النداء الأخير لسباق الأحلام

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 5613 - 2017 / 8 / 18 - 19:54
المحور: الادب والفن
    

مثل كل الحالمين بالجنة
هنا
في شوارعنا المتربة
ووجوه البائسين
في تقاسيم وجه أمي حين تتذكر سنوات العوز
أحلم ولا تخاف أيها المغفل
من سوء العاقبة
فأنت سيء حتما بدون أحلام
تعال
أكتب معي قصائد عشق لفتاة مراهقة
لم تبلغ الحلم بعد
صيروها أما رغما عن قانون الطبيعة
لا تخف
فقط أنتعل كبريائهم المعجون بذلنا
جلودهم السميكة تكتنز تحتها كل لحومنا
وجنباتهم العريضة
كل ما سرقوه من شحومنا التي نحلم أن تكون
كن مجنونا
لا بأس
فالجنون في عالم مخبول
فضيلة
لا تكن أحمقا
حين تصدق أن جنة الرب
مفاتيحها تحت عمامة دجال
أو شكلها كلحية كثة
تقاتل العاشقين لتفوز بالحور العين
صدقني أيها المفتون بجنة وصفها صعلوك دين
حكاياتهم تسرق النور
من خيوط الشمس لتنشر الظلام
فكن حكيما حين تصمت
أو حين تصرخ
حتى يقال عنك
أنك وهم
أو خرافة تعتنق في صورتها المستحيل
أيها الفقير
أيها المسكين
أيها المغفل في جنبات الطريق
أحلم بالجنة
حين تكون شرفات بابك نظيفة
والطريق إلى طبيبك سالك حين تتوجع
جنتك أن لا ينام أطفالك على أمل أن يجدوا خبزا أكيدا في الصباح
وأن يحمل كل منهم دفتر وقلم
جنتك أيها الإنسان أن تحيا لتحيا
لا أن يوعدوك بالموت بعد رحلة أليمة
أحلم أيها المجنون بكأس من خمر بدل جرعة ماء ملوثة
يبيعها لك الحكام
وفوقها عليك أن تقبل أياديهم القذرة
أحلم بالجنة أيها المعتوه إن لم تحلم فستموت على كل حال
وسيسألك التراب والدود
لم لا تحلم
لم أنت هنا مجرد كومة عظام لا تنفع
أحلم بالثورة
أحلم بالحرية
أحلم بالحياة ودع الموت لمن يعشق التراب
أحلم أن تحلم
وأحلم أن تعيش بشرا سويا............

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات