أحمد صبحي النبعوني
الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 8 - 01:04
المحور:
كتابات ساخرة
لماذا يبتلع الحوت القمر ..؟ هل الحوت يستطيع أن يطير إلى السماء ؟ وهل القمر وجبة غذاء دسمة ؟ اسئلة كثيرة كنا نطرحها ونحاول فهمها و أدراكها حول هذه الظاهرة الكونية الفريدة عندما كنا أطفالا حيث كان يطلب منا أن نجتمع مع أطفال الحارة و ننقر على علب السمنة الغارغة بالاعواد الصغيرة حتى يسمع الحوت هذه الأصوات ويخاف ويهرب ويتراجع عن ابتلاع القمر صديقنا وأنيسنا في الليالي المقمرة ...
كان ضرب التنك والصواني وعلب السمنة الفارغة محاولة للدفاع عن القمر .....
هذه الخرافة ذات منشأ قديم جداً، وفي الجزيرة العربية كانت موجودة قبل الإسلام، ويذكر الباحثون أن «عرب الجاهلية الأولى يعتقدون أن القمر في ضائقة أو أسر فكانوا يضربون بالمعادن محدثين ضجيجـًا وجلبة». تتأسس القصة على أن الحوت يخرج من عالم البحار ويبتلع القمر، ثم يعود من حيث جاء . وثمة تأصيل للخرافة/ الأسطورة تعود في جذورها إلى الكنعانيين.
واستمرّت الأسطورة في التراث الشعبي العربيّ على الرغم من أن لا أساس لها في العلم أو الدين، قبل أن تنحسر في السنوات الأخيرة. وقبل انحسارها؛ كانت طرق التعامل معها مصدراً لمخاوف الأطفال العميقة، فما يراه الطفل من فزع لدى الكبار وما يسمعه من طرقٍ متواصل على «المعادن» لم يكن من المشاهد التي يُمكن فهمها واستيعابها. تبقى أمراً غامضاً وملفوفاً في المجهول والغيب اللذين لا منطق فيهما.
ولذلك؛ فإن الدعاء على الطفل بأن يأكله حوت القمر يعني ـ بالنسبة له ـ معايشة الرعب الذي كان الكبار يفاجئونه به في الليالي القمراء.
#أحمد_صبحي_النبعوني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟