عبد المجيد طعام
الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 9 - 19:53
المحور:
الادب والفن
إلى كل الذين يبحثون عن وطنهم في هذا العالم الأزرق
تجاوز الثلاثين بسنتين أو أكثر لم يعد بحاجة إلى تذكر سنة ميلاده ، تخرج من جامعة مدينته الواقعة بين الفراغ و النسيان ، أعياه البحث عن عمل و انتهى به المطاف إلى تعليق أحلامه على حبل غسيل فاحترقت كلها تحت لهيب شمس قاسية .
عاش عبد الشكور ردحا من الزمن يتنقل بين تنسيقيات المعطلين يردد مع المرددين " العمل حق دستوري " لكنه كان دوما يرمق بعينين غاضبتين انسحاب الزعماء في غفلة من الآخرين الواحد تلو الآخر فقر قراره على أن ينسحب هو الآخر نحو نفسه ..هناك جمع حوله ثلة من المقصيين ، كل أولئك الذين تكسرت عظامهم تحت ثقل العصي و الهراوات و أتقن كغيرة من المقصيين هواية الحكي يكتب عن يوميات حياة لا مذاق لها ، سرعان ما انفض من حوله الكثيرون فعزم ذات صباح أن يكون شاعرا يتيه بين الانزياحات و الأوزان يكتب أسطرا مبعثرة حينا و ثائرة أحيانا أخرى عن الحب و السياسة و العصيان لكنه وجد نفسه يستجدي "لايكات" منفية...
قرر عبد الشكور أن يهجر القصة و الشعر و " اللايكات" و كل المقصيين الزرق ، ليلتحق بالشارع يوزع على المارة أحلاما ملتهبة بنيران شمس حارقة....على غير العادة خرج ذلك الصباح مبكرا و هو يتأبط كومة من الأوراق البيضاء و يدحرج قلمه بين أصابعه كبهلوان سيرك قديم. في الجانب الآخر من الطريق كان رجلا مخابرات يراقبان أوراقه و يتابعان خطواته و يحصيان نظراته و ابتساماته و يحاولان فك شفرة مداعبته لقلمه المنكسر يقدمان تقارير استعجالية لا ينتظران إلا الأوامر لإلقاء القبض على الرجل الخطير.
#عبد_المجيد_طعام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟