أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال الصالح - مهمة فاشلة














المزيد.....

مهمة فاشلة


نضال الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 5608 - 2017 / 8 / 13 - 16:54
المحور: كتابات ساخرة
    


مهمة فاشلة
بالو صديق سلوفاكي، عرفته منذ أعوام طوال. هو رجل لطيف المعشر، دمث الأخلاق وحلو اللسان، ولذلك صعقت عندما اتصلت بي صديقة لي تخبرني ان زوجة بالو شكت لها زوجها بأنه صفعها. صديقتي طلبت مني ان اذهب معها الى منزل بالو لتسوية الخلاف. من طبعي انني أكره كرها شديدا التدخل في مشاكل وخلافات الأزواج واعتبرها قضية شخصية تخص الزوجين ولا يجب الدخول في خلافاتهما حتى ولو من اجل المساعدة. لذلك وعندما عرضت علي صديقتي مشاركتها في حل خلاف بالو وزوجته رفضت رفضا قاطعا. ولكن صديقتي تملك ملكة موهبة في الإقناع وليس من السهل رفض طلبها فوافقت مرغما. في الطريق إلى منزل بالو، طلبت مني صديقتي أن أكون مساعدا صامتا وان اترك الأمر لها في الحديث. قالت:" انا اعرفك، ستقوم بلعن الزوج وزوجته وستفسد المهمة ولذلك اترك الحديث لي" فوافقت.
استقبلنا بالو وأدخلنا الى غرفة الاستقبال وبانت على وجهه مظاهر التعجب لمجيئنا. زوجته كانت مستلقية على السرير في غرفة النوم واوحت لنا بأنها مريضة وطلبت منا أن نترك باب غرفة النوم، الذي يطل على غرفة الاستقبال، مفتوحا حتى تستطيع المشاركة في الحديث. عندما جلسنا سألته عن حاله، فما ان فتح فمه للرد حتى سمعنا صوت الزوجة يصيح، " تسأله عن حاله وما منكم سألني عن حالي، انا المسكينة" ثم تابعت، " لا ينقصه شيء وإنما انا المسكينة المهملة من الجميع". التفتت صديقتي نحوي ورأيت على وجهها علامات التجهم يذكرني باتفاقنا بأن اترك الحديث لها وأن ابقى صامتا، فأشرت برأسي على الموافقة ووضعت اصبعي على فمي علامة على الصمت.
ارادت صديقتي ان تلطف الجو فسألته عن النبيذ هذا العام وإن كان عاما جيدا، فبالو يمتلك حديقة مزروعة عنبا، يقوم كل عام بعصره وتخميره وصناعة نبيذ عرف بجودته بين الأصدقاء ولقد اعتدت مع مجموعة من الصديقات والأصدقاء الالتقاء في حديقته، نشرب النبيذ ونأكل المشاوي التي كنا نقوم بتحضيرها بأنفسنا. هم بالو بجوابها ولكن زوجته قاطعته قائلة،" تسألينه عن النبيذ فهو لا يعمل شيئا وإنما يجلس في الحديقة مع اصدقاءه ويشرب النبيذ وعندما يعود إلى البيت يجلس امام التلفاز ويشرب النبيذ" ثم اضافت " صديقكم سكير، عربيد، تافه"
نظرت الى صديقتي فرأيت وجهها قد احمر وعلامات الغضب تغطي وجهها، ولكنها اخذت نفسا طويلا وغيرت مسار الحديث ولكن لم يكن بمقدورها طرح موضوع دون أن تقاطعه الزوجة بالشتائم والسباب والشكوى على حالها، المسكينة المظلومة وزوجها الذي وصفته بكل الأوصاف القبيحة. فجأة رأيت صديقتي تقف وتواجه صديقنا المسكين الغارق في مصيبته وقالت مخاطبة إياه: " هل تقم وتصفعها عدة صفعات أم انني وأقسم لك سأنزع حذائي وأمزقه على رأسها" ثم مدت يدها وقبضت على يدي قائلة، " قم يا صديقي فلنذهب قبل ان ارتكب في تلك المرأة جريمة" وسحبتني بالقوة تجاه باب الخروج، ثم التفتت ثانية إلى صديقنا قائلة، " كيف استطعت ان تصبر على هذه المرأة، لماذا لم تطلقها، طلقها يا صديقي قبل ان تدفعك إلى القبر."
خرجنا من البيت ولم استطع ان امنع نفسي من الانفجار في الضحك حتى سالت الدموع من عيني وكانت صديقتي تنظر إلي بغضب قائلة، " لا تثير غضبي انت الآخر فلم اعد احتمل" ثم انفجرت هي الأخرى بالضحك وهي تردد، "مسكين بالو، مسكين بالو".



#نضال_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون في أوروبا
- لماذا انقطعت عن الكتابة
- الجد و الحفيد
- حرق القرآن الكريم
- السياسة بين النظرية والتطبيق
- داعش وأخواتها لم تأتيا من فراغ, بل هما نتاج فكر مزروع في وعي ...
- فتوى الإنقاذ
- الضفدع
- رسالة إلى العالم الغربي : تريدون مني أن أكون إرهابيا، سأكون، ...
- لا مع المعارضة ولا مع الموالاة وإنما مع سوريا
- الشهيد جحش عبد المجيد
- حديث بين القبور
- الضبع والمضبوع وسورية
- ضياع في الزمكان
- بين حكم الطبيب و حكم النصيب
- عندما يكون الصمت موقفا
- ضحايا نظام العولمة المالي، اليونان مثلا
- مصر والإخوان المسلمون، إلى أين؟؟
- المتخيل الجنسي في المخيلة الرجولية
- ضيق الحبل واشدد من خناهموا


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال الصالح - مهمة فاشلة