ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 5599 - 2017 / 8 / 2 - 09:41
المحور:
الادب والفن
-6-
" تقولين لي أنتِ تخافين الحُبّ.
لماذا تخافينه يا صغيرتي؟
أتخافين مجيء الرّبيع؟"
...
..
.
- هشام. اسمح لي أن أتحدث معك بصراحة ولا تقاطعني من فضلك.
أنا أخشى الحُبّ. مَنْ مرّوا في حياتي من قبلك مِن رِجَال خدشوا إنسانيتي. جعلوني أتحوّل إلى لبؤة تسعى للدفاع عن كيانها الأنثويّ وكَرَامتها.
أشعر أنّني في صراع مع ذاتي.
أنا مغرمة بك ك إنسان مثقف.. حنون.. رومانسي..قائد.. آسِر.. صاحب مخيلة واسعة .. مُخلص بطبيعتك.. تصارع في سبيل من تحبّ وتودّ حمايتها بصدق. تجذبك صورة الرّاعي والمُدافع والحَامي. لا تتراجع أمام التّضحيات الكبيرة.. تستهويك كلمة "بطولة".
رَجُل مبادئ .. ترتدي ثياب العَظَمَة.تؤمن بالحُبّ الكبير الميثولوجي المُغنَّى على قرع الطّبول كما في القرون الوسطى.
لكَ سِحْرٌ وتسلُّط وهيبة لا بدّ من الإعتراف بها.
تعي حاجاتك ومشاعرك وكالأسد تزأر عند الضرورة.
تبحثُ في شريكة حياتك عن الإستقرار.
تتحلّقُ النساء المُعجبات من حولك لكونه مِن الصَّعبِ مقاومة مغناطيسيتك.
لا تستطيع العيش مع امرأة لا تكتفي بأن تكون أنت مِحْور حياتها واهتماماتها.
تحتاج أن تشعر أنّك الشّمس التي حولها هي تدور.
تنتظر منّي لَعِبَ دَوْرِ المَلِكَة التي تقف إلى جانب المَلِك لكي يشعر بالفخر والإعتزاز.
العلاقة العاطفيّة معك حيّة .. غير روتينيّة. لا أحد يستطيع مضاهاتك في حيويتك وشخصيتك الفذّة.
يُميّزك قلبك الدّفاق ونبلك وثباتك.
أثق أنّك ستبقى معي في السَّراء وفي الضَّرَّاء.. لكن..
قَاطَعَني بإصْرار:
= ريتاي. لا يوجد "لكن" في قاموسنا العشقي.
أنتِ تفهمينني عن ظهر .. حُبّ!
- هشام.. لدي خوفٌ مُزمنٌ مِنَ الرِّجالِ بشكلٍ عام لكونهم أجهضوا مشاعري بسلوكهم غير السَّوي.
= ريتاي..أفهم تخوّفك حبيبتي. لكن.. معي أنا... ثقي أنّنا سنشطب من قاموسنا العشقي كلمة: خوف!
...
..
.
حدّقتُ في البحر البعيد. كم كان هادئا مستكينا كأنّه يُصغي لصوتِ قَلبَيْنا.
ركعَ هشام على رُكبتيهِ.
كلُّ العيون تابعتنا باهتمام.
تلقفَّ يدي فصارت كالعصفور في عُشٍّ ينتظرُ إغراءات الشجر.
كما في الأفلام قال لي:
ريتا..
يا حلمي الأبدي..
يا نصفي القادم من أتون الإنتظار. أميرتي..
يا نبيّة العِشقِ..
أنا مِنْ دونِكِ كنتُ ضائعًا كقطعة نقود من زمن قديم لا قيمة لها.
أعشقُكِ ريتاي بكلّ جوارحي .
أنتِ الهواء الذي أتنفسه والدم الذي يسري في عروقي.
ريتاي..
قولي أحبّك..
كي أصيرَ في يدك ك عصا موسى.
قولي أريدك..
كي أطيرَ الآن إلى جزيرة الحُلم.
-أحبّكَ هشام..
وأريدكَ..
وبكَ وحدكَ أكتمل.
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟