أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - زواج المسيار: العسكر والسلفية















المزيد.....

زواج المسيار: العسكر والسلفية


عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)


الحوار المتمدن-العدد: 5599 - 2017 / 8 / 2 - 11:06
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كل يوم تتدافع الأحداث المؤسفة على هذا الوطن من قتل ودمار وتشويه وتشريد، وكل ذلك ممن يزعم البعض أنهم أبناء هذه الأمة ولا يختلف إثنان عاقلان على أن الكثير منهم وكلاء لتنفيذ مخططات خارجية إما جهلاً وهو الأكثر أو من أجل صيت ومال وهم القلة شبه المتعلمة، أو المتعالمين كما يقول الاستاذ مالك بن نبي، أي وكلاء يعيشون على مهايا وعطايا الدول المناوئة لأي تغيير أو تحضر وتقدم لهذه الأمة، لأن ذلك سيزلزل عروشهم ويهدم أنظمتهم ويسفه سلاطينهم وعروشهم.
ما قامت به اللجنة العليا للإفتاء بالهيئة العامة للأوقاف وشؤون الزكاة التابعة لــ”حكومة الثني”، من خلال فتوى لها نصّت على تكفير أتباع “المذهب الإباضي، ليس بجديد على الإباضية ولا على غيرهم من الفرق الإسلامية، ولكن الجديد في الامر ان تصدر من طالبي علم وكلاء عن هيئة كبار علماء السعودية ليبيون يعيشون على هذه الأرض، إحتضنتهم هضابها وشعابها وبحرها، مدنها وقراها، وعاشوا على ريعها ونفطها، وتنصلوا من واجباتهم الوطنية، وهم ممن تجدهم سباقون للعير خوالف عند النفير، لم يكلفوا أنفسهم الإطلاع على أمهات الكتب لأقدم مذهب من المذاهب الإسلامية وهو المذهب الإباضي الذي أدرك جل تابعية الصحابة والتابعين وعلى رأسهم جابر بن زيد، وتوالت طبقات المشائخ من القرن الثاني إلى الوقت الحالي بمئات من العلماء المتبحرين في شتى مناحى الدين الإسلامي، ربما آخرهم ممن توفاهم الله الشيخ محمد بن يوسف أطفيش والشيخ بيوض بن عمر والشيخ على يحى معمر ، ومن الأحياء مفتي عمان الشيخ الخليلي.
لا يخفى على أحد أن أعضاء اللجنة العليا السلفية للإفتاء بالحكومة المؤقته ورئيس هيئة المساجد حمد بودويرة من المرج جلهم ممن ضحكت عليهم الإدارة الأمريكية فخاضوا حربا خاسرة لهم وللمسلمين في أفغانستان وقاتل جنبا إلى جنب مع الكرامي "مفتي داعش في ليبيا" وهم فئة وهابية تكفيرية إكتوى العالم أجمع من تزمتها وتشددها وتخلفها، فهم من حاز السبق في تفجيرات واشنطن ولندن وباريس، وناصر داعش والقاعدة ومولها، يقول الشيخ الكلباني لا يوجد فرق بين السلفية وعقائد الدواعش، فهم سلفية جهادية متطرفة.
مصادر التهديد للدول الخليجية
نظام الحكم في الخليج بني على أسس طائفية من بدايته، ففي السعودية الحكم لأبناء محمد بن عبد العزيز جيلا بعد جيل ولضمان إستمرار الملك (والمُلك لله) عقد إتفاق مع محمد بن عبد الوهاب بأ تكون المشيخة (السلطة الدينية) لأبناءه، المعروفون حاليا بآل الشيخ، وهم جل المشائخ المقربين للسلطة حاليا، رغم ذلك توجد الكثير من التصدعات في المجتمع الخليجي يتم معالجتها بتوفير الرفاه والبذخ لكل من يفكر في المعارضة، أو الضرب بالحديد إن كان قد خرج عن الطاعة (انظر كتاب ناصر السعيد).
وفي سبيل ضمان المُلك وضعت الرياض خطط كثيرة لإبعاد الخطر الداهم عليها، والمتمثل في ثلاثة عوامل خارجية، أولها خطر المذهب الشيعي بعد نجاح الثورة الإيرانية وتفعيل المجموعات المنتمية للمذهب له في دول تشكل هلال يلف دول الخليج؛ بداية من اليمن والبحرين والعراق إلى سوريا ولبنان.
الخطر الآخر مشكلة الديموقراطية؛ حيث تحول أكثر من 120 دولة خلال ثلاثين سنة الماضية (منها دول عربية وإسلامية) إلى بناء المؤسسات والإنتخابات والتداول السلمي على السلطة، وهو ما لايمكن تصوره في الخليج، ولم يعد ينطلي على شعبها التعذر بالخصوصية الاسلامية مما جعل مشائخها يكفرون النهج الديموقراطي في الحكم.
الخطر الثالث قيام الإسلام السياسي بطرح بديل متطور للحكم يتوائم مع الحداثة ومنطلقات الدولة العصرية، مقابل الإسلام الرجعي، الذي تسلب فيه إرادة الشعب مقابل الريع المادي، وفي هذا الصدد ينعث الإسلام السياسي ومنهم الإخوان بأنهم الخوارج وأنهم المفلسين وأنهم طلاب حكم وأنهم كلاب أهل النار، وتضافرت جهود العسكر في مصر مع الخليجيين لتجنيد ألاف المشائح الماجورين وصبيتهم للضخ الإعلامي صباح مساء، ولا يخفي على أحد محطة صوت السلف في ليبيا التي لا يوجد بها داعية ليبي ولا تسجيل لشيخ ليبي بل كل موادها من شيوخ الخليج ومصر، إذاعة سلفية على إف إم تهاجم طوائف المجتمع وتكفر من تشاء من وسط طرابلس ويركب هوائي بثها من على هوائيات البريد العام؟؟؟ هذا ما لم يحدث حتى في بريطانيا أو ألمانيا أو فرنسا، فخطاب التكفير والكراهية وتفريق المجتمع مرفوض شكلا وموضوعا في الشرائع والقوانين.
وحتى لا تنتقل المنغصات السابقة إلى هياكل الدول الخليجية تم تخصيص ميزانيات ورصد أموال لتكوين مجموعات موالية في الخارج، ومنها الفرق السلفية في ليبيا وتونس والمغرب وفرقة رسلان في مصر والقاعدة في بلاد الرافدين وسوريا والتي تحولت إلى داعش بعد ذلك. قال المفكر الإسلامي عبد الفتاح مورو في تصريحات ل "بي بي سي"، (إن قطر والسعودية تدعمان مجموعات سلفية متشددة مذهبيا ما يهدد استمرار المذهب المالكي المتسم بالاعتدال والوسطية والذي تتبناه غالبية الشعب التونسي، وأن الدعاة السعوديين ينظمون في تونس “دورات تكوينية مغلقة” تستمر ثلاثة أشهر، ويدفعون مقابلا ماديا للشبان الذين يتابعونها،) وهذا عين الذي يحدث في ليبيا وأكثر .
مسألة التكفير:
مسألة التكفير ديدن الكثير من مشائخ الرياض ضد المخالفين لهم في الخارج وقد توجه سهامهم إلى بعضهم البعض في الكثير من الأحيان تبعا لإرادة السلطة وتوجهاتها، فمثلا؛ تكفير ابن عبد الوهاب للبدو! وأنهم (أكفر من اليهود والنصارى)، وتكفير المصريين والعراقيين وأهل الشام: قال ابن باز بالنص [أهل مصر كفار لأنهم يعبدون أحمد البدوي وأهل العراق ومن حولهم كأهل عمان كفار لأنهم يعبدون الجيلاني وأهل الشام كفار لأنهم يعبدون ابن عربي وكذلك أهل نجد والحجاز قبل ظهور دعوة الوهابية وأهل اليمن ، تكفير الصوفية: وقال أيضاً في ابن عربي أنه أكفر من فرعون وأن من لم يكفره فهو كافر بل تكفير من شك في كفره ! وهذا فيه تكفير لكل الصوفية .
أهل الحجاز واليمن انتشرت فيهم عبادة ا لطواغيت والأشجار الأحجار والقبور وبالتالي هم كُفار ، وكذلك حزب الله الذي قارع الصهاينة فهو كافر: مفتي السعودية الرسمي عبد العزيز آل الشيخ يخرج حزب الله من الإسلام (أي أن حزب الله كافر) ، ويستمر الحرب على الصوفية وقتلهم أوجب من حرب اليهود فقالوا بالنص : في كتاب عقيدة التوحيد (حاربوا الصوفية قبل أن تحاربوا اليهود فإنها روح اليهودية والمجوس) كما أن هناك فتاوي تافهة كثيرة مثل تحريم القول بدوران الأرض وتحريم لعب كرة القدم وتحريم لعبة البيكيمون، وتحريم علم الجغرافيا والجيولوجيا.
هذه الهرطقات شأن داخلي يصدقها البعض ويضحك منها وعليها آخرون، ولكن أعظم تزييف إنطلى على جمهور العامة وطالبي العلم (من عاطلين عن العمل وعمال وفننين لم يرق لهم عملهم فأعتلوا منابر المساجد ومهربوا السلع والوقود وخريجوا السجون ممن أصبحوا مشائخ بفعل التمذهب السلفي) هو الدعوة إلى السنة على فهم سلف الأمة (وهنا يزاح القرآن جانبا) ويترك العامة مذاهبهم من مالكية وشافعية وحنفية وإباضية لينخرطوا في مشروع التمذهب بالمذهب الحنبلي وتعديلاته على يد إبن تيمية بلا شعور، يساقون بقوة إعلام الفضائيات وإذاعات الأف إم مثل صوت السلف وقناة وصال وغيرها إلى مذهب مستورد تكفيري يبشر له عشرات من المشائخ المأجورين، ويكفرون غيرهم. وبذلك تحولت عشرات المدن إلى ما يسمى بالسلفية، علما بأن هذه التسمية لم تكن لها معنى في زمن الصحابة والتابعين بل حتى القرن السادس الهجري، ولتسويق ذلك يتم تزيف التاريخ والمذاهب مثل قول: أن مالك وأبوحنيفة كانوا على المذهب السلفي، مع العلم أن إبن حنبل ولد بعدهم، وأن مالك كان يقبض في الصلاة فلما تورمت يداه توقف عن القبض، ترهات ما بعدها.
السلفية والحكم:
عرف عن السلفية أنها لا تريد أن تحكم ولكنها لا تعيش بلا ظل حاكم، فمعظم المذاهب الإسلامية لا تهتم بمن في السلطة، اما السلفية فإن مصالحها لا تكون إلا في وجود تبادل منفعة مع الحاكم، اي أن زواج المسيار النفعي هو السبيل الناجج لنموها وتطورها ولذا لم تنتشر خارج دول الخليج، ففي السعودية هي المسوغ للملك، وفي مصر ناصرت الإخوان ثم إنقلبت عليهم ووالت العسكر، وفي ليبيا حاولت مع المؤتمر الوطني فعجزت وأصبح تتبادل المنفعة مع العسكر، (للعسكر الحكم والبيعة وللسلفية التغلغل في أجهزة الدولة لصالح فردي أو لصالح الدول التي لا تذخر جهدا لدعم هذه المجموعات). وفي هذا السياق تكون مناصحة الحاكم سرية، ولا يجوز معرضته أوالخروج عنه، وهو ما يعطل جميع المنظومات الرقابية ومؤسسات المجتمع المدني، فتتعطل الشفافية والعدل والإنصاف، وتلجم الصحافة ويزج بالمعارضين في السجون، وتقمع المرأة (فهي قاصرة وإن وصلت 60 سنة من العمر)، ويتم تحريم الإنتخابات والديموقراطية والحكم الرشيد، وليس هناك موقف إلا موقف ورأي الحاكم وشيوخه.
بالمقابل نرى الإخوان لهم رؤية ومشروع سياسي منذ حسن البنا وأبوالأعلى المودودي وسيد قطب، ومشروعهم الإصلاحي ينطلق من الشعب وإلى الشعب، وينبذ حكم العسكر والطاغوت بأنواعه، وإن شاب بعض المنتمين لهم نوع من التشدد وعسكرة الجموع بعد إختلاطهم بالقاعدة.
ردود الأفعال:
للأسف خطاب الكراهية من حكومة طبرق ولجنة الأوقاف بها لم يكن له رد فعل محلي كبير سوي تنديد بعض المثقفين، وحكومة الوفاق واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالتصرف المشين لهذه الحكومة، في حين أن منظمة العفو الدولية قد أصدرت بيان تندد فيه هذه التصرفات المعيبة. ردود الفعل المحلية كانت متماهية مع هذه المجموعات لعدة أسباب منها التماهي مع مصر والسعودية وعدم الرغبة في إنزعاجها، ومخافة توقف تمويلها ومناصرتها للمجموعات المتورطة، وللعامة سكرة السلفية التي لم يستفيق منها جمع كبير من الشعب الليبي والذي يعتبرها المنهل العذب والطريق السديد لدخول الجنة والوقاية من النار. إنها الغفلة لمجتمع رزح تحث نير التجهيل لأربعة عقود.



#عيسى_مسعود_بغني (هاشتاغ)       Issa__Baghni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش العنصري: تركة ثقيلة وإنتصارات باهتة
- الفكر الأيديولوجي والصراعات الإقليمية
- حقيقة الصراع في الجنوب الليبي
- العقل الجمعي السقيم
- الترتيبات الأمنية بالعاصمة الليبية
- متلازمة القبلية: المال والرجال والبارود
- ستاتسكو الحالة الليبية
- قراءة لأدوار المجتمع الدولي والنُخب في ليبيا
- دخول الفردوس بقطع الرؤوس
- رخاء الدول (الكافرة) وتأخر المسلمون
- صناعة الخوف
- إجتماع المصالحة بنالوت وأهمية الميثاق الوطني
- بوادر الإنفراج لأزمة الليبية وأهمية المصالحة
- طوبى للجنود الفرنسيين ومن حارب معهم
- المفتي ودار الإفتاء الليبية
- الطريق إلى سرت
- البرلمان الليبي في إنتظار رصاصة الرحمة
- الهجرة: من قوافل إلى قوارب الموت
- للوطن ربا يحميه
- الفيدرالية وأزمة نظام الحكم في ليبيا


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - زواج المسيار: العسكر والسلفية