|
ان كان القضاء غیر منصف
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5613 - 2017 / 8 / 18 - 00:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد قرانا كثيرا عن القضاء العادل المنصف في العصور الغابرة و حتى العهد الملكي في العراق، الا انه و منذ ان ادركنا ما هو عليه العراق بعد تاسيس الجمهورية التي من المفروض ان تكون اكثر اهمية و عدالة الا انه من المؤسف كان القضاء لعبة بيد السلطة و بالاخص في عهد الدكتاتورية و كم جرائم ارتكبتها المحاكم العراقية نتيجة تنفيذهم لاهواء الحاكم الدكتاتور . و لكن بعد السقوط توسمنا خيرا من مجريات الامور و من جانب القضاء توقعنا على الاقل توفير الارضية لانبثاق قضاء و محاكم عادلة تستند على القانون بشكل مجرد في بيان قراراته . غير ان عملية تحديد اعضاء المحاكم الحساسة و المصيرية التي تضعهم امام خيار الولاء للسلطة التنفيذية اكثر من اتباع طريق لتثبيت استقلاليتهم او تاثر مصالحهم بمؤسسة او شخص جعل القضاء الى حد كبير تابعا للاشخاص المتنفذين و المؤسسات التنفيذية الحاكمة و بالاخص رئاسة الوزراء و عليه شاهدنا كل القرارات تواكب متطلبات و اهواء السلطة و المتنفذين فيها . و عليه يعلم الجميع كيف يُصدر القرار في اية قضية كانت من قبل اية محكمة موثوقة غير مرتبكة و مستقلة بمعنة الكلمة، اما اكثر القضايا التي مررنا بها من قبل المحكام العراقية الخاصة بعد السقوط و نعتبرها جدية مقارنة بما كانت و ان كان الدافع هو على الاقل لحفظ ماء الوجه فانهم يتحفظون او يؤجلون القرارات الخاصة لحين وضوح التوجهات السياسية للاعتماد عليها في بيان كيفية اصدار القرارات بعد ذلك . هذا بالنسبة الى ما يهم المركز و القضايا الخلافية حول مشلكة تخص الجميع دون استثناء، اما القضايا التي تدخل في طياتها الخلفيات الاثنية المذهبية فان نتائجها واضحة للعيان منذ بداياتها و كيف تكون، و عليه لم نجد لحد اليوم قرارا قضائيا صادرا من اية محكمة عراقية مستندا على الخلفيات القانونية الصرفة و من دون ان يتاثر بالمواقف السياسية و الفكرية و الايديولوجية، فان كان تعيين القاضي و رئيس المحكمة و المواقع الحساسة الخاصة من شؤون الشخصيات المتنفذة و اصحاب القرار التنفيذي و السياسي فكيف يمكن ان نتوقع بروز قضاء عادل مستقل و بعيد عن المؤثرات المختلفة . ان كان اي قرار صادر لصالح الاقوى، و نابع من مصلحة المتنفذين و مراكز القوى، ان كان القاضي تابعا و غير مستقل، ان كان سلوكه و توجهاته و من ثم قراراته تكشف للجميع مدى تبعيته، ان كان تملقه و تزلفه سرا و علنا يكشف ما في حوزته و كيف هو عليه من الاستقلالية المزيفة، ان كان لا يميل ولو بدرجة واحدة عن نزعات سيده و متطلباته، ان كان تابعا و ليس مركزا مستقلا، و لم يثبت موقعه العالي الذي من المفروض ان يكون فيه فان امر العدالة مشكوف فيه . و عليه ليس من المثعب ان نعلم مسبقا ما يمكن ان يخرج من اروقة المحاكم و بالاخص الاتحادية و الادارية حول قضايا مختلفة عليها . بالامس خرج من المحكمة الادارية ما يرضي المركز و القوى الفاعلة حول كركوك، دون ان يستند هذه المحكمة الموقرة التي هي معلومة للجميع كيفية انبثاقها و قراراتها و توجهاتها و تبعيتها، بدلا من التريث و التاني و التعمق في القضية التي هي في اساسها محل خلاف عميق و بعيد المدى و لها افرازاتها، وهي تقرر بهذه السرعة ما لصالح المركز و مجموعة متعصبة فقط دون الاخذ بالاهم او على الاقل التريث كما كانت حال المحكمة الاتحادية في قضايا لها تاثيرات جانبية، فانها و على ما هي عليه فانها تبني اصدار قراراتها على التعصب و الخلفية الانانية الفكرية دون اي اسناد قانوني كما هو المعلوم، فقط من اجل مجموعة . فهل استرسلت هذه المحكمة فيما وراء دعوة مجموعة معينة من قومية واحدة و هي متعصبة لحد النخاع و تريد التبعية لهذه و ذاك خارج البلاد لترد رفع العلم الكوردستاني في محافظة اكثريتها كوردية و لها الحق في رفع اي علم مهما كان نوعه و شكله لو ارادت الاكثرية وفق القانون ذاته الذي تتبعه هذه المحكمة العارقية . و عندما تكون هذه حال المحكمة و القضاء فكيف يمكن تبني موقف سليم منها من قبل الاخرين غير الواثقين من ما ورائها . و عليه يمكن ان نعتقد بان القانون سيكون دائما الى جانب الاقوى كما استوضحته لنا المحكمة الادارية في العراق و كيفية اتخاذها القرار المجحف و الذي يرد عليه و يسبب في انعدام الثقة اكثر بالقضاء، و اية محكمة كانت في العراق يمكن ان يرجع اليه الجميع لبيان اصحية اي قرار . فكركوك كما هي قضية و تاريخ فان كل ما يمسها ليس بالسهولة ان يفرضه اي احد بهواه و من اجل مصلحته، و ان كان باسم اية مؤسسة كانت و في مقدمتها القضاء التابع غير العادل البعيد عن الانصاف . و هكذا اثبتت المحاكم العراقية مرة اخرى عدم نزاهتها و بينوا تبعيتها و عدم صحة قراراتها و بياناتها و عدم التعمق في امور تهم المكون الاخر الذي من الممكن ان لا يؤثر ما تتخذه على موقعهم و موقفهم و نظرتهم من الاساس . فانهم بهذا الموقف و القرار غير المنصف المتخذ لارضاء مجموعة فقط سجلوا بقعة سوداء في تاريخ القضاء العراقي و ما انتظره العراقيون لم يكن في محله و ان القضاة الذين نفذوا اوامر الدكتاتورية هم انفسهم اليوم ينفذون ما يريده الاقوى بين المتنفذين . فاننا في حكم الغاب اذن .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من هو صدیق الكورد الحقیقي
-
هل توحدنا مؤآمرات الاعداء حول الاستفتاء ؟
-
ما هي خلفيات رافضي الاستفتاء في كوردستان
-
تركيا بين الخوف و الطمع
-
المناصب الكوردية فی بغداد و تاثيراتها السلبية على اقلي
...
-
هل نولي الاهتمام بالمعارضة الخارجية للاستفتاء ؟
-
موقف الشعب الكوردي من حركة لاء للاستقلال
-
من یستحق تسمیة الجحش فی كوردستان اليوم
-
لماذا تصر ایران علی منع الاستفتاء فی كوردس
...
-
هل تقضي تركيا على نفسها بصواريخ اس 400؟
-
الاستفتاء ورقة بيد الجبهتين الداخليتين
-
كوردستان بين نعم و لا للاستفتاء
-
سكتت الجامعة العربية دهرا و نطقت كفرا
-
علی كوردستان ان تتصالح مع نفسها قبل الاستفتاء
-
هل تعيد امريكا ترتيب اوراقها في كوردستان
-
رفض الاستفتاء لمصلحة من ؟
-
حركة التغيير و دورها الحاسم في هذه المرحلة
-
ان لم نحسب لردود الافعال حول الاستفتاء
-
لیس لدیك البدیل و ترفض الاستفتاء ؟
-
موقف بعض الدول من الاستفتاء في كوردستان یعكس جزء من اس
...
المزيد.....
-
تطايرت القمامة على وجهه.. شاهد ما حدث لعامل خدمة نظافة بعد ت
...
-
شاهد كيف سلّمت كتائب القسام رهائن اسرائليين للصليب الأحمر في
...
-
ابتعد عن شراء ما يسوّقه لك المؤثرون، ربما ستدرك حينها أن ما
...
-
لا إعفاءات حتى الآن..البيت الأبيض يعلن تطبيق رسوم ترامب الجم
...
-
الجيش الإسرائيلي يؤكد وصول رهينتين إلى إسرائيل أفرجت عنهما ح
...
-
رسائل -حماس- الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجي
...
-
-القسام- تسلّم الأسير الإسرائيلي الأمريكي الثالث للصليب الأح
...
-
كيف تُسقط دولة دون إطلاق رصاصة؟
-
أحدهما روائي.. أسيران مقدسيان في رابع دفعة من -طوفان الأحرار
...
-
13224 مهاجرا عربيا غير نظامي بأميركا يخشون الترحيل
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|