياسي لا حدود له، وهذا ما حصل ولا يزال من مواقف النّظام العربيّ الرّسميّ من الصّراع الشّرق أوسطي، الذي تحجّم من صراع عربيّ اسرائيليّ إلى صراع فلسطيني اسرائيليّ، منذ أن قبلت الأنظمة العربيّة الذّهاب إلى مؤتمر مدريد في اكتوبر 1991 بوفود منفردة، بدلا من وفد عربيّ موحّد. معتمدين على "النّوايا الحسنة للصّديقة أمريكا"، التي وعدتهم بحلّ الصّراع مع اسرائيل عندما تحالفوا معها في الحرب ضدّ العراق.
ويبدو أنّ أمريكا كامبراطوريّة عظمى، لا تكفّ عن طلباتها من "كنوزها الاستراتيجيّة " في المنطقة، مقابل المحافظة على عروش وكراسي استنفذت مهمّاتها، وقادت شعوبها وأوطانها إلى التّهلكة.
وإذا كانت الأنظمة العربيّة قد أسقطت خياراتها العسكريّة مع اسرائيل بعد حرب أكتوبر 1973، فإنّها لم تسقط خياراتها العسكريّة في احترابها ضدّ بعضها البعض، حتّى باتت دولة صغيرة مثل قطر تقود حروبا داخلية وتموّل الارهاب في أكثر من دولة عربيّة تنفيذا لأجندات أمريكيّة، منذ انقلاب حمد بن خليفة على والده في يونيو 1995، وبناء قاعدة عيديد الأمريكيّة على أراضي بلاده، فساهم في اسقاط نظام الرّئيس معمر القذافي في ليبيا، وموّل جماعات ارهابيّة لا تزال حتّى يومنا هذا تعيث في ليبيا قتلا وتدميرا، وكذلك الحال في سوريّا والعراق وصحراء سيناء المصريّة وغيرها.
ومع أنّ أمريكا لم تنفّذ لحلفائها العرب أيّ وعد بحلّ الصّراع مع اسرائيل، إلا أنّها لا زالت تطلب منهم المزيد من التّنازلات لاسرائيل، التي تتغوّل في مصادرة الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة في حرب حزيران 1967، وتستوطنها لفرض وقائع ديموغرافيّة عليها تحول دون إقامة الدّولة الفلسطينيّة المستقلّة بعاصمتها القدس، ويظهر ذلك جليّا في التّطبيع مع اسرائيل على أكثر من صعيد، في ظلّ استمرار وترسيخ الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربيّة، ممّا يوحي بأنّ هناك تعايشا عربيّا رسميّا مع هذا الاحتلال، ربّما سيتطوّر لاحقا إلى اعتراف. حتّى بات المرء حائرا من مواقف بعض الرّسميّين العرب، الذي يظهر وفيّا للأطماع الصهيونيّة أكثر من
الصّهاينة أنفسهم، فالصهاينة يبنون أطماعهم التّوسّعيّة بناء على أساطير دينيّة توراتيّة، تزعم أنّ فلسطين التّاريخيّة" أرض الميعاد" التي وعد بها الرّب اليهود، في حين ظهر مسؤولون عرب بوقاحة عجيبة غريبة، تزعم أنّ الفلسطينيّين قد باعوا وطنهم للمستوطنين اليهود، فقد أعرب وزير الاستثمار السوداني، مبارك الفاضل المهدي، في مقابلة على قناة "سودانيّة 24" مساء 20 اغسطس الحالي عن دعمه لإقامة علاقات بين بلاده واسرائيل، وتطبيع العلاقات الثنائية بين الخرطوم وتل أبيب، لافتا إلى أن الفلسطينيين باعوا أراضيهم، وأنهم (بحفروا) للسودانيين بالخليج، مشيرا إلى أن أي مؤسّسة يكون مديرها فلسطينيا (يحفر) للسوادنيين الذين يعملون معه، وقال إن القضية الفلسطينية أخرّت العالم العربي "جدّا"، واستغلتها بعض الأنظمة العربية ذريعة وتاجرت بها.
وبالتّأكيد فإنّ تصريحات السّيد الوزير ليست رأيا شخصيّا، بل هي موقف رسميّ لحكومته، ويبدو واضحا أنّها تأتي تلبية لضغوطات أمريكيّة، لتبرئة الرّئيس البشير من تهمة الارهاب وجرائم الحرب التي وجهّت له قبل سنوات، بخصوص أحداث اقليم دارفور السّوداني، وإذا كان الرّئيس البشير ونظامه، الذي حظي بدعم جماعة الاسلام السّياسيّ قد وافق على تقسيم السّودان، فلا يجوز له ولا لغيره، أن يتنازل عن الحقوق المشروعة والرّاسخة للشعب الفلسطينيّ في وطنه التّاريخيّ. والفلسطينيّون الذين رووا بدمائهم تراب وطنهم دفاعا عن حقوقهم، يميزّون بين نظام متهالك، وبين الشّعب السّوداني الشّقيق، ولا يكنّون إلا كلّ خير لهذا الشّعب العريق، ولبقيّة الشّعوب العربيّة. فإذا كان بعض القادة والسّياسيّين يهرولون إلى مزابل التّاريخ، فإنّ الشّعوب تتوق إلى الحرّيّة والعيش الكريم في أوطانها، والتّاريخ لن يرحم أحدا.
22-8-2017



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- الأقصى والفرص الضائعة
- بدون مؤاخذة- الفلسطينيون وجحا وحماره
- تقديم د. خضر محجز لثقافة الهبل
- صدور ثقافة الهبل وتقديس الجهل
- بدون مؤاخذة-ارحمونا من المناكفات
- بدون مؤاخذة- عنجهية القوة خاسرة دائما
- سرديّة اللفتاويّة في ندوة اليوم السابع
- دعسوقة طارق المهلوس في القدس
- بدون مؤاخذة- الأقصى ليس بحاجة لحماية الاسرائيليين
- بدون مؤاخذة- أزمة الأقصى سياسية وليست أمنية
- بدون مؤاخذة- حكومة نتنياهو تشعل الحرب الدينية
- طير بأربعة أجنحة في اليوم السابع
- ريتا عودة والحب المباغت
- بدون مؤاخذة- الصلاة بالعبرية الفصحى
- -زهرة في حوض الرّب- في اليوم السّابع
- زهرة سعاد المحتسب في حوض الرّب
- وداعا أبا سميح
- وسادة جمعة السمان عش دبابير في اليوم السّابع
- بدون مؤاخذة- اللاجئون العرب بين دول الكفر والايمان
- بدون مؤاخذة- النصر العربي المبين


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الهرولة إلى مزابل التاريخ