أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح يوسف - هل يصبح الإلحاد راية العصر ؟!














المزيد.....

هل يصبح الإلحاد راية العصر ؟!


صلاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5605 - 2017 / 8 / 10 - 11:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس المقصود بالإلحاد هو رفض قطعي لفكرة الإله، بل سوف نتحدث عن اللادينيين واللاأدريين وكل من لا يكترث لفكرة الإله، باعتبار أن هذا الفكر وحدة واحدة في مواجهة فاشية المتدينين.
وجود الإله هو مجرد نظرية، تقوم على مسلمات مثل " الله، الملائكة، النار، الجنة، الكتب، الرسل، بداية الكون، نهايته، تعريف الموت، مفهوم الحياة "، وكما لكل نظرية من النظريات القديمة، فإن الدين يمثل تكامل النظرية المتماهي مع تلك المسلمات والفرضيات التي لا يقبل المؤمنون مجرد نقاشها.

ولكن هل المؤمنون أغبياء كما يعتقد ؟! لا شك أن قيام المؤمنين بفرض مسلماتهم على عقول الأطفال الغضة، فإن ما يحدث فعلا، هو " تعليم في الصغر كالنقش في الحجر " وهنا تم تمويه كلمة " تلقين " واستبدالها بغير مدلولها، ذلك أن نظرية اللاهوت التي تفترض مسلمة الإله، ثم تنطلق إلى خلق الكون، بدايته ونهايته، يتم " تلقينها " وإقحامها على عقول الأطفال في سن مبكرة جدا، ليقال لهم، أن عصا موسى قد تحولت إلى ثعبان يلتهم بقية الثعابين، ثم يقال أن النبي نوح صنع سفينة وضع فيها زوج من جميع الكائنات، فوضع ديك مع دجاجة، وحمار مع حمارة، ونمر مع نمرة، فهل وضع ذكر ذباب مع ذبابة ؟! ثم ننتقل إلى النبي يونس الذي مكث في بطن الحوت ثلاثة أيام أو ثلاثة أشهر، ثم يقال لهم عن قيامة المسيح بعد موته أو إسراء محمد ومعراجه إلى السماء على ظهر دابة، وإلخ من الأساطير والخرافات. خطورة الأسطورة هنا ليست فقط لذاتها، بل لأثرها التدميري على مكونات العقل العلمي، إذ يعتقد الطفل ( وخاصة في الإبراهيميات ) أن تلك الأساطير حقائق فيزيائية حدثت بالفعل، وهنا يبدأ العقل في الخلط بين الأسطورة والحقيقة، كما يخلط بين الواقع والخيال، ويتكون لدينا ما يمكن أن نسميه ( الوهم الأكبر )، ومن هنا أيضاً يتضح لنا لماذا الإيمان الديني يساوي الغباء !

من جهة أخرى فإن الإيمان المبني على الوهم، ينتج مجموعة من الشرائع والقوانين التي يتقبلها العقل المؤمن بوصفها قوانين " إلهية " مثل قتل القاتل وقطع يد السارق ورجم العشاق الذين يمارسون الحب وإلخ. أي لا تقتصر مهمة العقيدة الدينية على تدمير عقول الأطفال فقط، بل تنعكس سلباً على سلوكهم في الحياة تجاه الآخرين، حيث يتوهمون أنهم مفوضون من الإله لتطبيق القانون اللاهوتي على بقية البشر، فنرى داعش تذبح وتحرق وتفرم بالدبابات وتنسف بالديناميت وتغرق بالماء.
يذكر أن الإيمان الديني يولد الإرهاب في الغالب على النحو الذي سبق ذكره في الفترة السابقة. هنا يتم تعاطي المؤمنين مع فكرة القوانين اللاهوتية باعتبارها قوانين غير قابلة للدحض أو حتى النقاش، حيث تم تكفير الآخرين الذين لا يؤمنون بنفس اللاهوت أو نفس " النظرية " أو نفس الأوهام. ليست داعش فقط هي الظاهرة الإرهابية، بل يشار أيضاً إلى الهندوسية، حيث قتل غاندي وهو خارج من مسجد للمسلمين كان قد دخله لإرساء روح الإخاء بين الطوائف المختلفة في الهند، فقد اغتاله أحد الهندوس الذين اعتبروا دخوله المسجد بمثابة " كفر " باللاهوت الهندوسي. شاهدنا أيضا كيف أن المدعو إيغال آمير اليهودي يغتال رئيس الوزراء اسحق رابين لأنه عقد صلحاً مع الأغيار الفلسطينيين، فاعتبر " كافراً " حلال الدم حسب الشريعة التوراتية !

للقضاء على الإرهاب يجب القضاء على التكفير، ولا يوجد تكفير أصلا دون وجود " وهم الإله " الذي أشار له داوكينز، فإذا انتفت فكرة " نظرية " الإله، خالق الكون وصانع القوانين، سوف يضطر الإنسان إلى قبول الآخر المختلف وسوف يفكر في معطيات الطبيعة ( الكون والحياة ) بصورة علمية تؤدي إلى تقدم البشرية لا إلى تناحرها الهمجي البربري، البدائي، استناداً على مسلمات تنافي المنطق، إذ لا يمكن على الإطلاق جمع الدين والمنطق معاً في عقل واحد، وهي معادلة صافية نقية على الناس أن يختاروا طرف واحد منها، إما الدين وإما المنطق، إما الأساطير وإما الواقع، إما الخيال وإما الحقيقة، إما قبول الآخر أو تكفيره وقتله !!!



#صلاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشمس لا تأتي بل الأرض تدور !!!
- الإيمان كسبب لهزيمة المسلمين
- الحقيقة الصادمة: الإسلام ديانة وضعية !
- قراءة في - قمصان شفافة - لفاتن واصل
- رسالة إلى الشعب الفرنسي !
- الموجز اليسير في تزوير التفاسير !
- تفكيك مقولة: الإسلام منهاج حياة !
- تفكيك مقولة: تقبّل الله منا ومنكم صالح الأعمال !
- تفكيك الشهادتين في عقيدة الإسلام !
- تنوير: في اليابان لا يتعلمون القرآن !
- هل المثلية شذوذاً ؟؟!
- السبي في الإسلام !
- إلى السيدة موغوريني بخصوص أوروبا والإسلام !
- محاكمة الإله !
- المفهوم الحقيقي للتنوير !!
- عن هزيمة التنوير في العالم الإسلامي !
- أزمة التنوير في العالم الإسلامي !
- هل خُلق الإنسان في أحسن تقويم ؟!
- ماذا لو وصلنا لحافة الأرض ؟!
- لماذا لست مسلماً ؟!


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح يوسف - هل يصبح الإلحاد راية العصر ؟!