|
وقفة تأمل بين الشيوعية و رائداتها و حكومة الإخوانجية و نسائها
عبير سويكت
الحوار المتمدن-العدد: 5609 - 2017 / 8 / 14 - 16:22
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
فاطمة إبراهيم ناضلت من أجل الحريات و وداد بابكر باعت العشرة من أجل الملذات
فاطمة إبراهيم أخلصت وفاء للشهيد و وداد بابكر خانت الولاء للفقيد
كيف يودع السودان فاطمة إبراهيم صوت المواجهه و الصلابه في زمن الغلابة
وقفة تأمل بين الشيوعية و رائداتها و حكومة الحرامية الإخوانجية و نسائها
فاطمة إبراهيم نموذج النضال و الوفاء و العطاء النادر في زمن وداد بابكر و نظامها الفاسد
بقلم : عبير سويكت
أولاً أترحم على روح فقيدة الإنسانية جمعاء فاطمة أحمد إبراهيم و أنا لن أطيل الحديث عن من هي السيدة العظيمة فاطمة إبراهيم فهل يخفي القمر فهي شخصية غنية عن التعريف على المستوى الإفريقي و العربي و العالمي سياسياً و فكريا نضالها ثورتها قوتها و عملها من أجل تحرير المرأة و الإنسان قبل كل شيء رافعة راية الحرية و الديمقراطية و العدالة و المساواة و التغيير حالمة بمستقبل أفضل لهذا الشعب المظلوم هذه السيدة العظيمة الفاضلة لا تحتاج منا النعي السوداني التقليدي المعتاد الفاقد للشفافية و المصداقية و الرجعية الفكرية حيث أعتاد السودان حكومة و شعبا إنتظار موت عظمائه و عمالقته ليذكروهم و يثنوا عليهم و يذكوا ما قدموه للوطن و الإنسانية و كالعادة الشخصية السودانية لا يهتم بها و هي على قيد الحياة و لكن ينتظرون الموت ليحتفوا بها و يزرفون دموع التسمايح الكاذبة التي تنهال بكل سهولة معبرة عن عدم مصداقية الإحساس الروحي الداخلي فهل يا تري المراسم التي يتوعد بها السودان حكومة و شعباً هي ترجمان الوفاء لأهل العطاء ؟هل نوفي فاطمة حقها بمراسيم و احتشاد كبير و بمقالات و كتابات و برامج تلفزيونية تحكي و تعيد و تكرر قصة حياتها و مسيرتها و إسهاماتها و الجوائز التي حازت عليها و المناصب التي تقلدتها و نعيد الأسطوانة المعتادة المملة التي تعد عند غياب و رحيل الشخصيات السودانية المؤثرة بهذا الأسلوب السوداني السياسي و الإعلامي المعتاد الذي سأم و مل منه الشعب السوداني لانه لم يقدمه و لو خطوة واحده إلى الأمام لماذا على سبيل لا نخطو خطوة صادقة إلى الأمام إذا أردنا حقاً أن نوفي فاطمة حقها و نتيح الفرصة لأجيال اليوم أمثالنا بتقليب صفحات ماضي فاطمة و مأساتها ؟التي هي مأساة أعرق و أضخم الأحزاب السودانية المناضلة و مأساة فئات مكافحة ذات فكر إنساني سامي دفعوا ثمنه غالياً تارة من أنظمة عسكرية ظالمة و تارة من أنظمة قهرت و ظلمت و جوعت و كبتت و ضربت و عذبت و أعتقلت و سجنت و تفننت في أساليب الظلم و العذاب بإسم الإسلام السياسي تنفيذاً لمأربها و أغراضها و مصالحها و الإسلام برئ كل البراءه منها لماذا إذن لا نرجع لصفحات الماضي حتي يعرف أبناء جيلنا و الأجيال القادمة لماذا العسكر و تجار الدين حاربوا فاطمة و أعتقلوها و سجنوها و وضعت تحت الإقامة الجبرية و حاكموها محاكمة عسكرية لماذا ؟لماذا أعدم زوجها الشفيع و رملت و حرم إبنها أحمد من أبيه و حرق قلبها على زوجها و رفيق دربها لماذا ؟لماذا كان و ما زال تتم محاربة الشيوعيين بشتي الأساليب القذرة العلنية و الخفية ؟لماذا تحارب أفكارهم و يحاولون كبتها و تضيق العيش عليهم ؟لماذا سكت السودان عن عمليات الإعدام و التصفية في حق اليسارين و لم يحاول الصمود و التصدي لمثل تلك الجرائم اللاإنسانية اللاأخلاقية ؟و إلى متي يستمر تجار الدين في محاربة و محاولة حجب و كبت كل العقول و الأفكار المستنيرة الحالمة بتغيير و بغد أفضل ؟إلى متى يظل الشعب السوداني دمية سهلة التحريك في أيدي سياسى و تجار الدين يحركونها كما يشاؤون و يغسلون مخه محرضين أبناء الشعب الواحد على بعضهم البعض حتى يسودوا و يدوموا في عرشهم الفاسد و الذائل لا محاله ؟إلى متي يستمر أصحاب الإسلام السياسي في تضليل الشعوب بإسم الإسلام و محاربة خصومهم المتفوقين عليهم فكرياً و سياسياً و ثقافياً بأساليب قذرة و وصفهم بالملحدين و الفاسدين و المنحلين أخلاقيا و غيرها من الصفات و الأساليب التي تم الصاقها بهم زورا و بهتانا حتي ينفر منهم أبناء الشعب السوداني و تخلوا لهم الساحة السياسية لمتابعة جرائمهم إلى متي يستمر هذا الحال ؟هؤلاء الذين يتحدثون عن الانحلال الأخلاقي و الفساد و هم أكبر نموذج له فعلي سبيل المثال فاطمة إبراهيم الشيوعية أمضت حياتها و هي تعيش حاله عزوف عن ملذات الحياة و متاعها و تقشف في ملبسها و مأكلها و مشربها و مسكنها و هي تلك المرأة التي لبست ثوب العفاف السوداني في أخلاقها و مبادئها و نضالها و ثورتها و مصداقية قضيتها و معاملاتها الإنسانية الكريمة و عاطفتها الدفاقة التي شملت أبناء السودان شمالاً و جنوباً شرقاً و غربا تلك المرأة التي رفضت أن تتزين بالزينة الفانية و جعلت من أخلاقها و مبادئها و فكرها و ثقافتها زينة أبدية لا تزول بزوال جسدها بل تبقي روحها الصادقة الطاهرة خالدة فاطمة المرأة التي رفضت أن يكون زواجها كغيرها من السودانيات كرنفال و مهرجان للاستعراض و جعلت من يوم زفافها يوم إنساني. شبعت فيه بطن كل جائع و روي فيه كبد كل عطشان فكانت بسمة الإنسان السوداني الغلبان و دعواته لها أجمل لحن و نغم إنساني يبارك و يصاحب مسيرتها الزوجية المليئة بالكفاح و النضال و العطاء و الوفاء و الإخلاص الذي جسدته و رسمته لنا لوحة الوفاء و الإخلاص النابعة من أعماقها الصادقه المخلصه فى كل ما تقول و تفعل فهذا هو قلب فاطمة الجوهري النادر الذي عاهد الشفيع و هو في قبره على أن تربي إبنهما خير التربية و تعلمه أحسن التعليم و على أن تواصل مسيرته النضالية حتى و إن لقت حتفها في سبيل هذا الهدف و ختمت وعدها بأعظم العهود أن لا يدخل عليها رجل زوج غير الشفيع مدى الحياة و بالطبع فاطمة هي تلك المرأة التي إذا تكلمت صدقت و إذا عاهدت أوفت و أن كلفها ذلك ثمناً غالياً و يطول الحديث عن الجانب الإنساني للإنسانه التي تحمل أجمل و أعظم معاني الإنسانية بداخل قلبها العطوف الدافئ الحنون الصادق و أمثالها قله نادرة تكاد تكون قد أنعدمت في سودان اليوم الذي تقوده أمثال وداد بابكر و حركتها الإسلامية الفاسدة هذا الوجه القبيح للمرأة السودانية التي تتباهى بأفخم و أغلى أنواع الثياب و المجوهرات و العربات الفارهة و الفلل المتعددة داخل السودان و خارجه و هي تلعب لعباً بأموال هذا الشعب المظلوم المقهور الجائع الفاقد لأقل مقومات الحياة تلك المرأة التي إرتضت لنفسها أن تسارع بدفن جثة زوجها الفقيد ضمن صفحات الماضي و أؤكد الفقيد و ليس الشهيد لأن إبراهيم شمس الدين ليس بشهيد بل قاتل أرواح ثم تتزوج بكل أريحية من قاتله البشير و تقاسمه الفراش فهذه هي أخلاق من يسمون أنفسهم بالإسلاميين يقتلون من يسمونه أصدقاء الجهاد او بالأحرى سفك الأرواح بإسم الدين ثم يأتون لمضاجعة أراملهم اللائي كانوا ينادوهن بأخواتهم في الإسلام و أتساءل كيف ترضي أختهم في الإسلام هذا العمل القبيح و تسمح لها نفسها بذلك؟ فلعلها تعتبر هذا النوع من خيانة العشره مواصلة لمسيرة زوجها الجهادية في سفك و هدر الدماء بإسم الدين حسب نظرتهم الإسلامية الفاسدة المسيسة المبنية على حب الجاه و السلطه و الفلوس التي تغير النفوس فالزوج المتوفى جاهد بسفك الدماء البريئة و هاهي تواصل مسيرة الجهاد و النضال و لكن هذه المرة ليس في الغابات لكن نضال و جهاد شديد في غرف نوم القصر الرئاسي و الثمن أموال الشعب السوداني لها و لذويها لذلك في زمن وداد بابكر و نظامها الفاسد يشعر الشعب السوداني بحجم الأسى و الألم لفقدان أمثال المناضله الصادقه الطاهرة العفيفه فاطمة أحمد إبراهيم التي أكدت على أن إستقلال السودان تسرب من بين إيدينا و أن حكومة المؤتمر الوطني أستلمت الحكم رغماً عن أنف الشعب السوداني و إرادته و لكن مهما حصل النضال سيستمر إذن الوفاء لأهل العطاء يكون بإستمرارية النضال حتي يتحقق حلم فاطمة و غيرها و ينال هذا البلد العظيم المظلوم حريته و كرامتة و ينعم بالعدالة و المساواة و العيش الكريم .
عبير سويكت ناشطة سياسية و كاتبة صحفية 13/08/2017
#عبير_سويكت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تعدد الزوجات مدخل الخيانة الزوجية و جهنم الأبدية
-
جدل حول إقتحام الرجل السوداني المهن النسائية و إستمرارية الت
...
-
لمعرفة المزيد من مؤامرات حكومة الإنقاذ ضد دولة الجنوب الوليد
...
-
ليس دفاعاً عن عرمان و لكن إحقاقا للعدالة فالساكت عن الحق شيط
...
-
كيف تروض المرأة رجلها و تتجنب أزمة هروب الأزواج من عش الزوجي
...
-
إختبار نفسي يكشف عن وجه أخر للعنصرية في السودان و إشكالية ال
...
-
جدل بين العلمانيين و المحافظين حول الإعتراف بواقع الدعارة في
...
-
تنويه هام
-
بيع الجسد العلني عند العرب القدماء و الحديثة المشرعنة 2_1
-
معاناة المرأة اللانسانية من المهد إلى اللحد
-
نقول للإعلام العربي : نعم للتسامح والتعايش مع إسرائيل و لا ل
...
-
الدارفوريون متهمون بشن حرب الشائعات و الأكاذيب ضد الأجانب ال
...
-
شعار الدول العربية لا للإرهاب شكليا و نعم لإضطهاد المسيحيين
...
-
سحر عشق الرجل و أثره في إيقاظ أنوثة المرأة و جمالها
-
رسالتي بمناسبة عيد الفطر المبارك تعزيز ثقافة التسامح و القوم
...
-
لوول دينغ من لاجئ سودانى إلى رياضي عالمي يخطف إعجاب أوباما
-
جورجيت الشامية أسطورة عشق هزمتها القيود التقليدية و الأديان
...
-
كيف تحول جير دواني السوداني من طفل محارب إلى أسطورة سينمائية
...
-
مصر التي عقدت التصالح اعجزت أن تعلم رموزها التسامح
-
المايقوما و صرخة أمل نموذج لضحايا جرائم الشرف في العالم العر
...
المزيد.....
-
-حماس- تصدر بيانا بشأن فلسطينيين تتوقع الإفراج عنهم مقابل 3
...
-
عمدة مدينة اسطنبول أمام القضاء وسط هتافات المؤيدين ودعوات لا
...
-
أكبر تجمع للمسلمين بعد الحج .. مهرجان ديني على ضفاف نهر تور
...
-
مشغلو المسيرات الروس ينقذون جنديا روسيا معتقدين أنه أوكراني
...
-
لماذا يخشى ترمب تخلي -بريكس- عن الدولار؟
-
ترامب: سأفرض رسوما جمركية على السلع الأوروبية لأن بروكسل تعا
...
-
إسقاط 7 مسيرات أوكرانية فوق مقاطعة بريانسك الروسية
-
فرق الطوارئ الأمريكية تنتشل جثث 41 ضحية في حادث تصادم الطائر
...
-
زاخاروفا: روسيا قدمت بديلا للكتل السياسية العدوانية على السا
...
-
المغرب واليمن.. توقيع 7 اتفاقيات لتعزيز التعاون
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|