أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - لماذا اصبح التشهير سيد الموقف















المزيد.....


لماذا اصبح التشهير سيد الموقف


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 5607 - 2017 / 8 / 12 - 03:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا اصبح التشهير سيد الموقف
من المواضيع الخطيرة التي اجتاحت المجتمع العراقي بعد الانفتاح في تكنولوجيات المعلومات ويعيش المجتمع اليوم في ظل عالم تقني ومجتمع افتراضي سيطر على أكثر اهتماماتهم وأخذ الكثير من أوقاتهم، ومن بين أبرز تلك الاهتمامات التواصل الاجتماعي التي توفرت لهم عن طريق شبكات اجتماعية على الانترنت،بوسائله المختلفة ( عن طريق البلوتوث .. البريد الإلكتروني .. المجموعات البريديه .. رسائل الجوال اوعبر المواقع التي تسعى للشهرة والإنتشار بمساعدتها وسكوت القانون عن هؤلاء عند نشرهم لمثل هذه الفضائح بالتشهير بالآخرين ، فكل دول العالم تعتبر منصات التواصل الاجتماعي من وسائل النشر التي تخضع للقوانين المنظمة لحرية التعبير سواء على المستوى الوطني، أو وفقًا للمعايير المنصوص عليها في القانون الدولي لحقوق الإنسان. وفيما يتعلق بالحدود التي ترسمها التشريعات الوطنية لحرية التعبير، فغالبًا ما توفر هذه التشريعات حماية قانونية لسمعة الأفراد والمؤسسات وأحيانًا المعتقدات الدينية والرموز الوطنية بالمعنى الصحيح ضد التشهير، ويتفاوت مستوى الحماية من بلد لآخر إلا ان في بلدنا مع الاسف ضاعت القيم لضعف القوانين التي تراقب العملية وتضع حداً للاساءات وضعف الوازع الاخلاقي الديني لهؤلاء هو ماأدى لتهاونهم بخطورة جريمتهم وماتخلفه .. دون تفكير بمدى حرمة ماقترفوه والتي غزت الشارع العراقي بشكل سريع دون تخطيط وهي حالة سيئة لاتليق الى المستوى الاخلاقي لما في مجتمعاتنا وبعيدة عن قيمنا الاسلامية ،قال النبي صلى الله عليه واله وسلم: "مَنْ سَمّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللهُ بِهِ"،
و تضافرت النصوص الشرعية حول التشهير وأجمع العلماء على تحريمها، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، هذا فيمن يحب بقلبه أن تشيع، فكيف بمن ينقل ويذيع!".
التشهيرهذا المصطلح الذي يتناول جميع أشكال التعبير التي تجرح كرامة الاشخاص بفضح أمرهم وهتك سترهم وتمزيق عرضهم والتشهير بهم والحديث مع الناس عن معصيتهم
. بترويجها ونشرها بين الناسب بدافع التباهي والبعض الآخر بهدف التربح غير عابئين بما يرتكبونه من جرم.. فلا خوف من الله يردعهم ولا حياء يمنعهم.. ولو نظر الإنسان إلي نفسه ما خاض في أعراض الناس ولا ذكر عيوبهم لأن فيه من العيوب ما يكفيه..
قديماً كان الجار عندما يطلب من جاره مساعدة أو مبلغاً معيناً يأخذه إلى مكان بعيد عن الناس ويعطيه دون علم أحد حفظاً على سمعته وعدم إحراجه، وكان الرجل الكبير في السن والمقام قدوة واحتراماً للجميع والكل يصغي لحديثه بكل احترام وتقدير وينفذون أوامره دون تردد لأنها صادقة وعادلة إضافة لحل المشكلات في لحظتها . كل تلك القيم التي سيفقدها هذا الجيل سنفتقدها نحن...وأنتم أعلم بتوابعها ....من قيم أخرى أصيلة عند كل إنسان شريف...فماذا سيتبقى لنبني الوطن أو المؤسسات والتي لا تؤمن الحفاظ على قيمها العربية والإسلامية، ورعاية جميع أفرادها. لان ليس كل ما ينشر هو بالضرورة صحيح ويستند إلى الواقع، وعليه فكل ما يرد الإنسان من حوادث وأخبار قد لا يكون صحيحاً ودقيقاً، والفطن يعلم أنه ليس كل ما يُسمع يقال وينشر، فمن جانب قد لا تكون هناك مصلحة من نشره وإشاعته بين الناس. الواجب الى عدم السعي إلى بث الأخبار الغير صحيحة التي تنطوي على مساس بالخصوصية وتسيء إلى الأفراد أو االمرسسات ، والابتعاد عن ذلك ما أمكن اقتداءً بحديث نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم «كفى بالمرء إثماً أن يحدّث بكل ما سمع»، ويتأكد ذلك في القضايا المرتبطة الامور الشخصية التي تمسّ الأسرة، لاسيما مع حرص المجتمع على توثيق أواصر الأسرة،
التشهير الواجب؛ وهو ما جاء حماية للدين، ويدخل في ذلك التحذير من أصحاب البدع في حدود بدعتهم، والتحذير من الكتب المشبوهة؛ أو يسلك طريقاً يخالف ما جاء بالقران الكريم ويخاف أن يضل الناس بذلك؛ بيّن أمره للناس ليتقوا ضلاله ويعلموا حاله، وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح وابتغاء وجه الله تعالى، لا لهوى الشخص مع الإنسان؛ مثل أن يكون بينهم عداوة دنيوية أو تحاسد أو تباغض أو تنازع"، أو على سبيل الجرح والتعديل عند الحاكم الذي توجه للحكم بناءً على شهادة المجروح، و عند إقامة الحدود استدلالاً بقوله تعالى: (وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين)
". قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، وقال النبي صلى الله عليه واله وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، وقال الرسول: الكريم (كل المسلم على المسلم حرام؛ ماله، وعرضه، ودمه)" ولا يتخذ من أعراض الناس نوعا من اللهو والتسلية وإضحاك الآخرين فلا يطيب لهم الحديث إلا بذكر عيوب الناس وتلفيق التهم إليهم ولا يبالون بما يقولون‏ .
ولكن إذا كان الإسلام يدعو المجتمع للستر علي المخطيء فهذا ليس معناه أن نكون سلبيين معه أو أن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما يرتكبه من أخطاء.. فيجب علينا أن ننصحه بالحكمة والموعظة..فالستر لا ينافي النصح بل يتطلبه.. فإن لم تؤت النصيحة ثمرتها ولم يستجب وكان الستر عليه سببا في ازدياد جرائمه مما يخل بأمن المجتمع وجب رفع أمره إلي القانون لأن السكوت عليه يزيده تبجحا وإفسادا، والفرد مكلف على ان يحرص علي سلامة المجتمع من العلل والأمراض ما ظهر منها وما بطن ويجعل مسئولية المجتمع وأمنه وسلامته مسئولية تضامنية بين جميع الأفراد كطرف والحكومة كطرف آخر.. اساسي لان القانون بيدها فالمسؤولية الاجتماعية مسؤولية تضامنية.
عبد الخالق الفلاح –باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحدة الوطنية ، الأولويات والأهداف
- الحقيقة والتهديد المستمر
- ومضات في حب الوطن
- لاشيئ سوى الاشواك
- خير الناس الساعون الي الخير
- خير الناس الساعون الی الخیر
- انحراف القيادة وسلبية النتائج
- الخبر والصحافة والمفهوم
- القرارات الدولية وخذلان الشعوب
- الكورد الفيليون الاصالة والتنصل
- القيادة وعوامل النجاح
- اتهامات الفساد ...الموضوع المستشري
- فشل الارهاب وسقوط الاقنعة
- فشل الارهاب و سقوط الاقنعة
- التحرك الامريكي المتأخر لذر الرماد في العيون
- لعبة الغباء والسقوط
- حفظ الانتصارات وديمومة المواطنة
- استانا 5 وفرص الحل
- التطبيع وسياسة الخطوة خطوة
- من حرب الارهاب الى حرب دواعش السياسة


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - لماذا اصبح التشهير سيد الموقف