رشيد احلولي
الحوار المتمدن-العدد: 5616 - 2017 / 8 / 21 - 09:54
المحور:
الادب والفن
قسما بربنا الذي يدقّ الصدور وينعش القلوب،
قسما بربنا الذي يبث الرقة و الوداعة في النفوس،
ما عدت منحازا لقطيع الوحدة و الفرقة ،
ما وليت مرددا على مسامع اﻷطفال :
تِلكم مشاعر يليها الوهن ،
إن كنتم تشربون من أكواب العشق و الهيام،
فالبسوا حليّا يقيكم
فما وراءهما وراء غير العويل و النحيب ،
فداك حبٌّ أبثر من يدعيه،
سجين محاكاة و مأساة و هزلية شعرية ...
كنتُ معتادا على تقليد لغة المخبولين من الرجال والنساء،
كنت أتطاول عل غروري و وظاعتي ،
كنت أسخر من صهيل الخيل و خوار الثور و خرير المياه و هدير الأمواج
ما حجتهم !
أسكرات مخجلة أصابتهم !
أيندبون حظهم العائر....!
كبرت أنا و في دواخلي أسئلة حارقة لم تكبر؟
فضول أسئلتي لم تمت ؟
سقمت من فرط عنادها و عناءها،
سئمت من غجرها و قسوتها،
ألستُ أنا من كان يسخر في صباهُ،
من نقوش مزينة بقصص قيس و ليلى ؟
ألست أنا من كانت ترتعش شفتاه مرددا :
لولا الحب من ذل بين البشر متيم،
و لولا الهوى ما أهين في اﻷرض عاشق ؟
ألست أنا من كان يقسمكم بالله أيا معشر العشاق أخبروا :
إذا ما حل الهوى بالفؤاد ماذا يصنع ؟
لا أملك اﻷن إلا أن أصمت ...
كوابيس كانت تزرع الفسول ليل نهار ،
لا عقيدة لها، و لا هي لها تصاريف للقدر،
اعتدت الظلام حتى أصبحت خاسرا
أحصي مراكب الحزن و الهم حتى أمسيت نافرا ...
وفجأة...
و فجأة و أنا أحاكي في أشعاري،
متأملا في عنان السماء ،
و قلبي جريح خافقُ،
و عيوني قد جفّت ، و الدموع سوابقُ،
تطرب أنغام ثملة أسماعي،
و تذب ألحان الحياة في عروقي،
و ينابيع الحب تعتري كياني،
بلغة الهوى تمحى قسوة أشواقي،
أنتِ...
أنتِ يا من لاحت بك اﻷقدار ،
أنت شمس تحرق وجداني دون أعذار ،
ملأت روحي بأناشيد المدح و أجمل اﻷسماء،
و أطحت بغروري و صخبي أمام اﻷنظار،
وجعلت من المثل دياري،
و أضئت ظلمتي نورا...
فأيقظت أبصاري،
نرسم معا بالريشة ألحن الأوتار ،
ستظل كلمات شعري ترصد أمطاري،
وتهجر سكون العواصف مدى الأعمار،
فاعلمي ....!!!
فاعلمي يا بحر الهوى و عطر أزهاري،
أن وجعا جميلا يغرق أنهاري...
#رشيد_احلولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟