|
ألإسلام والاغتصاب
بولس اسحق
الحوار المتمدن-العدد: 5598 - 2017 / 8 / 1 - 03:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يعتبر الاغتصاب من الجرائم البشعة التي تحدث في العالم... وهو فعل قديم عرفته جميع الشعوب والامم... والاغتصاب هو الاعتداء الجنسي على شخص ما دون رضاه باستعمال العنف... واخطره هو الاعتداء الجنسي على الاطفال سواءا كانوا ذكورا ام اناثا... ورغم خطورة هذا الفعل وقدمه الا ان التشريع الاسلامي الذي اخذ موقفا واضحا من طريقة غسل اليدين اثناء الوضوء للاسف لم يخصه باي تشريع بل لم يتطرق للموضوع أساسا ....حيث يقول اله الاسلام : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً)... وعند قراءة هذه الاية بامكانك ان تفهم الاحكام الظالمة التعسفية المتخلفة التي طبقت على حالات اغتصاب تمت في بعض الدول الاسلامية... لان المحاكم في هذه الدول اعتبرت ان كشف الانثى عن اجزاء من جسدها كان هو المبرر او الدافع للمغتصب وسببا في الاعتداء عليها جنسيا!!! يقول محمد : "أيما امرأة باتت وزوجها غاضب عنها باتت تلعنها الملائكة حتى تصبح" لذلك ليس غريبا عدم وجود تشريع لجريمة الاغتصاب... في دين يعتبر الجنس حق يجب انتزاعه بالقوة حتى وان كان الطرف التاني لا يرغب بذلك... والاسئلة التي تطرح نفسها الان : كيف لم يدرك الاله الاسلامي خطورة هذا الفعل ؟ لماذا لا يوجد تشريع يحمي حقوق الضحية ويعاقب الجاني المغتصب ؟ لماذا لم يحمي الاسلام الطفل من الاغتصاب ؟ دين الغزوات والسبايا بالتأكيد لا يوجد به حدٌ للإغتصاب والأنكى من ذلك حادثة نساء بني المصطلق كما وردت في الأحاديث: 3617 - وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ اَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالُوا حَدَّثَنَا اِسْمَاعِيلُ، بْنُ جَعْفَرٍ اَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، اَنَّهُ قَالَ دَخَلْتُ اَنَا وَاَبُو صِرْمَةَ عَلَى اَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَسَاَلَهُ اَبُو صِرْمَةَ فَقَالَ يَا اَبَا سَعِيدٍ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ الْعَزْلَ فَقَالَ نَعَمْ غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ بَلْمُصْطَلِقِ فَسَبَيْنَا كَرَائِمَ الْعَرَبِ فَطَالَتْ عَلَيْنَا الْعُزْبَةُ وَرَغِبْنَا فِي الْفِدَاءِ فَاَرَدْنَا اَنْ نَسْتَمْتِعَ وَنَعْزِلَ فَقُلْنَا نَفْعَلُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ اَظْهُرِنَا لاَ نَسْاَلُهُ . فَسَاَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلىالله عليه وسلم فَقَالَ " لاَ عَلَيْكُمْ اَنْ لاَ تَفْعَلُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ خَلْقَ نَسَمَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ اِلاَّ سَتَكُونُ " (صحيح مسلم)... فبدلا من أن يقول لهم من جاء متمما لمكارم الاخلاق...لا يجوز ذلك وهذا إغتصاب يشجعهم على إغتصاب النساء ويطمئنهم على موضوع الحمل!! فمهما بحثت فانه لا وجود لنصٍ واضح يحرم الإغتصاب إن كان من القرآن أو في الأحاديث.... بل تجد أحكاماً لأمور أقل مايمكن أن يقال عليها انها سخيفة وتافهة ولا تهم أحداً إلا المهابيل... تجدها في القرآن والسنة وتجد الكثير من القصص تعاد بلا فائدة وبطريقة مملة للغاية ولا تجد حداً للإغتصاب !!!, فلماذا يا ترى؟؟ وقد يقول احدهم... أن هذه الجريمة لها عقوبة في القضاء الإسلامي ويتراوح حدها بحسب الظروف التي فعل فيها المجرم فعلته ما بين حدود الحرابة والغيلة والزنا!!! لماذا في القضاء الإسلامي وهو تشريع بشري خاص بالزنا تحديدا وليس الاغتصاب... لماذا لم يكتب في القرآن أو في الأحاديث حدٌ واضحٌ للإغتصاب ؟؟... وكما نعرف فهناك فرق بين الزنا والاغتصاب... اذ ان المتفق عليه فى الزنا هو موافقة الرجل والمرأة على الممارسة الجنسية اما الاغتصاب فهو اكراه المرأة عليه.... وحتى لو اعتبرنا الاغتصاب مثل الزنا (مع ان الفرق كبير) فما هو حد الرجل الزانى الغير محصن ؟ 100 جلدة ومع السلامة.... فهل ترون بان هذا العقاب سيكون كافيا لرجل دمر حياة تلك المراة جسديا واجتماعيا ونفسيا ؟؟؟... ولا يمكن اثبات الزنى او الاغتصاب اسلاميا اذ ان توفر اربعة شهود مستحيل... ويجب ان يروا العملية بوضوح تام...اللهم الا اذا كانوا يؤدون مشهدا لافلام البورنو... ولهذا السبب تتعرض الكثير من الفتيات المغتصبات لفقدان حقهم القانوني في الدول الاسلامية في افغانستان وباكستان والهند والسعودية ايضا التي تبيح جلد المرأة المغتصبة... ولا أعلم هل هنالك أهمية للتفصيل الممل (أين نأكل) مثلا... (لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ ........) ولا أهمية للتفصيل في حكم (كالاغتصاب) وإفراد آية صريحة لهذه الجريمة.... وترك ذلك للاجتهادات أو التأويل وبعد ذلك نضع اللوم على (الأفهام)... هل كنت أحتاج لأن أخاطب بشكل مفصل لحكم (الأكل) في بيتي أو بيت والدتي ......الخ.... ولا أحتاج لأن أخاطب بشكل مفصل لحكم (الاغتصاب) بشكل صريح في جريمة كهذه ... يكون الاجتهاد فيها حكما إما لقتل (مغتصب) أو (تقطيع أوصاله) أو (إقامة حد الزنا عليه) أو (نفيه) بحسب رأي سيدنا الشيخ !!!!!!!! وفهمه وتصنيفه!!! وهذا ليس بغريب على خاتم الأنبياء ان لا يضع حدا للاغتصاب.... لأنه كيف يجرم الاغتصاب لمن اتخذه شرعا و قانونا... لا تنسوا أن اغتصاب أسيرات الحروب بعد تسميتهم بملك اليمين كان يتم بشكل منظم و كان شريعة... بل وذكر في كتاب القران المرسل من سابع سماء.... و لنا في سيرة مؤسس الإسلام الكثير من الروايات عن اغتصابه لأسيراته بعد أن يقتل أزواجهم.... ولا تقل لي أن الأسيرة كانت تسمح له بمعاشرتها بعد أن قتل زوجها بإرادتها الحرة... فكيف من الممكن ان يجرم الاغتصاب.... اذا كانت نظرة مؤسس الإسلام أصلا للمرأة.... على أنها شيء للمتعة وبالتالي فلم العجب ان لم يهتم بتشريع لحمايتها.... أليست ناقصة عقل ودين و بالتالي فهي كائن لا أهمية له!!! قرأت منذ فترة طويلة عن امرأة مسلمة نيجيرية تم اغتصابها وحملت.... وعندما فشلت في اثبات اغتصابها عن طريق أربعة شهود (طريقة الاثبات الإسلامية) حكمت عليها المحكمة الإسلامية القذرة بالرجم حتى الموت (سبق لها الزواج فهي محصنة) رغم أن الطب الشرعي أثبت أن جسدها به إصابات من عملية الاغتصاب.... ولكن يبدو أن الطب الشرعي بدعة لم يأت بها محمد.... رابط الخبر : http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_1694000/1694749.stm ان مؤسس هذه الشريعة الهمجية مجرد بشر عادي قام بصياغة القوانين التي تخدم تطلعاته.... للسيطرة والحكم مثله مثل جنكيز خان والاسكندر الأكبر وكل عشاق السيطرة والتوسع بالحروب... نظلم الأنظمة الإنسانية الراقية مثل شمال أوروبا عنما نقارن تشريعاتها واحترامها للإنسانية... مجرد مقارنة بتشريعات لا تعترف بأن من حق الأسيرة أن تعامل معاملة أدمية... أي شرع هذا الذي يريد المسلمين تطبيقه ؟!... نجد أن المرأة المسلمة إذا أغتصبها رجل وحملت منه، يؤخذ حملها دليلاً على الزنا ويقام عليها الحد لأنها لا تستطيع أن تأتي بأربعة شهداء على أن الرجل اغتصبها!!! كيف لم يدرك الاله الإسلامي خطورة هذا الفعل... والسبب لأنه سوف يدمر به الكثير من قواعد دينه!! لماذا لا يوجد تشريع يحمي حقوق الضحية ويعاقب الجاني المغتصب؟....لأنه سوف يقلص ملك اليمين والاستمتاع بهم!!! وعليه فان تطبيق حد الحرابة او حد الزنا على جريمة الاغتصاب.... هي فقط اجتهادات شخصية ولا يوجد أي نص بالقران.... واذا كان فعل الاغتصاب يدخل في اطار الفساد بالأرض...فلماذا وضع القران لكل حالة تشريعا.... وضع حدا للزنا وحدا للسرقة الخ.... ولم يضع حدا للاغتصاب مع انها تعتبر أيضا فسادا بالأرض من وجهة نظر إسلامية.... والواضح أن الذي شرع الإسلام لم ينظر بمنظور إنساني شامل.... لأنه كان عنده قضاء الوطر يأتي في الأولويات قبل تعقيدات الأحاسيس التي يسببها الاغتصاب لذلك لم يلتفت لهذه الأمور.... المسلمون يفعلون اشياء غريبة عجيبة... حتى هم لايعلمون لماذا يفعلونها...سوى انهم امروا لفعلها.... وبالنهاية تأتي المرأة المسلمة بكل بلاهه وتُدافع عن سجنها وكأنها تُريد إثبات أنها ناقصة عقل .
#بولس_اسحق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أينَ يَكمُن الخَلَل... في الطُلابِ أم المِنهاج
-
العَرَبْ والتأرِيخ... تَزوير... تَأليه...مُبالغة
-
داعش والاسلام ...عملة واحدة ذات وجهان
-
مَنطِق جُحا ... بين محمد صلعم والكفار
-
المدرسة المحمدية...وميزان دخول الجنة الوهمية
-
ذِكرى لِمَن كانَ لَهُ عَقل
-
المُضِلُ المَكار... لا يَقبَل دِيناً غَيْرَ الْإِسْلَامِ
-
عُذرا عَرَبُ مَكَّة... وَالكَعبَةُ الوَثَنِية
-
إدفنوا موتاكم....من وحي الغراب اول المبعوثين
-
لماذا يتمنون ويحلمون... بالعودة لزمن الصحابة والرسول
-
آدم عليه السلام... لم يعشق جنة الاسلام
-
تجليات ورسالة....في يوم القيامة
-
شَجَرَتَ الزَّقُّومِ... مَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ
-
في ضلال القران... خربشات في سورة الجن
-
أنصفوا الإسلام... المسلمون لا يمثلون الاسلام
-
اله القرآن...ومسلسل تحريف الاديان
-
ما يحدث في بلاد الاسلام... قصة من واقع الحال
-
سقوطهم.... كسقوط عرش أبا صياح قبلهم
-
مُلكِ اليَمِين... هَدِية محمد لِأتباعِهِ...قصة متكررة
-
عَلَى قَدْرِ الكِرامِ... تَأتِي المكَارِمُ
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|