أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سلمان محمد شناوة - حين ينسب المرء الى امه














المزيد.....

حين ينسب المرء الى امه


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 1455 - 2006 / 2 / 8 - 09:19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حين ينسب ,, المرء الى امه
احببت الكتابة فى هذا الموضوع ,,من زمن ,,,

المتعارف عليه الان بين كل المجتمعات الانسانية على الكرة الارضية هو الحاق نسب المرء الى ابيه دون امه ,, والمعروف كذلك ان نسب الابن يلحق بالام بمجرد الولادة ,,لان الولادة حقيقة مادية لا يستطيع انكارها احد ,,اما نسب الاب,, فهي التي تحتاج الى اثبات ,, فكان الاثبات لدينا حسب الشريعة الاسلامية اما (( الفراش ويعني به العلاقة الزوجية الصحيحة او الاقرار ,, وتاتي بالاردة المنفردة للاب,, و البينة ,, اذا كانت هناك بينة تثبت نسب هذا الابن الى هذا او ذاك ))

الملاحظ ان كل القوانين وحتي الاعراف التي اوجدها الانسان لتنظيم حياته نجدها تناقش كيفية اثابت النسب من جهة الاب واغفلت تقريبا النسب من جهة الام لانه امر مسلم به لا يحتاج الى اثبات .

اذن لنتناقش بالموضوع بشكل منطقي وحيادي قدر الامكان ,,,,

مع حقيقة كون المجتمعات التي نعيش فيها تعتبر مجتمعات ذكورية ,, ربما حين تكون حاجة هناك لتقنين عرف معين ليتحول الى قانون يناقشون به الجانب الذكورى اكثر من الجانب الانثوي,, ومع تسلمينا بهذه الحقيقة ,,

الا اني اعتقد ان المجتمعات حين الحقت الابن الى ابيه فى بداية الامر,, حين كان وضعها البدائي ,, كانت تريد الزام الرجل بالحاق الابن به ,,لانه لايوجد هناك اى اثبات فى هذا النسب سوي الامور التي قلناها سابقا والمجتمع يحتاج الى التزام من الرجل ,,والحاق الابن يحتاج اقرار او سكوت على الاقل كون هذا الابن ابنه ,, وهذا لايتحقق الا بالاردة المنفردة للرجل ,, وبدون هذه الأرادة لا يكون هناك اى اثبات للنسب ,,,
نجد ان الموضوع هو قدر كبير من الالتزام والمسئولية تقع على عاتق الرجل مقابل هذا الاقرار بالنسب ,
فتخيلوا ,, معنا كون المجتمع نسب الابن الى امه منذ البداية بحيث يصير عرفا ثم قانونا ,, كأننا ,, نطلب من المجتمع التخلي عن كل الحدود الاجتماعية وتضرب الفوضي فى المجتمع ,,
هناك من الاحاديث النبوية التي تقول انه فى يوم القيامة ينادي الانسان باسم امه وليس باسم ابيه ,,ربما لان نسب الام اثبت للحقائق التي قلناها ,,
نجد ان هناك ازدواجية فى المقاييس
ففى مجتمعاتنا العربية القديمة والحديثة نجد ان الحاق الابن بامه يعتبر وصمة عار كانهم يقولون من هو ابوك وهذا فمثلا (( كان زياد بن ابيه )) ينادي زياد بن سمية تحقيرا له لانه لا يعرف من هو اباه ,, والقصة معروفة .
مقابل ذلك ,, نجد ان(( محمد بن علي بن ابي طالب )) كان يسمي محمد بن الحنفية اعتزاز بامه ,,كذلك نجد ان عمرو بن كلثوم كان ينادي باسم امه كذلك ,, وعمرو بن هند كان ينادي باسم امه كذلك ,, والقصة معروفة بين عمرو بن هند وعمرو بن كلثوم حين اراد احدهم ان تخدم ام الاخر امه ,,فكانت النتيجة ان قتل احدهم الاخر ,, وبدون الاسهاب بتفاصيل القصة ,, الا ان اعتزاز بالام والتشرف بها جعل هؤلاء ينتسبون اليها دون الاب ,, ولكنها تبقي هذه استثناء من قاعدة ,,

ولكن حتي هذا الاستثناء له دلالاته فى مجتمعنا ,, حول المراة ومن تكون وما هي وهذه الدلالات تعود الى ازدواجية نظرة المجتمع للمراه بين المراة المدنسة والمراة المقدسة ,, حالة التدنيس والتقديس الموجود فى مجتمعاتنا بحيث دخلت الى كل شي فى عقلية الانسان العربي والمسلم ,, حيث كل شي لدينا نقيضان لا يوجد حالة وسط بينهما ,,,
فالمراة اما تكون مدنسة بحيث لاحق لها ويحقركل من ينتسب لها ,,او تكون مقدسة بحيث يعز كل من ينتسب لها ,,,
الموضوع فيه اشكاليات كثيرة ,, وتعقيدات اكثر,, واعرافنا هذه من قساوتها اننا حتي فى انكارنا لكثير من مفرداتها ,, نجد انفسنا احيانا ,, لا نستطيع الوقوف بوجهها ,, ,,
الموضوع شائك ومعقد واذا كانت المجتمعات الغربية طرحت من القوانين ما يستطيع به ان ينسب الانسان الى امه دون ابيه ,, لا تستطيع مجتمعاتنا ولوج هذه الخطوة ,, لانه فيها الغاء لكثير من المسلمات من قواعد النسب والارث فى المجتمع .

سلمان محمد شناوة



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استبداد رجل الدولة ,, واستبداد رجل الدين
- شرق ,, بغداد دائما
- نعم ,,, اليوم قد انتخبت
- مساحة الاختيار ,,, والانتخابات
- اغتيال مخرج ,,, ام اغتيال رسالة
- نساء بسيطات ,,,, لكن عظيمات
- قراءة ,, حول المراه العراقية
- الدجيل ,,,, والمحاكمة
- بغداد ,,والاربعون حرامي ,, وبيوت الصفيح
- الموت ,, على جسر الائمة
- اطفال لايدخلون الجنة
- فدرالية السنة
- الدستور ,,, الذى تاخر تسعين سنة
- الدستور العراقي ,,, والعقد الاجتماعي
- الحكيم ,,, وفدرالية الفقراء والمضطهدين
- الارهاب ,,, ماذا يريد ؟
- امراه ,,, يخشاها كل الرجال
- السيدة الدكتورة ,, معصومة المبارك ,, وزيرة كويتية .
- الدولة الدينية ,, ام الدولة المدنية
- اسطورة الالم ,,,, العراقي


المزيد.....




- بي بي سي 100 امرأة 2024: من هن الرائدات من المنطقة العربية ع ...
- البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال ...
- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سلمان محمد شناوة - حين ينسب المرء الى امه