|
ملكة أسمها نجوى...
نبيل عودة
كاتب وباحث
(Nabeel Oudeh)
الحوار المتمدن-العدد: 5610 - 2017 / 8 / 15 - 23:53
المحور:
كتابات ساخرة
ملكة أسمها نجوى...
قصة: نبيل عودة
قدمت سيدة محترمة تدعى نجوى شكوى للمحكمة ضد السيد منذر لأنه ضايقها، وحاول ان يغريها بالمال لينال وطره منها، وعندما فشلت محاولاته في الوصول الى اتفاق حول الثمن الذي تصر عليه نجوى، وصفها امام الناس بأنها مجرد خنزيرة. في الدعوى المقدمة للمحكمة لم تسجل السيدة المحترمة نجوى ان السيد منذر لاحقها جنسيا، وأسمعها كلمات غزل فاحشة، الأمر الذي يعتبر مضايقة جنسية يعاقب القانون مرتكبيها بشدة. السيدة المحترمة نجوى اكتفت في شكواها للمحكمة بأن تقول ان السيد منذر قال عنها خنزيرة أمام عشرات الأشخاص في الشارع، وأكثر من مرة، وكلما عبرت في الشارع يشير اليها ويصفها بالخنزيرة .. وهذا استعمال واضح للسان السيء وهو أمر يعاقب القانون مرتكبيه .. وأضافت السيدة نجوى ان هذا التصرف بوصفها بالخنزيرة امام أبناء بلدها وزبائنها في معهد التدليك .. الحق بها أضرارا شخصية ومعنوية واجتماعية ومادية، وعليه طلبت من المحكمة ان تجرم السيد منذر باستعمال اللسان السيء ضدها، والزامه بدفع تعويض كبير لها، حتى لا يكرر استعمال هذه الألفاظ النابية والمهينة بحقها وحق غيرها أمام الناس، خاصة في أيامنا، وأسم الخنزير صار رديفا لمرض الأنفلونزا الخطير، الذي يقود الى الموت، وأصبحت هذه الصفة علامة سوء ووصمة عار تلاحقها وتخرب علاقاتها مع الناس وتبعد عنها الكثير من الزبائن ؟. شرحت السيدة المحترمة نجوى للمحكمة كيف بدأت منذ اطلق عليها السيد منذر هذا اللقب المهين، تستعمل سيارات الأجرة للتنقل، خجلا من الظهور في الشارع والتعرض لنظرات وضحكات الناس الذين سمعوا منذر وهو يشبهها بالخنزيرة .. وان التعويض المالي ضروري لسد نفقات مصاريفها الزائدة أيضا مثل مصروف استعمال سيارات الأجرة وغير ذلك من انخفاض زبائنها في معهد التدليك لأن الزبائن باتوا يجفلون من عدوى انفلونزا الخنازير، بعد تشهير منذر الفظيع بها بوصفها بالخنزيرة. وان الأمر يجعلها تشعر كلما نظر اليها أحدهم بأنه يتخيلها خنزيرة .. لذا على المحكمة ان تعاقب منذر وتلزمه بتعويضها .. استمر التداول في المحكمة نصف سنة، كما هي العادة في ايامنا. وعبثا حاول السيد منذر ان يشرح لسعادة القاضي ان الموضوع الأساسي مع السيدة المحترمة نجوى، كان خلافا ماليا، اذ عرض عليها معاشرته، أو تدليكه حسب التعابير المحترمة، ولكنه من فئة اجتماعية متوسطة الحال .. ولا يستطيع ان يدفع مثل أصحاب الأموال .. ورفضت عرضه المعتدل وأصرت على تسعيرتها دون اعتبار لحالته المادية، حتى اضطر من غضبه ان يفلت كلمة غير لائقة، وهو يعتقد انه أخطأ بتسرعه، ويعتذر ومستعد ان يدفع المبلغ الذي تطلبه السيدة نجوى المحترمة مقابل خدماتها العلاجية، ولن يماحكها مستقبلا حول الثمن، بل سيدفع بطيبة خاطر المبلغ الذي تطلبه مقابل التدليك .. ويمدحها امام الجميع انها مدلكة ممتازة وينصح كل الرجال بزيارتها والاستفادة من خدماتها المتقدمة جدا .. ومهما حدث لن يصفها مرة أخرى بالخنزيرة، بل بملكة المجتمع بلا منازع وأنها من أكثر النساء جمالا واناقة وقربا للقلب، ويرجو الصفح من السيدة المحترمة نجوى وانهاء الدعوى .. وسيكون من زبائنها بدون نقاش على الثمن. القاضي لم يقبل شهادة السيد منذر واعتبرها بعيدة عن مضمون الشكوى وحكم بتغريمه بمبلغ كبير جدا بسبب استعماله اللسان السيء بوصف السيدة المحترمة نجوى بالخنزيرة في مكان عام، وانه هو نفسه بات يمتنع عن تلقي خدمات التدليك في عيادة السيدة نجوى بسبب التشهير البشع للسيد منذر. وما نتج عن تشهيره بالسيدة نجوى من اضرار كبيرة وفقدان لنسبة هامة من دخلها. منذر حسب مبلغ الغرامة برأسه وقال لنفسه انه يكفي لقضاء عشر ليال كاملة مع السيدة المحترمة نجوى .. وليس مجرد ساعة من العلاج بالتدليك ... عندما انتهى القاضي من قراءة قرار حكمه، سأله السيد منذر: - سيدي القاضي، هل يعني قرار الحكم أني ممنوع الآن من وصف السيدة المحترمة نجوى بالخنزيرة؟ - أجل ممنوع منعا باتا. - وهل يعني هذا انه ممنوع ان اسمي الخنزيرة بالسيدة المحترمة نجوى؟ - لا علاقة لذلك بالحكم، مسموح ان تسمي الخنزيرة بالسيدة المحترمة نجوى او ما شئت من أسماء. هذا الأمر لا أرى فيه جريمة، لأن الخنزيرة لن تعترض ولن تهان أن تسمى بسيدة محترمة وباسم نسائي .. حتى لو كان نجوى. - اذن سعادة القاضي، حتى لا أتورط مرة أخرى، بإمكاني ان أستبدل مناداة الخنزيرة باسمها وان اناديها باسم السيدة المحترمة نجوى؟ - صحيح .. صحيح ... وهنا التفت السيد منذر الى السيدة نجوى وقال: - نهارك سعيد ايتها السيدة المحترمة نجوى.
[email protected]
#نبيل_عودة (هاشتاغ)
Nabeel_Oudeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صفقوا لنظام لكع بن لكع!!
-
رئيس بلدية عاطل عن العمل...
-
البار...
-
اصدار جديد للكاتب، الناقد والإعلامي نبيل عودة
-
يوميات نصراوي: حكايتي مع النقد والنقاد-
-
احترام التعددية والحقوق الخاصة هي المعيار للرقي الاجتماعي، ا
...
-
اسطورة -الجماهير الشعبية-
-
بعيدا عن المنطق..!!
-
الأصدقاء الثلاثة...!
-
ساتيرا قصصية: الحمير تعقد قمة طارئة..!!
-
الهوس الثقافي!!
-
علي بابا والحرامية في عرض راقص لفرقة موال
-
لقاء بين شقي البرتقالة
-
من أجل عقلنة مفاهيمنا الثقافية
-
المهمة الإنسانية
-
يوميات نصراوي: كيف صار ثابت عاصي قاتلا للجنديين وهو بريء؟!
-
الهدية ...
-
عرض أزياء جبهوي في بلدية الناصرة
-
ايام لا تنسى مع محمود درويش
-
مواقف فكرية وقصة ساخرة (3)
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|