أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد هشام - دولٌ أم مَتَاع ؟ (2) ولا شيء أكثر














المزيد.....

دولٌ أم مَتَاع ؟ (2) ولا شيء أكثر


محمد هشام

الحوار المتمدن-العدد: 1455 - 2006 / 2 / 8 - 09:27
المحور: كتابات ساخرة
    


نُحي الشيخُ المريضُ أو تنحى، وحلَّ محلَّه شيخٌ آخر ينحدر من "فخذ" آخر في نفس العائلة، وفي الظل ينتظر شيوخٌ من هذا "الفخذ" وذاك أن يحين حيْن الشيخ الجديد، وهو آتٍ لا ريب فيه، فيتبوأ كلٌ مكانَه المأمول في دواوين الإمارة. غضب الأقرباء والنُسباء من "فخذ" المريض حيناً، وأصروا على "حق" كبيرهم في خلافة الأمير الراحل. استُدعيت، في غمار الغضب، أحكامُ "دستور" ينص على إمارة وراثية يتوارثها أحفادُ الأمير الكبير الذي جاء إلى سدة الحكم قبل أربعة أعوام من أفول القرن التاسع عشر، وبنود "قانون" لتوارث الحكم في الإمارة يقضي بتناوب الحكم بين "الفخذين". أُشير من طرف خفي إلى أن الأمير الراحل لم يكن أوفرَ صحة من الشيخ الذي يُراد تنصيبه، ولكن كرسي الإمارة ظل قابعاً تحت جسده العاجز زهاء عقد من الزمان دون أن يقدر هو على تركه أو يجرؤ غيرُه على إزاحته. ربما سيقت الحُجَّةُ أيضاً: ألم يكن الشيخ المريض ولياً للعهد منذ سنوات طوال، ولم يحُل مرض الولي دون استمرار العهد، فلماذا يُحال الآن بينه والانتقال من سُباته في قصره إلى سُبات أعمق في قصر الأمير؟ تنقل رُسل بين "الفخذين" لحمل الكبراء من "الفخذ" الذي حان دورُه في الولاية على مبايعة الشيخ الذي لم يحنْ دورُ "فخذه". بدا أن الكبراء أذعنوا حرصاً على صلات القربى بين "الفخذين"، ولكن بقي أن يُكتب للشيخ كتابُ تنازل، وتُعقد للشيخ الآخر جلسةُ مبايعة. تلكأت الشيخة، زوجة الشيخ المريض، في تسليم كتاب التنازل إلى من ينتظرونه، وطلبت في المقابل أن تحتفظ بلقب السيدة الأولي وحرم سمو الأمير، وأن تُخصص لها مخصصات أميرية تصل إلي أربعة وثلاثين مليون دولار سنوياً، وأن تُمنح طائرة خاصة من الديوان الأميري لرحلاتها، ثم أن يُعين نجلُها الشيخ، المسمى باسم جده، مستشاراً في ديوان ولي العهد المقبل. ربما لم يكن لائقاً منها أن تصر على اللقب، فالأمير القادم له هو الأخر "حريم" لا يدري عددهن، ولابد أن تكون إحداهن هي الأولى، ولكن ليس من اللائق أيضاً أن يتساءلَ سائلٌ عما كانت الشيخةُ ستطلبه من أموال أو طائرات لو وُضع شيخُها على كرسي الإمارة... أتطلب وهي مقصد الطالبين؟ في نهاية المطاف، لم يطق المنتظرون صبراً، فعزلوا المريض وبايعوا الأقل مرضاً. نُحي "فخذ"، وذهبت الإمارة إلى "فخذ" سواه.
ولا شيء أكثر، لا شيء. ليس هناك سوى لغةٍ آسنةٍ لا تفضي إلا إلى صحراء يتوسطها "فخذان" لا يدلان على بشر أو بهيمة يتعاركان على كرسي لا ينتمي إلى وطن أو زمن. ولا شيء أكثر. لا شيء. لغةٌ تحض على التثاؤب، لا يؤرقها سؤال ولا تُحيل إلى أبعد من حدودها. صحراء من كل اتجاه لا سر فيها ولا دهشة. فخذان مُتخمان بالهزال لا حَوْلَ لهما ولا حيلة. عِراك بين باطلَيْن لا فخر فيه ولا انتصار.
صحراء من كل اتجاه. ولا شيء أكثر. لا شيء.

6 فبراير/شباط 2006



#محمد_هشام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق على مقال الأستاذ/ جاسم المطير بعنوان -إلى المثقفين الم ...


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد هشام - دولٌ أم مَتَاع ؟ (2) ولا شيء أكثر