أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مريم نجمه - اللعب وأثره في التربية .. الطفولة الأولى - 2















المزيد.....

اللعب وأثره في التربية .. الطفولة الأولى - 2


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1456 - 2006 / 2 / 9 - 10:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



نكمل الحديث عن أهميّة اللعب بالنسبة للطفل , وخاصة في المراحل الأولى من طفولته , والمرافق بالترنيمات والغناء ( الهدهدة ) وغير ذلك من أساليب التعلّم بالكلمة واللحن والحركة ..

يقول عالم النفس ( بياجيه ) : العلم ينمّي الذكاء لأنه قادر على التعلّم به فتعطيه ثقة بالنفس "
واللعب كذلك .. يشعر الطفل بالثقة بالنفس وحبّ الجماعة , يشعر بوجوده وكيانه , ويتعلّم التعبير عن أحاسيسه ومشاعره , وارتباطه بأسرة منفتحة وإنسانيّة , يعلّمه حبّ الإجتماع والمبادرة والتكيّف مع محيطه , وتكسبه الهدوء والسيطرة على إنفعالاته , والجرأة , وعدم الخوف , والمشاركة , ويبعده عن التقوقع والإنزوائيّة والفرديّة , حيث يقوم الطفل بحركات وفعّاليّات بدافع ومساعدة من الاّخرين أوّلا . . ثمّ بإرادته ثانيا ..
فاللعب إذا مهم .. وضروري للنموّ العقلي والجسدي والإجتماعي , وهو حاجة أساسيّة كالغذاء .. والهواء ..

ويبدأ اللعب مع الطفل في مرحلة الطفولة الأولى ( منذ اليوم الأوّل للولادة حتى ست سنوات ) وتستمرّ حتى المرحلة الثانية ( من 6 – 11 – 12 ) سنة – لكي يتأهّل لإستقبال الأعمال والمهارات التي تتطلّبها مراحل النمو المقبلة .
وبواسطة اللعب , يتشجّع الطفل على الحركة وتعلّم الكلام الذي يتطلّب المهارة والشجاعة والتكرار والمثابرة والهدوء من الوالدين والأسرة , أو المشرف على تربيته - طبعا بقلب فيّاض بالحب والحنان والصبر .

وللحقيقة أعترف .. بأنني بعدما حصلت على دبلوم التربية والتي أفادتني كثيرا في ثقافتي عموما , وفي علاقتي مع أفراد أسرتي خاصّة , وقد اختلفت تربيتي لأطفالي قبل الدراسة وبعدها . حيث كنت أجهل الكثير من أساليب التربية الحديثة للطفلولة أو المراهقة , لأن الزمان والمكان , يختلف بين الريف والمدينة .
فقد كانت القرية والريف عامة .. يوفّر للطفل الكثير وبصورة تلقائيّة , ومجانيّة ومحبّبة , وقد اكتسبت الكثير من هذه الميّزات من ممارستي اللعب إبتداء من حضن والدتي .. إلى الأسرة فالحيّ .. ثم ملعب القرية الذي لا تحدّه حدود , ودون أن يقوم الأهل في البلدة بدراسة دور وإيجابيّات وتأثير اللعب وأهميته في تربية الطفل , بل كان الحسّ الشعبي والذكاء الفطري والتجربة الإجتماعيّة الإنسانيّة المنفتحة والمتحرّرة سواء كان المجتمع رعويّا أم زراعيّا , صناعيّا وتجاريّا مهنيّا ...
فأنا مدينة لقريتي .. وأسرتي التي أغنتني بأزهى وأجمل مرحلة في حياتي , التي هي مرحلة الطفولة السعيدة – التي لا زلت حتى اليوم أستلهم منها كتاباتي .. وأغني ثقافتي .. وخيالي .. وسلوكي
لأن حضن الأمّ في العام الأوّل للطفل .. وحضن العائلة الصغيرة والممتدّة , هي بمثابة مدرسة أولى و " دار حضانة " يغذّي ويرفد خياله ويخدمه حتى الكبر , وحتى مرحلة الجامعة .. وما بعد
وكما قال شاعر العراق – معروف الرصافي :

فحضن الأم ّ مدرسة تسامت – لتربية البنين أو البنات
وتتّسق المكارم باتّساق - كما اتّسقت أنابيب القناة
وأخلاق البنين تقاس حسنا - بأخلاق النساء الفاضلات ..

العادات .. والتقاليد والنظافة :
كانت النساء في الريف قديما .. يتحايلن على الغسيل , والوقت , والنقود , والمصروف في ذلك الزمن البسيط والفقير , زمن الإنتاج والإقتصاد الذي لا يعرف مظاهر الإستهلاك بعد , وعدم دخول الكهرباء والغسّالات , والمنظّفات ..
كنّ يضعن الطفل منذ الولادة بالسرير ( الحديدي – أو الخشبي ) أو الأرجوحة .. كان كلّ شئ منظّم ومنضبط بدراية وذكاء .
ومنذ الشهر السادس يبدأن يعلّمن الطفل " نظافة نفسه " ..
للنظافة والراحة لهن , ولإختصار الغسيل .. الخ وهكذا حتى السنة من عمره , ليكون الطفل متعلّما كل شئ متّبعين القول الشعبي المأثور : " العلم بالصغر كالنقش بالحجر " .
وحتى الطعام .. له أصوله , وأولويّاته , وأوقاته وعاداته وترتيبه وتنظيمه ...

ففي السنة الأولى عند الطفل كما هو معروف , يبدأ الطفل بالزحف على الأرض ثم الوقوف لوحده , وبعدها المشي وهذه بعض الأغاني والترانيم أ والردّات للتشجيع , التي ترافق هذه الحركات أو الخطوات الأولى :

دادا ودادا ودادا
دادا وياالله يمشي يمشي
لا جبلو ل ( سمير ) خروف محشي
إبني ياالله يمشي يمشي
دادا لجيبلو طبق محشي
دادا لجبلو خروف محشي " .

2 – " دادا ودادا ودادا
ياالله , كثروا الزوّادة
دادا و دادا و دادا
دادا ويا الله ويا الله
دادا ويا ما شا الله
داد ويا .. عبد الله
ودادا و يا عبد الله " .

3 – عندما يبدأ بالوقوف –
وحدو وحد و وحدلّو
على عروس بدوّر لو
تكون منظومة وتصلح لو
تكون مهضومة وتصلح لو " .

4 - أغاني أثناء النوم : يا عمّي يا بيّاع الزيت

يا عمّي يا بيّاع الزيت
خذني لعند أمّي على البيت .
يا عمّي يا بيّاع العنبيّا
خذني لعند أمّي وبيّا
كنت أشئش , كنت حطّب
كنت جيب لأمّي ميّا
بيتنا حدّ الكنيسة
وبقرتنا حمرا خميسة
شافوني الغجر
أخذوني عا بلدة مجدليّة ...."

5 - " حبّيني يا بنت الدار
حبّيني وخذي دينار
حبّيني وحبّي البابا
حتى نمرجحك ليل ونهار .. "

6 - من أغاني الشتاء للأطفال :

" حوح حوح يا بردي
أشأوشة حطب ما عندي
عندي بنت زغيّورة
تدقّلي عالطنبورة " .
ترديدة ثانية :
" حوح حوح يا برد اللحلوح
لفّني في عبايتك
وارميني عاالأسطوح " .

معروف كذلك .. أن طلوع الأسنان " اللبنيّة " للطفل .. تبدأ منذ الشهر الرابع من عمره وما فوق , وهذه لحظة مقدّسة عند العائلة , لعلاقتها بالخصب والحياة , فقد
قلّد الإنسان الكون في حركته الدائمة , وتواصله بإيمانه بالقدرة الكونية لهذه الحركة , وهو لهذا يقدّس الحركة والإحتفالات التي تجدّدها حيث يقول المثل الشعبي : " الحركة ولود والسكون عاقر " , وبما أن الإنسان يمر بمراحل مختلفة بداية من الولادة إلى الوفاة , وجب عليه الإحتفال بكل مرحلة , وتقديم الأضاحي محاكاة لرمزيّة الحركة الكونية -
وفي هذه المناسبة .. يقبل الأهل التهاني والهدايا من الأقرباء والجيران والأصدقاء , كذلك الأم توزّع الهدايا أوّلا , مثلا : قمح مسلوق مع السكاكر , أو حلويّات , أو غير ذلك , لإعلامهم بهذا الخبر السعيد , ويلقى الطفل كل عناية ودلع وترفيه وحبّ ويرددن النسوة والصغار :

" بهلك بهلك وسبع جمال بحملك
من الفستق والبندق كلّه لطلوع سنّك" .

7 – أغنية لكفّ وأصابع يد الطفل :
تضع الأم طفلها في حضنها وتمسك كفّه وتردّد أمامه :
" باح يا باح يا عرق , غصن التفّاح
يا إيدين " هدى " .. يا بيض يا ملاح
هذا الكتف للجرّة , وهذا الكوع للسلّة
وهذي الإيد للسوارة
وهذا الكفّ بركة الفضّة
نزل العصفور يتوضّي
هاي الإصبع كمشتو
وهاي الإصبع ذبحتو
وهاي الإصبع نتفتو
وهاي الإصبع شوتو
وهاي أكلتو , وهاي قالت :
والنبي لأقول لأبي
كت .. كت . . يابيت الفار " .. بحركة لطيفة من يد الأم على صدر الطفل
فيبدأ بالضحك والفرح .. وهكذا يستمر الغناء والرياضة واللعب جنبا إلى جنب .. يتبع



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعب .. وأثره في التربية - الطفولة الأولى
- تراجع اليسار والعلمانيّة .. وهيمنة اليمين والظلاميّة .. ؟
- من الرائدات .. الشاعرة نازك الملائكة - 2
- من الرائدات - الشاعرة نازك الملائكة
- لن ننساك يا جبران .. أيها البطل الشهيد و ( قدّيس لبنان الجدي ...
- من سمات المرأة الكرديّة في التراث الأدبي الكردي .. سرفراز عل ...
- تهانينا لأسرى الحريّة والرأي في سوريّة - الشمس أشرقت لا مكان ...
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ : الكوادر - تتمّة
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ : الكوادر
- الإغتراب عن الوطن وتأثيراته الروحيّة والفكريّة والإجتماعيّة ...
- الإغتراب عن الوطن وتأثيراته الروحيّة والفكريّة والإجتماعيّة ...
- الإغتراب عن الوطن وتأثيراته .. الروحيّة والفكريّة والإجتماعي ...
- اّمال .. وتمنيّات .. لعام 2006
- هولندة محطّة .. تجربة , مواطنة , وتقيم-3
- تحيّة وسلام .. إلى - أم كلثوم العراق - .. الفنّانة فريدة محم ...
- - صلاة والدة -
- شقائق الليل
- إستشهاد جبران تويني .. قربانا لميلاد لبنان الجديد . إلى شهيد ...
- الديمقراطيّة ليست شعارا .. هولندا محطّة , مواطنة .. وتقييم
- نمت على ضفاف ( الحوار المتمدّن ) أشجار باسقة .. وحقول النورو ...


المزيد.....




- طريقة تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 “الوكالة الوطن ...
- أجساد منهكة في تونس .. الهجرة غير النظامية تترك ندوبا عميقة ...
- شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر عبر ا ...
- الشرطة تحظر النشر.. اغتصاب فتاة في تل أبيب وصحفي مستقل ومنصا ...
- بالحرم النبوي..امرأة تصفع رجل أمن والاخير يرد عليها بصفعتين+ ...
- كيفية التقديم على منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر والش ...
- فرصة مميزة لنساء الجزائر.. رابط التسجيل في منحة المرأة الماك ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 20205 الجزائر ...
- مزيد من الاطفال الشهداء اثر تصعيد وحشي لجرائم القتل والإبادة ...
- لماذا تستثمر النساء بشكل مختلف عن الرجال؟


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مريم نجمه - اللعب وأثره في التربية .. الطفولة الأولى - 2