احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب
(Ahmed Abo Magen)
الحوار المتمدن-العدد: 5599 - 2017 / 8 / 2 - 21:49
المحور:
الادب والفن
تَركتْهُ مَجنوناً
يُداعبُ الطِّينَ في طُرقاتِها
يشحذُ النُّورَ من ثقبِ إنتظارٍ كاذبٍ
يَأكلُ بَقايا ذِكرياتٍ صَدأة
وَلايَشربُ مَاءَهُ إلا من بئرِ النَّدم
لَطالمَا سَمعتُهُ يَقول :
مَسبحةُ غَرامِكِ
كانتْ قَوية، قَويةً جداً
وَيَتناقلُها المَصلون
لاأعلمُ كيفَ انفرطتْ بِوجهِي
وَأنا لَم ألمسْهَا
وَلَم أكنْ من المُصلين !!!!
______________________
عَابرةُ سَبيلٍ
قَطعتْ طَريقَ تَأمُلي
بــ : مَرحباً
نَظرتُ إليها بِإلتفاتةِ مَخبولٍ
شَاهدتُ في عَينيها
أجلي الذي ماوَعدني بِهِ أحدٌ
وَسَبعَ سَماواتٍ لسنَ طِباقا
وَنُجوماً مُعلقةً كالعَنب
وَحضارةً من زُهورِ السَّوسن
وَنَبعاً من أكاليلٍ نَضِرة
يَعتليهِ ضَوءٌ أجملُ اللَّون
وَسربُ فَراشاتٍ مُشاعبة
يَتوسطُهنَ جِسرٌ من عَاج
على جَوانبِهِ أوتارٍ رَقيقةٍ
كــ نِياطِ القلب...
كلَّما نَقرَتْهنَ فَراشةٌ
تَتبخرُ مِنهنَ أنغامٌ عَذبة
مُحملةً بَأسماءِ أمنياتي
وَفي بؤبؤِ عَينيها رَبيعٌ
نَعم هو الرَّبيعُ ذَاته
الذي غَادرَ إليهِ فَان جُوج
بّعدما قَادَ بِنفسِهِ
عَربةَ الإنتحَار
ثُمَّ مالبثتُ حتَّى رَأيتُ
غِيوماً وَرديةَ العِطر
تَتنقلُ دُون أن تَصطدمَ
مع طُيورِ الفلامنكو
كنتُ سَأرى الكثيرَ وَالكثير
لولا أنها رَمشتْ
لا أعلمُ حَقاً
من أين أتتْ عَواصفُ الخَجل
لِتَنهشَ أبوابَ شُعوري
رُبما لأنني نَسيتُ
أن أردَّ عَليها : مَرحباً
_____________________
يَغصُّ بِالذِّكرى
نَاسكُ بِلا مَعبد
فَارسٌ بِلا جَواد
مَنفيٌ بِلا مَأوى
بَاكٍ بِلا مُؤنسٍ يُكفكفُ نَشيجَه
يِلتحفُ بِعباءةِ الفَرح
خَوفاً من أن تَلتهمَ أعينُ الضَّوء
جَسدَهُ الحَزين
وَتُعيدُهُ إلى أمجادِهِ الطِّينية
دُون شُموعِهِ الأربع
يَنظرُ إلى عَاملِ المَقهى
كيفَ يَصبُّ لَهُ الأوجاع
في كوبٍ أسود
وَقبلَ أن يَرتشفَها
تَحطُّ أمامَهُ الذِّكريات
على هيأةِ عَصافيرٍ
تَوهمتْ بَأنهُ حَبةُ قَمحٍ كبيرة
تُنقِّرُ فيهِ حتَّى يُغمى
على سَبيلِهِ المُنهكِ بِالخُطى
وَهو يَفقدُ إتجاهاتِهِ
بِأسلوبٍ عَقيم
وَلا يَنتبهُ إلا حين تَلسعُه
حَرارةُ سِيجارةِ الرَّابعة
ثُمَّ لايَلبثُ قَرارَ تَلعثمِهِ
إلا أن يُعيدَ كرَّةَ الدُّموع
كرَّتين
كرَّتين
وَأكثر....
#احمد_ابو_ماجن (هاشتاغ)
Ahmed_Abo_Magen#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟